كثيرًا ما نحتاج إلى أن نقوم بتدوين بعض الملاحظات، التي نسمعها أو حتى تلك التي تصلنا أحيانا من خلال الرسائل الهاتفية فنجد البعض يلجأ إلى الورقة والقلم لتدوينها بالرغم من أن تلك الملاحظات محفوظة في تلك الأجهزة أو يمكن حفظها سواء من خلال التصوير أو التسجيل الصوتي أو غيرها من الوسائل التقنية الأخرى. في تقرير أجراه باحثون ونشره موقع الراديو الوطني الأمريكي NPR مؤخرًا، ونشرته صحيفة (الوطن) بالأمس أوضح بعض الحقائق، التي تثبت مدى قوة بقاء الورق أمام التكنولوجيا خصوصًا في المدارس وعندما يتعلق الأمر بالتعلم والحفظ إذ أوضحت تلك الحقائق أن هناك فرقًا بين القراءة والكتابة على الورق واللوح الإلكتروني وبين القراءة والكتابة العادية، وأشارت دراسة أجريت العام الماضي أنه يجب على طلاب الجامعة أن يكتبوا ملاحظات المحاضرات باليد -على الورق- بدلا من طباعتها على أجهزة اللاب توب والسبب في ذلك هو أن الأجهزة اللوحية وأجهزة اللاب توب عادة ما تكون مشتتة للانتباه، كما يقول أحد الباحثين إنه عندما يكتب الناس ملاحظاتهم فإن لديهم تلك العادة في المحاولة لكتابة الملاحظات الحرفية وكتابة أكبر كمية من المحاضرة بقدر استطاعتهم، وبالرغم من أن تلك الأجهزة الإلكترونية تساهم في تحسين بعض العلوم مثل الرياضيات وغيرها إلا أن هناك مشكلة للبعض تتمثل في شرائها والمحافظة عليها والتدريب على استخدامها في حين يرى طلاب الجامعة أنهم يركزون أفضل عند قراءة الكتب المطبوعة ويتذكرون أكثر عند قراءة الأوراق المطبوعة. أما على المستوى الإحصائي فإن نتائج تلك الدراسات أشارت إلى أن 96% من الآباء والأمهات يعتقدون بأن الورق جزء أساسي ليحقق الأطفال أهدافهم التعليمية، في حين يرى 70% من بين طلاب الثانوية أنهم يستعدون للامتحانات من خلال الملاحظات المكتوبة يدويًا، ويحب 81% من طلاب الجامعة الورق ويؤكدون أنهم دائمًا ما يستخدمون الأدوات الورقية للامتحانات، في حين يقوم 60% من طلاب الثانوية بصنع واستخدام الملازم التعليمية ويتفق 50% من طلاب الصفوف العليا على أن تعلم المعلومات يكون بشكل أفضل إذا تمت كتابتها باليد. يبدو أنه مهما تطورت التقنية وانتشرت التكنولوجيا وتعددت الأقلام الإلكترونية والأجهزة اللوحية فستحافظ الورقة والقلم على مكانتها وستبقى قيمتها لدى كثير من الناس، وخاصة عند الطلاب والطالبات أهم من غيرها، ولا يبدو أنه سيكون هناك منتصر في الصراع المستمر بين الورقة والأجهزة على أقل تقدير خلال العصر الحالي، وجيل اليوم، الذي لا تزال ثقته في الورقة والقلم كبيرة بالرغم، مما هو موجود حوله من أجهزة الكترونية متعددة.