لا أحد ينكر الجهود المضنية التي تقوم بها أمانة منطقة الرياض وضخامة الأعمال الموكلة إليها، خصوصاً بعد أن كلفت بالإشراف على الشؤون البلدية في المحافظات والمراكز التابعة لإمارة منطقة الرياض، بعد إعادة الهيكلة الأخيرة التي أحدثتها وزارة الشؤون البلدية والقروية في أمانات المدن وبلديات المناطق، فبقدر ما ننتقد أداء هذا الجهاز الحكومي الهام، ونقدم له المقترحات والآراء المأمولة، ونطالبه بتحقيق ما هو منشود من سكان مدينة الرياض وزوارها، فمن حق هذا الجهاز علينا أن نشهد له بالإنجازات التي قام ويقوم بها، أمانة منطقة الرياض وفي الآونة الأخيرة سعت نحو تقديم أداء بلدي مأمول، تمثل ذلك في إحداث نقلات حضارية طيبة تأتى ذلك في أنشطة متعددة وهي، أولاً: إنشاء ميادين لرياضة المشي بتنظيم هندسي رائع، وذلك في مواقع محددة، ونسمع أنها عازمة النية على انتشار مثل هذه الميادين في مناطق عديدة من المدينة، ثانياً: التوسع في انتشار المساحات الخضراء وتطوير حدائق المدينة، فضلاً عن الاهتمام بالجزر الواقعة بين اتجاهات الطرق في معظم طرق وشوارع المدينة، ثالثاً: الاهتمام البيئي وكذا بالصحة البشرية، الذي تمثل ذلك في إلزام مسالخ ذبح المواشي بتوافر أطباء بيطريين بالإشراف والتحقق من سلامة الأغنام المذبوحة فيها، وكذا عند السماح للمطابخ المنتشرة في الأحياء عند ذبح الأضاحي بضرورة توافر طبيب بيطري، رابعاً: ما قامت به الأمانة من السماح في زيادة نسبة المباني في المساكن تحقيقاً لخدمة اجتماعية مأمولة، وكذا الزيادة في بناء أدوار متكررة للمباني الواقعة على بعض الطرق، والمؤمل أن يتأتى المزيد في ذلك خصوصاً تطبيق ذلك على الطرق التجارية الأخرى للمدينة التي تمثل مساحات كبيرة توفر منشآت عقارية تحتاجها المدينة بسبب ما تشهده من نمو سكاني واقتصادي مشهودين، خامساً: المستوى الواضح والمشهود لنظافة مدينة الرياض وبالذات في السنوات الثلاث الأخيرة حتى أصبحت الرياض تنافس دولاً أخرى في مستوى النظافة، كما أن مشروع الحملة الوطنية الذي انتهجته الأمانة تحت اسم (عين النظافة) بالتعاون مع إدارة مرور الرياض، أسهم إسهاماً وطنياً وحقق نسبة لا بأس بها في جعل الرياض في نظافة مستمرة، وأخيراً لا يخالجنا الشك أن هناك العديد من الطموحات والبرامج التي تعكف الأمانة عليها وبالتعاون مع المجلس البلدي للمدينة، لتقديم المزيد من الخدمات والأنشطة البلدية لتحقيق متطلبات المرحلة الراهنة الذي نأمل أن ترى النور قريباً بإذن الله تعالى، لإظهار تنافس جاد بين مدن العالم أجمع، حتى تكون مدينة الرياض في مقدمة هذه المدن، كما أننا ندرك أن هناك منجزات عديدة ونوعية قامت وتقوم بها الأمانة، ولهذا لا يعني طرح النقد وتقديم المقترح أن السلبيات كبيرة أو أنها تطغى على الإيجابيات، إنما كل ما نعنيه لا يعدو سوى مساهمة وطنية نأمل أن تسهم في تقديم ما يصبو إليه المجتمع لجعل الرياض في مقدمة المدن الأخرى في ظل رعاية واهتمام أميرها الفذ سلمان بن عبد العزيز وسمو نائبه الأمير سطام بن عبد العزيز.