استغربت وأنا أقرأ في ثنايا جريدة (الجزيرة) الغراء الخبر الذي نشر في الصفحة الأخيرة بالعدد رقم 12362 بعنوان: (امرأة تسدِّد 3 مخالفات مرورية)، وذلك لأنه حسب علمي فإننا اجتزنا الألفية الواحدة والعشرين، وذلك في طريقنا نحو المستقبل، كما أننا بصدد الدخول في منظومة الحكومة الإلكترونية التي ستحقق أبعاداً كبيرة من التطور في مجال العمل؛ حيث ستزيد الدقة في العمل والسرعة وزيادة الإنتاج. والمفروض أن مثل تلك الأخطاء غير المبررة لا تُترك من قبل الجهات المسؤولة عنها تمر هكذا مرور الكرام، وبخاصة عندما تكون واضحة جداً ولا تحتاج إلى تأويل، فنحن نعرف أنه حتى هذه اللحظة لا يُسمح للمرأة بقيادة السيارة، وبالتالي فإن أي مخالفة عليها من قبل المرور كما يحدث في بعض الأحيان عندما يتفاجأ بها أي مواطن يذهب لاستخراج جواز سفر لأحد أفراد أسرته أو إقامة لخادمته بأن أمه العجوز أو زوجته المصونة أو خادمته التي لا تعرف الشارع الذي يقع أمام منزل مخدومها فكيف تعرف بقية الشوارع الواقعة في المدينة بأن عليها مخالفة في قيادة السيارة بسرعة جنونية أو عدم ربطها حزام الأمان عند قيادتها المركبة أو مخالفة عكس اتجاه السير، وغير ذلك من قائمة المخالفات التي تمتلئ بها قائمة دفتر مخالفات المرور التي تثير الضحك أكثر مما تثير الاستغراب. إن الذي أستغربه كثيراً أن المرور لا يصحِّح خطأه حينما يأتي إليهم مثل هذا المواطن أو ذاك وهو يحمل فوق رأسه الكثير من عشرات علامات الاستفهام الواضحة حول كيفية حصول ذلك ومن المسؤول عنه، وإنما يتمسكون فقط بخيار التسديد أولاً وإلا لن تنتهي معاملة هذا المواطن في الجوازات، فالتأخير ليس في صالحه بسبب مبلغ قد يكون في نظر البعض من الناس بسيطاً جداً، لكن لو دققنا قليلاً في هذا العمل لوجدنا أنه ليس بسيطاً أبداً، فهل يعقل أن يجد الفرد نفسه ذات يوم وقد سُجِّلت عليه أو على زوجته أو إحدى بناته أو حتى على طفل مشلول أو مسن مقعد مخالفات لم يرتكبها أصلاً؟!
