إن الهمة العالية لها دور في رفعة الشخص في هذه الحياة، والإنسان قادر على صنع حياته بعد توفيق الله وإعانته له، فقوة الإرادة والعزيمة والهمة قادرة على تقوية الشخص وتحديد مسار حياته، وليس الذكاء هو كل شيء في هذه الحياة، فالذكاء الذي لا يستفاد منه لا ينفع صاحبه، فكم رأينا من الأذكياء الذين يرثى لهم ورأينا من متوسطي الذكاء الموفقين، والسبب - بعد توفيق الله وإعانته - هو عدم اليأس وأن يتوقع الخير في مستقبله وألا يزعم أنه لا توفيق له وأنه غبي أو ليس نابغة أو أن الظروف لا تساعده.. كل هذا الهذيان سبب للفشل في الحياة، ومن أسباب الفشل الأوهام والعوائق والسدود الوهمية التي نضعها في طريقنا فتعطل العمل، فإذا كان طالباً في كلية أو مدرسة، قال: إن العين قد منعتني من إكمال الدراسة - والعين حق كما جاء في الكتاب والسنة ولا ننكر تأثيرها - ولكن المبالغات وتبرير الفشل وقذف المسؤوليات على غيرنا، والتنصل من الواجبات لا مبرر له، فإذا سعى في عمل تجاري مثلاً، قال: أنا لست فلاناً أو فلاناً، ومكتوب عليَّ الفقر.. كل ذلك من الأوهام ومن أسباب الفشل.. فاحرص أخي على الجد والاجتهاد وطاعة الله عز وجل والتوكل عليه، واحذر من المخذِّلين والمسوفين والفاشلين وكثيري الثرثرة الفارغة، وأقبل على طاعة ربك وعبادته، واستعن بالله ولا تعجز، واحرص في أمورك الموكلة إليك كلها على أدائها بإتقان وحزم سواء كانت أموراً دينية أو دنيوية، والله الموفق.
