في مناقشة لها وجه لغوي وبحث تاريخي من خلال نصوص المؤرخين، أبان الأستاذ عبد الله بن سعد بن شبيب أن هناك فرقاً بين بلد وبلدة، ولها دلالات في المعنى، وليس طرح هذا الموضوع جانباً شكلياً، إذ قال الأستاذ الشبيب معقباً على ما أثاره الأستاذ عبد الحكيم العواد في صفحة الوراق في مقال سابق: أولاً- بلد: مكان محدود من الأرض تقيم فيه جماعات (معينة) من الناس. بلدة: مكان محدود تسكنه جماعات من الناس. ثانياً- بلد الدرعية مرتبط تاريخياً بوادي حنيفة المحدود والممتد (50 كم تقريباً) من أعلاه نهاية وادي الحيسية و(بلد العيينة) حتى ابتداء وادي (الباطن) بالرياض تقيم في هذا البلد والوادي جماعات معينة من الناس، ومن قبيلة واحدة (المردة والدروع والموالفة وآل يزيد) مدافعة ومالكة ونافذة لهذا البلد الكبير المكون من قرى (كالوصيل وأبا الكباش وعرقة والعمارية والسهل والعلب وغيرها) ومواضع كثيرة تسكنها جماعات من الناس، وبهذا يكون الاسم الصحيح (بلد الدرعية). ثالثاً- الوثيقة كتبت عام 1285ه بشهادة وإملاء وختم وخط مشايخ من بلد الدرعية، وخط وختم الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن، وشهادة عبد الرحمن بن حسن، وذكر بها بلد الدرعية، وبهذا يكون الاسم الصحيح بلد الدرعية. وقد أورد الكاتب مثالاً للمؤرخ عثمان ابن بشر في مؤلفه: (عنوان المجد في تاريخ نجد) وكذلك ما دون في وثيقة بعثها ونشرت مع التعقيب ويذكر بها (بلد جلاجل. بلد العيينة. بلد رغبة) عليه أفيده بالآتي: (أ) بلد جلاجل ذكرها ابن بشر، مكان محدود ولهذا البلد زعامة على عموم مواضع سدير، تقيم في بلد جلاجل جماعات (معينة) من الناس (آل جلاجل وآل سويد) ومن قبيلة واحدة وغيرهم، وبهذا يكون الاسم الصحيح بلد جلاجل. (ب) بلد العيينة، ذكرها ابن بشر، مكان محدود من موضع الجبيلة حتى موضوع حريملاء، ما حولها من مواضع وقرى تقيم في بلد العيينة جماعات معينة من الناس أمثال المعامرة وغيرهم من القرن التاسع الهجري 850ه. (ج) بلد رغبة: ذكرها ابن بشر في مؤلفه (بلدة رغبة)، ما يدون في الوثائق التاريخية القديمة وبخط وختم علماء البلد يكون صحيحاً وموثوقاً ولا مجال للطعن بها.