** الحياة.. مليئة بالمفاجآت.. منها ما هو سار.. ومنها ما هو مخيف وضار. ** أمور تحدث ليست في حسبانك ولا حسبان أي شخص.. ** الإنسان.. يخرج من بيته صباح كل يوم.. ولا يعلم ماذا سيفاجئه في الشارع أو في المكتب أو في أي مكان آخر. ** هذا دُهس أمام منزله.. وهذا صُدم في آخر الشارع.. وآخر صُدم عند الإشارة.. ورابع سكت قلبه وهو يقود سيارته.. وخامس سقطت عليه شاحنة من فوق الجسر فمات في الحال. ** وهذا مات بماس كهربائي.. وهذا مات نتيجة شيء أكله أو شربه.. ** وهذا انخفض أو ارتفع ضغطه فجأة فمات. ** وهذا انخفض عليه أو ارتفع عليه السكر فقتله.. وهذا عنده قلب وهو ما يدري. ** وهذا عنده علة خطرة.. ويبلع.. ويشرب و(يكْرِفْ نفسه) وهو لا يدري عنها فقتلته فجأة. ** أشخاص كثيرون.. يخرجون من بيوتهم ولا يعودون إليها لأسباب وعوارض كثيرة.. نسمعها هنا وهناك. ** كل يوم.. تقلب فيه صفحات الجريدة.. قد تقرأ اسم صديق أو قريب أو معرفة أو جار.. لاقى وجه ربه.. وهكذا إعلانات التعازي.. ** الموت.. خطر داهم.. ومصير محتوم.. ولا تدري متى يصلك الدور.. ومتى تنقضي هذه الأنفاس.. ومتى تتوقف حياتك؟ ** هذه أمور بيد الحي القيوم جلّت قدرته. ** أمور بيد خالق الخلق. ** تذهب للصلاة في جامع الراجحي أو عتيقة عصراً.. فتجد الجثث ممدودة أمامك. ** هنا عشر جثث أو أكثر.. وفي الآخر عشر أو أكثر.. ولو سألت موظفي المقبرة لقالوا: إننا نستقبل يومياً في حدود الثلاثين ميتاً.. من صغير وكبير.. وامرأة أو رجل - على الأقل -. ** الناس.. تركض ولا تتعظ.. ** الناس في هذه الحياة.. تطير من (العجلة).. وتنسى هادم اللذات.. ومفرّق الجماعات.. ** تمشي في الدائري.. فتشاهد السيارات وكأنها صواريخ.. تمر يمينك وشمالك.. وكأنهم في حلقة سباق. ** تمشي على الدائري والسرعة المقررة كحد أعلى (120كم) في الساعة.. فيتجاوزك آخر.. وتعتقد أنك واقف من شدة سرعته.. رغم أنه يدرك أن المرور جاهز هناك وأنه بالمرصاد.. وأن عقوبة السرعة كبيرة.. السجن لعدة أيام وليس (24) ساعة. ** هو يعرف.. أنه لو اختل توازن سيارته لأي سبب مفاجئ سيتحول إلى أشلاء.. إلى كومة لحم.. وسيقتل معه آخرين.. بمعنى أنه سيخرج من هذه الدنيا وكأنه منتحر.. وهو أيضاً.. متلبس بقتل آخرين وإزهاق نفوس.. والإضرار بآخرين.. وتيتيم أطفال وترمل نساء.. وضياع بيوت.. كلّه بسبب تهوره وجنونه وطيرانه. ** كم حصدت الحوادث المفجعة من أنفس. ** وكم عدد القتلى من الحوادث؟ ** كم عدد المعاقين؟ وكم عدد الذين ما زالوا يلازمون المستشفيات؟ ** كل يوم.. نستيقظ على فواجع من جراء الحوادث. ** مفاجآت.. وأخبار مفجعة.. ومع ذلك لا نتعظ. ** ليتنا نتعظ. ** ليتنا ندرك أن نتائج بعض التصرفات الرعناء هي الموت.. ** أخيراً.. أقول لكل شاب طائش متهور: (يكفي.. هبال).. وللنشاما والسنافية الذي يقطعون الإشارات ويطمرون الأرصفة أقول: (متى تَعَقْلُون)؟!!