قال تعالى {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ . الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنًّا وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} (262) سورة البقرة. ودعت بالأمس القريب بريدة أحد أبنائها البررة الشيخ صالح بن عبدالله السلمان حيث اكتظ المسجد والشارع والميادين فلم يبقَ من علم عن وفاته لم يأتِ للصلاة عليه لما عُرف عنه من بذل الخير لأبنائها من العجزة واليتامى والأرامل والفقراء والمساكين، هذا الرجل الذي احتضنته بريدة احتضان الأم لوليدها في وقتٍ كان بحاجة إلى هذا الحضن الدافئ، مثقل كغيره من الرجال بهموم الدنيا فلم تبخل عليه بل أعطته بما تجود به الأم لوليدها الحب والعطف والحنان (هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ) فلم يبخل عليها بل أغدق عليها إغداق الابن البار الذي يرجو من ذلك رضاء ربه، فلم يبق جمعية خيرية إلا كان المبادر بدعمها أو جمعية لتحفيظ القرآن إلا كان من الداعمين لها، وقد كان من الأوائل في دعم مشاريع بريدة الخيرية والثقافية والرياضية، لم يتأخر يوماً عما يمليه عليه الواجب الوطني والشرعي تجاه جماعته من أهالي بريدة الحبيبة التي ووري في أرضها الطاهرة حيث احتضنه ثراها كما احتضن من هم قبله من الرجال الذين بحق يستحقون أن تُكتب أسماؤهم بمدادٍ من ذهب على صدر أرض بريدة الغالية، فالعين تدمع والقلب يحزن وإننا على فراقك يا أبا سليمان لمحزونون، راجياً الله العلي القدير جلت قدرته أن يرفع منازلك في الجنة وأن يغفر لك ما تقدم وما تأخر من ذنبك وأن ينزلك منازل الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا وأن يلهم أبناءك وعائلتك ويلهمنا معهم الصبر والسلوان إنه على ذلك قدير والحمد لله رب العالمين.