* س: - زرت عدة أطباء في / علاج الأرق / الذي أعاني منه منذ مدة طويلة لكن دون جدوى إلا أن بعض المهدئات تساعد ولا تزيل هذا الأرق، أنا في حالة حرجة من اضطراب النوم الذي يلازمني وأعاني منه مشقةً وتعباً شديدين فهل رأي أسعد به؟ م م م / الكويت / النقرة * ج: - لعل من أحسن الأمور في مثل حالتك أنك: تُدرك هذا وتشعر بالمعاناة وترغب في علاجه، وهذه أولى خطوات العلاج فلديك قلق منه وهم ونفرة، إن أهم علاج لهذا الاضطراب حسب فهمي هو أن تُجيب عن هذه الأسئلة حسب وعيك لها لكن بصدق وقوة، من هذه الأسئلة المهمة ما يلي: 1- هل لديك آمال أو أمل لم يتحقق؟ 2- هل تعرف جيداً قدراتك وإمكاناتك؟ 3- هل ظلمت أحداً ما ؟ 4- هل تخاف من شيء معين؟ 5- هل تتخوف من حالٍ ما؟ 6- هل أنت منظم لحياتك؟ 7- هل لديك (هم) يراودك؟ 8- هل فعلاً تفقه معنى الحياة؟ 9- ما هي الحياة في نظرك؟ 10- هل هي الجاه؟ 11- هل هي المال؟ 12- هل هي السعادة؟ 13- وما هي السعادة الصحيحة عندك ؟ 14- هل تغار من أحدٍ ما..؟ 15- ما هو النجاح في الحياة؟ 16- هل هو في المركزية؟ 17- في فرض الرأي؟ 18- في القوة الجبرية؟ 19- هل أنت متفائل؟ 20- هل أنت متشائم؟ آمل قبل (الإجابة) أن تعي السؤال جيداً ثم أنت تتمهل قبل الجواب وحبذا لو: فصلت الإجابة وبينت كل شيء خصوصاً هذا السؤال رقم (3) و(4) و(5) و(7)، وانتظر منك ذلك، وإلى حين ورود الجواب آمل قراءة هذه الورقة الطبية النفسية لعلها تفيدك من باب البصيرة ورد فيها الآتي: هناك علاقة وثيقة بين النوم والحالة النفسية للفرد، فاضطرابات النوم قد تؤدي إلى الاكتئاب كما أن الاضطرابات النفسية قد تؤدي إلى اضطرابات النوم، وفي هذه الحالة يصاحب اضطرابات النوم أعراض نفسية أخرى يشكو منها المريض أو يلاحظها الأهل عليه، ومن أهم الأمراض النفسية المرتبطة بالنوم ارتباطاً وثيقاً: 1- مرض الاكتئاب: وهو يصيب النساء بنسبة أكبر من الرجال (1:2) وله أسباب عدة منها ماهو وراثي ومنها ماهو ناشئ عن ضغوط الحياة، وفي هذا المرض ينتاب المريض شعور بالحزن والرغبة في البكاء أو فقد الرغبة لمزاولة أي نشاط والميل للعزلة الاجتماعية، ويشكو المريض غالباً من ضيق في الصدر ويصحب ذلك وهن الجسم وخمول. وغالبية المرضى (80% منهم) يواجهون صعوبة في النوم تتمثل في الأرق وصعوبة الخلود للنوم والاستيقاظ كثيراً خلال الليل والأحلام المزعجة أو الاستيقاظ خلال ساعات الصباح الباكر مع العجز عن العودة مجدداً للنوم وينتج عن ذلك قلة ساعات النوم بالليل بما يزيد من توتر المزاج وحدته. وهناك فئة أخرى من المرضى على العكس من ذلك تكثر ساعات النوم بالليل عن الحدود الطبيعية ويزيد عندهم النعاس والخمول خلال النهار وفي كلتا الحالتين اضطراب النوم يؤثر تأثيراً سلبياً في المرضى ويساهم في زيادته. ومن الأعراض الأخرى للاكتئاب اضطراب في الشهية للأكل يصاحبه تغير في الوزن إما زيادة أو نقصان، شعور بالدونية وبالذنب ولوم النفس على الأخطاء القديمة، فقدان الرغبة الجنسية وفي الحالات الشديدة قد يتمنى المريض الموت أو يفكر في الانتحار، وقد يبلغ المرض حدته لدرجة يتوقف فيها المريض عن الكلام والأكل والحركة حتى القيام بشؤونه الخاصة وهذه الحالة يطلق عليها الذهول الاكتئابي. وفي كل حالات الاكتئاب الخفيفة منها والشديدة يحتاج المريض لمراجعة الطبيب النفسي وتلقي العلاج اللازم، وطبيعة العلاج تعتمد على حدة المرض فعندما يكون شديداً قد يحتاج المريض إلى التنويم في الجناح النفسي لمراقبة تطورات الحالة عن قرب. وعموماً علاج الاكتئاب عبارة عن علاج دوائي وعلاج نفسي أما العلاج الدوائي فيتمثل في الأدوية المضادة للاكتئاب وهي لاتسبب إدمان المريض عليها وأعراضها الجانبية قليلة جداً تُعطى بوصفة عادية وهي تباع في الصيدليات. والعلاج النفسي عبارة عن جلسات نفسية مع الاختصاصي النفسي الذي يحيلك إليه طبيبك وهي تهدف إلى مساعدة المريض في التعرف على أسباب اكتئابه وطريقة تفكيره وأنماط سلوكه السلبية المؤدية للاكتئاب واستبدالها بنظرة وطريقة تفكير إيجابية وبالتالي سلوك صحي متأقلم مع الواقع. وبالنسبة لاضطراب النوم المصاحب للاكتئاب فإنه يتحسن تدريجياً بتحسن مزاج المريض. 2- الاضطراب الوجداني ثنائي القطب: وهو عبارة عن دورات متكررة من الاكتئاب والهوس يعود بعدها المريض إلى حالة الشفاء التام وممارسة حياته الطبيعية وفي المرحلة الهوسوية يشعر المريض بالحيوية والنشاط والزهو وتنتابه أفكار العظمة وتتزاحم مخيلته بالأفكار ويكثر في هذه المرحلة الكلام ويكون غير مترابط وغير منظم وتصرفاته تكون غير لائقة اجتماعياً أو قد تكون عدوانية أو استفزازية. أما اضطراب النوم فيكون أولى علامات بداية النوبة حيث تتضاءل حاجة المريض للنوم وقد يمضي أياماً بساعات قليلة جداً من النوم (1 - 3 ساعات يومياً) مما يزيد من اضطراب الحالة وسوئها. وهذا المريض يحتاج لعلاجات دوائية مكثفة خلال النوبة للتحكم في حدتها وتتمثل في مضادات الذهان ومثبتات المزاج وقد يحتاج المريض للتنويم في المستشفى خلال نوبة الهوس، وبعد علاج النوبة وعودة المريض إلى حالته الطبيعية يحتاج الاستمرار على العلاج الذي يقرره له الطبيب لمنع تكرارها مستقبلاً، ومتابعة حالته بانتظام مع الطبيب النفسي. 3- الفصام (الشيزوفرينيا): وهو من أشهر الأمراض النفسية وأول من أطلق عليه هذا الاسم هو العالم بلولير من كلمة إغريقية (schizein ) بمعنى يقسم، (phren ) بمعنى عقل أي أن معنى الكلمة انقسام العقل. والفصام مرض مزمن يتميز باضطراب التفكير (كأن يعتقد المريض أن الناس ضده ويتآمرون عليه) ونشوء الضلالات والهلاوس وينتج عن ذلك اضطرابات سلوكية وانفعالية ويبدو المريض وكأنه يعيش في عالم خاص به ويتأثر النوم بشكلٍ كبير في هذا المرض فنسبة كبيرة من المرضى يصابون بالأرق وصعوبة الخلود للنوم ونقص في ساعات النوم خلال الليل. ولعلاج المرض يحتاج المريض لمراجعة الطبيب النفسي لتشخيص الحالة وبدء العلاج الدوائي ويتمثل في مضادات الذهان والأدوية تساعد كثيراً في تحسن الحالة ومنع تدهورها ويستطيع معها المريض أن يعتمد على نفسه في كثيرٍ من جوانب الحياة ودور الأهل في متابعة المريض وعلاجه ومؤازرته مهم جداً في استجابة المريض للعلاج. 4 - اضطراب التكيف: وهو شعور بالحزن أو التوتر والقلق استجابة لحدث مؤلم كالطلاق أو موت أحد الأقرباء أو الفصل من العمل، وهذه الاستجابة تتعدى الحدود الطبيعية الممكن توقعها عادة، وقد يصاحب اضطراب التكيف قلة في النوم وأرق واستيقاظ متكرر خلال الليل مع شعور بالكسل والخمول خلال النهار. يحتاج المريض المصاب باضطراب التكيف لعلاج نفسي يكون تدعيمياً في الغالب يهدف إلى التعرف على المشكلة ومحاولة حلها من خلال تحسين مهارات التواصل لدى المريض وتعزيز احترامه لذاته.