يعتبر التعليم من أسمى الرسالات التي تشرف في حملها المعلم، ومع ذلك تعتبر من أشقها نظراً لما تتطلبه من جهد وعناء وصبر واحتساب. والتعليم كباقي مناشط الحياة مرة بالعديد من التجارب والدراسات سعياً للرقي بالإنسانية واستثماراً لمقدرات هذا الكون الفسيح. وفي وطننا العزيز تميز التعليم بسرعة الوصول إلى مجاراة التعليم في الدول المتقدمة من حيث الأساليب والمادة العلمية المقدمة. ومع ذلك فالتربية والتعليم في تحد مستمر مع الزمن نظراً لما يستجد وبصورة سريعة في شتى مناحي الحياة. ومن الأساليب الحديثة في التعليم التي بدأ التركيز عليها في الآونة الأخيرة مهارات التفكير، وكيفية استثمارها في مجال التعليم، فالعقل البشري حباه الله بقدرة فائقة عجز العلم الحديث عن الإحاطة بها، وهي إما نعمة إن استثمرت في مجال الخير أو نقمة إن استغلت في مجال الشر. ومهارات التفكير تعني حفز العقل البشري بأساليب تفكيرية عالية لغرض الوصول إلى أعلى درجات الإنجاز، ليكون الإنسان مبدعاً في عطائه مبتكراً في منجزاته مواكباً لمتطلبات عصره. وهناك من ينادي من علماء التربية إلى إدخال مهارات التفكير كمادة أساسية في التعليم العام وغيرهم يرى أن تمارس أثناء التعليم في جميع المواد دون الحاجة إلى إفرادها كمادة مستقلة، ويبدو أن الرأي الأخير هو الأقرب إلى الصواب. فعندما نعلم أبناءنا الطلاب مستخدمين أساليب حديثة في التعليم مثل التفكير الناقد بحيث يطلب نقد فكرة معينة وتحديد إيجابياتها وسلبياتها أو بيت شعر أو غير ذلك. بهذا يصبح الطالب قادراً على التفريق بين الخطأ والصواب، ولديه القدرة في تمحيص الأمور، وعدم أخذها على علاتها أو التصديق في كل ما يقال أو يكتب بل كل ذلك يحتمل الخطأ والصواب إذا كان من مصدر غير موثوق به. كما أن هناك التفكير الابتكاري الذي يعني ابتكار أساليب وطرق شتى في أمور الحياة تؤدي إلى منافع أكثر أو توفير أكثر. إضافة إلى الممارسات العديدة في مجال التفكير كالعصف الذهني وتآلف الأشتات وغير ذلك كثير. ووزارة التربية والتعليم أدركت أهمية تلك الأساليب فوجهت إلى تدريب المعلمين على تلك الأساليب الحديثة فبدأت البرامج التثقيفية حول مهارات التفكير وأساليبه، كما حورت بما يناسب كل تخصص فتجد مهارات التفكير في التربية الإسلامية ومهارات التفكير في العلوم ومهارات التفكير في التربية الفنية وكذلك باقي المواد. لا شك أن أثر ذلك سينعكس على أسلوب تربية أبنائنا سواء في تعليمهم وتحصيلهم الدراسي أو أسلوب تفكيرهم وتعاملهم، لكن ذلك يحتاج إلى وقت. إذن علينا الاجتهاد والصبر وعلى الله التوفيق.