يعتبر برنامج المدارس المعززة للصحة أحد البرامج الرائدة التي تهتم بتعزيز الصحة في المدارس الذي حظي باهتمام كبير من المنظمات الدولية على رأسها منظمة الصحة العالمية. وقد أخذت الإدارة العامة للخدمات الطبية بزمام المبادرة لتطبيقه في مدارس المملكة منذ عام 1419ه، حيث عقدت الإدارة العامة للخدمات الطبية بتعليم البنات لقاءها العلمي الخامس للصحة المدرسية تحت عنوان (نحو بيئة مدرسية صحية آمنة)، وعُرضت في هذا اللقاء فكرة برنامج المدارس المعززة للصحة ومقومات تعزيز الصحة بالمدارس، وقد كانت إحدى توصيات اللقاء آنذاك (الاهتمام بتنفيذ برنامج المدارس المعززة للصحة في جميع مناطق المملكة. وأعقب ذلك دراسة البرنامج دراسة متأنية وواقعية لبحث إمكانية تطبيقه في بيئتنا السعودية ومعرفة نقاط الضعف والقوة في البرنامج. كما شارك المختصون في الإدارة العامة للخدمات الطبية في العديد من الندوات والمؤتمرات المحلية والإقليمية التي ناقشت هذا البرنامج ومنها: * 2003م ورشة العمل في دولة الإمارات بالتعاون مع المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، واستعرض فيها خبير منظمة الصحة العالمية الدكتور ديفيد ريفت تجربة الدول الأوروبية في مجال المدارس المعززة للصحة. ط يناير 2004م ورشة عمل لتطبيق المشروع مع رئيس الاتحاد الدولي لتعزيز الصحة والتعليم في غرب الباسفيك الدكتور روز ماري اربن. * مارس 2004 اجتماع اللجنة الخليجية للصحة المدرسية (وضع خطة زمنية لتطبيق المشروع في دول مجلس التعاون وإطلاق الشبكة الخليجية). وشكل فريق للمدارس المعززة للصحة بالإدارة العامة للخدمات الطبية ليتولى الإشراف على تطبيق هذا البرنامج، حيث عكف هذا الفريق على دراسة وثائق البرنامج ووضع الأسس العلمية والعملية لتطبيق هذا البرنامج في المملكة. ولقد قام هذا الفريق بإعداد مطبوعات تطبيق هذا البرنامج في المملكة، حيث أعد كتيب (دعوة المدارس لتعزيز الصحة) بالإضافة إلى كتاب (الدليل العلمي لبرنامج المدارس المعززة للصحة). ومع بداية العام الدراسي 1424 - 1425ه شرعت الإدارة العامة للخدمات الطبية في تطبيق البرنامج بصفة تجريبية في ثلاث من إدارات التربية والتعليم هي إدارة التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية ومنطقة الجوف وإدارة التربية والتعليم بمحافظة بيشة، وذلك في 30 مدرسة (ابتدائية - متوسطة - ثانوية). وقد عملت على مكونات البرنامج لمدة عام دراسي كامل وتم تقييمها وفقاً لاستمارة تقييم المدارس المعززة للصحة (المستوى البرونزي) وقد تم تكريمها على هامش اللقاء الثالث للمدارس المعززة للصحة. وخلال العام الدراسي الحالي وكمرحلة ثانية جارٍ تنفيذه في 9 إدارات أخرى للتربية والتعليم للبنات حيث يختار من كل إدارة على الأقل (3) مدارس من مختلف المراحل الدراسية. وفي هذا الصدد تم عقد لقاءات تعريفية وحلقات تدريبية للعاملين والعاملات في الحقل التربوي والصحي ومن ضمنها: ط اللقاء التعريفي الأول حول المدارس المعززة للصحة المقام في مدينة الدمام يوم الاثنين الموافق 15- 2-1425ه. ط اللقاء التعريفي الثاني حول المدارس المعززة للصحة المقام في مدينة بيشة يوم الاثنين الموافق 29-2- 1425ه. هذا، وقد تضمن هذان اللقاءان تعريف مسؤولي ومسؤولات التعليم بهذا البرنامج وعناصره ومكوناته مع مناقشة الخطوات التنفيذية له، والرد على الاستفسارات المتعلقة به. كما تم عقد اللقاء السابع للصحة المدرسية الثالث للمدارس المعززة للصحة في المنطقة الشرقية - الدمام في الفترة من 11 - 13-2-1426ه الذي يأتي من أهدافه: 1- تسليط الضوء على خطوات التطبيق الميداني لبرنامج المدارس المعززة للصحة ومراجعتها وتقويمها ومناقشة العقبات التي اعترضت التطبيق حولها. 2- تأكيد شراكة الكوادر التربوية في تطبيق هذه البرامج وتوضيح أدوارها. 3- تبادل الخبرات بين إدارات التربية والتعليم المختلفة في تطبيق برامج المدارس المعززة للصحة. ومن محاوره: 1- آلية التطبيق الميداني للبرامج المعززة للصحة بالمدارس. 2- الأثر المتوقع والنتائج الإيجابية لتطبيق البرامج المعززة للصحة بالمدارس. وشارك فيه عدد من المسؤولين التربويين في وزارة التربية والتعليم وقطاعات حكومية، كما شارك فيه المكتب التنفيذي لوزراء الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي ومكتب التربية لدول الخليج العربي وممثل منظمة الصحة العالمية بالمملكة وقطاعات حكومية ومنظمات إقليمية وممثلين عن الصحة المدرسية بدول الخليج العربي في كل من السودان ولبنان واليمن ومختصين ومختصات من جامعة الخليج بالبحرين والجامعات السعودية، بالإضافة إلى مشاركين ومشاركات من إدارات التربية والتعليم التي سيطبق فيها البرنامج هذا العام. واستمراراً لهذا النهج فقد قامت الإدارة العامة للخدمات الطبية بعقد لقاءات تعريفية بالمدارس المعززة للصحة في كل من تبوك والقريات والرياض. وتأكيداً على الأهمية التي توليها وزارة التربية والتعليم لهذا البرنامج فقد تم إدراجه في الخطة العشرية للوزارة كأحد البرامج المعتمدة، وكذلك تم إدراجه ضمن مهام مجلس المدرسة الواردة في القواعد التنظيمية لمدارس التعليم العام. والله الموفق.