هذه بعض التساؤلات التي وردتنا من الأخوة القراء حول زراعة الأسنان، قمنا بجمعها للإجابة عليها وهذه بعضا منها: د. خالد سالم ، اختصاصي في الاستعاضة السنية التعويض عن الأسنان المفقودة * لماذا يجب علي أن أعوض عن الأسنان المفقودة، حيث توجد أسنان أخرى بالفم يمكنني الاعتماد عليها بالأكل؟ - عادة عندما يخسر الشخص سنًا أو أكثر فمن الأفضل لصحة الفم والأسنان الباقية أن يتم التعويض عنها، لأن فقدان الأسنان يؤثر سلبا على إطباق الفكين وعلى النطق والمضغ. هذا بالإضافة إلى أن فقدان الأسنان يزيد من العبء على الأسنان الباقية ويسبب ألاماً عضلية في الوجه وصداعاً بالرأس، وأيضا من البديهي أن يسبب فقدان الأسنان تغيراً في مظهر الوجه والفم. الزرعة السنية ؟ *ماهي الزرعة السنية ؟ - يمكن أن نعرف الزرعة السنية عندما نشبهها بالسن الطبيعي, فالسن يتكون من جذر وتاج ، الجزء الظاهر بالفم و الذي نمضغ به هو تاج السن , بينما الجزء الآخر الذي يقوم بدعم وحمل السن عن طريق ارتباطه باللثة و العظم هو الجذر . عندما يفقد شخص ما سنة , يفقد كلاً من الجذر و التاج . و للتعويض عن السن المفقودة س جذر صناعي , فالزرعة السنية هي جذر جديد مصنوع من معدن التيتانيوم يغرس بعد تحضير بسيط ليعوض عن جذر السن الطبيعي .وتأتي الزرعات السنية بأشكال و أحجام مختلفة ولها سطح خاص يختلف من زرعة لأخرى . إن اختيار الزرعة المناسبة للحالة يعتمد على مجموعة عوامل تتعلق بالمتطلبات الجراحية و التعويضية ويتم اختيار الزرعة الأكثر توافقاً مع تلك المتطلبات .وعند غرس الزرعة في أحد الفكين , يحتاج العظم المحيط لفترة زمنية حتى يتم الشفاء والإندماج العظمي مع سطح الزرعة وهذا يعتمد على قساوة ومقدار العظم محل الزرع .وتبدأ الفترة الثانية بعد انقضاء فترة الشفاء بوضع الدعامة على الزرعة , التي تعتبر صلة الوصل بين الزرعة و السن أو التاج المرتبط عليها و المدعوم بها . خيارات التعويض عن الأسنان المفقودة * ماهي الخيارات المتاحة للتعويض عن الأسنان المفقودة؟ - هناك عدة خيارات للتعويض عن سن أو مجموعة أو كل الأسنان المفقودة منها : * طقم أسنان بلاستيكي : وهو عبارة عن قطعة بلاستيكية متحركة تعوض عن سن أو مجموعة صغيرة من الأسنان المفقودة بشكل مؤقت وهي رخيصة الثمن وسهلة الكسر. * الزراعة السنية: والتي تستخدم لتأمين قاعدة أو جذر لدعم تعويض قد يكون عن سن واحدة أو مجموعة أسنان أو كل الأسنان. وبعد سنين من الدراسة والبحث والتجريب السريري يمكننا الآن أن نضيف هذا الخيار للتعويض بشكل معتمد وفعال وناجح أكثر من الخيارات السابقة. إن الأسنان المدعومة بالزارعات أو الغرسات السنية يمكن أن تثبت بالسمنت مثل الجسور التقليدية أو ببراغي خاصة، وهذه الأسنان يمكن أن تكون أطقم متحركة مدعومة على زرعتين أو أكثر لتؤمن لها الثبات والاستقرار بالفم. * طقم أسنان مصبوب جزئياً : وهوأيضاً متحرك ولكنه مصنوع من معدن أو خليطة معدنية خاصة ويحمل أذرعة مثبتة ومهاميز ، وهو مصمم ليبقى بالخدمة فترة طويلة . * طقم الأسنان الكامل: وهو الحل التقليدي للأناس الذين فقدوا كل الأسنان في أحد أو كلا الفكين. إن نجاح هذه الأجهزة المتحركة أيضا يعتمد على شكل وحجم عظم الفكين المتبقي بعد قلع الأسنان، وعلى قدرة الشخص على التكيف والاعتياد على استخدام وتحمل هذه الأطقم بالفم، حيث الكثيرين من الناس لا يتكيفون معها أو يتحملوها. * الجسر الثابت : الذي يلصق بمكانه بالاعتماد على تلبيس الأسنان المجاورة ,وهذا يتطلب بالتالي تحضيراً أو حكاً أو إنقاصاً من بنية هذه الأسنان . خطوات الزراعة *كيف يمكن وضع الزرعة بالعظم أو ما هي الخطوات الجراحية لزراعة الأسنان ؟ - أولاً عملية الزراعة ليست صعبة أو مؤلمة كما يصورها البعض أنه سيجري شق وخياطة اللثة وغيره , وأحب أن أطمئن المرضى الراغبين في إجراء الزراعة بأن قلع السن بحد ذاته يفتح جرحاً باللثة بمحيط السن المقلوع الذي قد يساوي 3-4 سنتيمترات , وبالرغم من ذلك يتقبل المريض قلع السن ولا يحسب له حساباً، إن عملية الزراعة غير مؤلمة على الإطلاق وتجري تحت التخدير الموضعي أو تحت التخدير العام ( بناءً على رغبة المريض) ومدتها أقل من ساعة إذا كانت زرعة مفردة ولا تتجاوز الساعتين في حال الزرعات المتعددة. وبعد العملية يوصف للمريض المسكنات الاعتيادية حتى لا يشعر بأي ألم. أما الخطوات الجراحية لوضع الزرعة بالفم هي: 1- التخدير الموضعي. 2- يجرى شق بسيط باللثة لكشف العظم مكان وضع الزرعة. 3- باستخدام أدوات حفر خاصة يتم تحضير مكان يتناسب مع حجم وطول الزرعة. 4- يتم إدخال الزرعة بالمكان المحضر لها. 5- يخاط الجرح وتنتهي عملية الزراعة. عندما توضع الزرعة بالعظم تنتهي المرحلة الأولى عند إغلاق أو خياطة اللثة فوق الزرعة حتى يتم الشفاء والاندماج العظمي لفترة قد تمتد إلى ستة أشهر، بعدها تبدأ المرحلة الثانية وهي كشف الزرعة، بعد تخدير موضعي بسيط للثة المغطية نقوم بشق صغير فوق الزرعة ليتم كشفها وتركيب غطاء الشفاء اللثوي أو مصنع اللثة- وهو عبارة عن اسطوانة من معدن التيتانيوم تمتد من الزرعة حتى الوسط الفموي ووظيفتها تشكيل اللثة حول الدعامة لاحقا بشكل دائري حتى تحيط بالسن الصناعي- ثم تخاط اللثة من جديد، وبعد أسبوعين يتم إزالة غطاء الشفاء لوضع الدعامة المختارة وأخذ الطبعات أو المقاسات وإرسالها إلى المختبر لعمل السن الصناعي أو التاج. هذه الطريقة التقليدية للزراعة التي تُسمى أسلوب المرحلتين أو الخطوتين. حاليا مع التقدم الحاصل في عالم الزراعة أصبح هناك ما يسمى بأسلوب المرحلة الواحدة أو التحميل السريع للزرعة- هنا لا ضرورة للانتظار حتى يتم الشفاء الكامل للزرعة حيث يمكن وضع الدعامة وسن صناعي مؤقت حتى تنتهي عملية الشفاء وبعدها يستبدل بالتاج النهائي. كل هذا التطور بغية تجنيب المريض الانتظار فترة طويلة بدون تعويض عن سنه المفقود، حتى أنه من الممكن الآن عمل أكثر من ذلك: الزراعة الفورية بعد قلع السن بنفس الجلسة وبالتالي نجنب المريض المرور بمرحلة فقدان السن وكأن شيئا لم يحدث ولكن هذه الحالات تحتاج إلى مهارة باختيار المريض المناسب ذو الصحة العامة والفموية الجيدة والعظم السليم (الكثيف) حتى تكتب لها النجاح باذن الله. عمر الزرعة * كم هو عمر الزرعة في الفم؟ - تبقى الزرعة في الفم فترة طويلة فهي أصلا مصممة لتستمر مدى الحياة. وقد أثبتت الأبحاث والدراسات أن نسبة النجاح للزراعة السنية تتراوح 80-90 % لأكثر من 30 سنة . هذا بالنسبة للتعويضات السنية الكاملة المدعومة بالزرعات السنية ,أما الزرعات التي تدعم سن واحدة أو أكثر فنسبة النجاح أقل قليلاً ذلك لأن التعويضات الكاملة تكون عادة محمولة على عدد أكبر من الزرعات التي تكون موصولة مع بعضها البعض بالتعويض الكامل نفسه وبالتالي تستمد دعماً أكثر وتتوزع قوى الإطباق والمضغ عليها بشكل متساوٍ. إن نسبة نجاح الزراعة السنية سابقة الذكر هي الأكبر إذا ما قورنت مع مناطق أخرى من الجسم التي تستقبل زرعات تعويضية عن المفاصل مثلا (الركبة أو الفخذ). ومهما يكن في حال عدم اندماج الزرعة مع العظم أو تحرك الزرعة بعد فترة من الزمن فإنه يمكن إزالتها ومنح العظم فترة حتى يلتئم ويشفى تماماً ثم توضع زرعة أخرى مكانها أو من الممكن إزالة الزرعة الفاشلة ووضع زرعة جديدة في بنفس الوقت. الزراعة والأمراض * هل من الممكن أن تسبب الزراعة السنية أورام أو سرطانات بعظام الفكيين أو منطقة أخرى بالجسم ؟ - إن الزرعة السنية مصنوعة من معدن التيتانيوم وهو معدن خامل و متقبل حيوياً من قبل الجسم , بل على العكس يعتبره الجسم قطعة منه ويقوم بترسيب العظم عليه . واستخدام معدن التيتانيوم في المجال الطبي عموما و الجراحة العظمية خاصة ليس وليد العصر فقد يكون هو المعدن الوحيد الذي يستخدم بنجاح في جراحة استبدال المفاصل وتجبير الكسور باستخدام صفائح التيتانيوم منذ عشرات السنين حتى قبل أن يرى علم زراعة الأسنان النور على يد العالم السويدي بريان مارك 1960 الذي يعتبر أب زراعة الأسنان بالعالم وهو في الأصل أختصاصي في جراحة العظام والمفاصل , ولم يذكر بالتاريخ الطبي أي حالة ورم أو سرطان مردها لمعدن التيتانيوم المزروع ضمن العظم .لذلك أنصح كل المرضى الراغبين بالتعويض عن أسنانهم المفقودة أن يعتبروا زراعة الأسنان هي الخيار الأول وهذا واجب كل أطباء الأسنان أن يوضحوا لمرضاهم أهمية الزراعة السنية ومزاياها عند مناقشة الحلول الأخرى للتعويض . هل أنا مناسب ؟ * هل يمكن إجراء زراعة أسنان لي؟ هل أنا مناسب لإجراء زراعة أسنان؟ - عندما يختار المريض زراعة الأسنان كحل للتعويض عن أسنان خسشرها أو تم خلعها لأسباب لسنا بصدد ذكرها، يقوم الطبيب المختص بعمل فحص شامل للمريض يتضمن القصة السريرية الخاصة بالصحة العامة لمعرفة وجود أمراض عامة قد تؤثر على عملية الزراعة أو عدمها، والقصة السريرية الخاصة بالفم والأسنان و العادات الفموية السيئة كصرير الأسنان , ثم يعمد الطبيب إلى فحص الفم والأسنان المتبقية فحصاً دقيقاً مستعيناً بصور الأشعة و أمثلة الدراسة ( المقاسات ) , وبعد جمع كل هذه المعلومات يحدد الطبيب صلاحية المريض لزراعة الأسنان ويضع خطة المعالجة و الجدول الزمني لإنجازها.