قامت القوات الإسرائيلية أمس الاثنين بإخلاء مستوطنة نتساريم آخر مستوطناتها في قطاع غزة، فيما عبّرت الحكومة الإسرائيلية عن خشيتها من مواجهة مع مئات المتطرفين اليهود المتحصنين في اثنتين من المستوطنات الأربع التي سيتم تفكيكها في الضفة الغربية. وقد دخل مئات من رجال الشرطة والجنود مستوطنة نتساريم الصغيرة الواقعة قرب مدينة غزة من معسكر رحيم في إسرائيل وبدؤوا بقرع أبواب المنازل لدعوة المستوطنين إلى الرحيل، حسبما ذكر صحافي من وكالة فرانس برس. وقال العسكريون للمستوطنين: (نحن مستعدون لمساعدتكم في نقل أمتعتكم. وجودكم هنا غير قانوني وعليكم الرحيل)، رافضين أي مناقشة.. وصرح مصدر عسكري إسرائيلي أن بضع عشرات من العائلات في نتساريم وافقت فوراً على مغادرة منازلها والمشاركة في تجمع في كنيس المستوطنة قبل رحيلها. وقد تم نقل هذه الأسر بعيد ظهر أمس بحافلة إلى حائط البراق في القدسالمحتلة قبل إسكانها مؤقتا في مستوطنة أرييل في الضفة الغربية. وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة: إن حرس الحدود الإسرائيلي قام ليل الأحد الاثنين بإجلاء عدد من الناشطين اليهود الذين تسللوا سرا إلى نتساريم. وأضافت أن هؤلاء النشاطين كتبوا على جدران منازل المستوطنة عبارات مهينة لرئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون، من بينها (لن تقتل روح نتساريم) و(ستلحق قريباً بليلي) زوجة شارون الراحلة و(أين أنت ييغال عمير؟) الرجل الذي قتل رئيس الوزراء اسحق رابين في تشرين الثاني - نوفمبر 1995م. وقال مصدر عسكري: إنه بعد رحيل مستوطني نتساريم سيعهد بقطاع غزة إلى الجيش الإسرائيلي الذي يفترض أن يعمل بالتنسيق مع أجهزة الأمن الفلسطينية بهدف نقل السلطة إلى السلطة الفلسطينية. وينص برنامج الانسحاب على أن تتدخل فرق الهدم ( اعتباراً من يوم أمس) في مستوطنات غاني تل وبيئات ساده وموراغ ورفح يام وسلاف في قطاع غزة. وفي الضفة الغربية غادر سكان مستوطنتي كاديم وغانيم وهما اثنتان من المستوطنات الأربع الذين قررت إسرائيل إخلاء منازلهم بملء إرادتهم. وفي المقابل أعلنت مصادر في الشرطة الإسرائيلية أن عدة آلاف من الجنود ورجال الشرطة الإسرائيلية انتشروا أمس حول مستوطنتي سانور وحوميش في الضفة. وقال مراسل وكالة فرانس برس: إن جرافات تمهد الأرض حول مستوطنة سانور ليتاح لقوات الأمن بالاقتراب أكثر ما يمكن بينما تقوم الشرطة بتدريب الخيول في حقل مجاور استعداداً لبدء عملية الإخلاء. وصرح مصدر عسكري لوكالة فرانس برس أن (قواتنا ستخلي سانور وحوميش مبدئيا اعتباراً من اليوم الثلاثاء لكنها لن تتدخل فعلياً إلا بعد تقييم الوضع على الأرض). وقال المصدر العسكري نفسه أن حوالي ألفي ناشط يهودي يعارضون خطة الفصل الإسرائيلية مع الفلسطينيين، تسللوا بطريقة غير شرعية إلى المستوطنتين. وأكّد وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جدعون عزرا للإذاعة الإسرائيلية العامة أن (هؤلاء الناشطين لن يلقوا أي تسامح.. الذين يلجؤون إلى القوة منهم سيدخلون السجن). وكان رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال دان حالوتس رأى أن (إجلاء المستوطنين من شمال الضفة الغربية مسألة مختلفة (عن إخلاء مستوطنات غزة). وقالت الشرطة الإسرائيلية في بيان: إنها أوقفت ليل الأحد الاثنين 87 إسرائيليا كانوا يحاولون التسلل إلى المستوطنات التي دعي سكانها إلى إخلائها. ومن جهته قال رئيس جهاز الأمن الداخلي (شين بت) يوفال ديسكين: إنه تحدث من دون جدوى إلى حوالي 15 حاخاما في مستوطنات الضفة الغربية ليطلب منهم دعوة أتباعهم إلى الهدوء خلال التفكيك المقرر للمواقع الاستيطانية الأربعة في الضفة. وأقامت قوات الأمن الفلسطينية أمس الاثنين حواجز في شمال الضفة الغربية لمنع أي هجوم فلسطيني على أربع مستوطنات يهودية سيتم تفكيكها اعتباراً من اليوم الثلاثاء.