** امتداداً لجهود وزارة المياه والكهرباء وبالتزامن مع حملة التوعية والترشيد الوطنية والتي رعتها صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز التي دأبت على تشجيع الندوات والمحاضرات النسائية الداعمة للتوعية المجتمعية، حيث استعرضت الندوة أوراق عمل مهمة ألقتها الدكتورة نورة بنت عبدالعزيز المبارك عميدة كلية التربية للأقسام العلمية عن (واقع أزمة المياه في المملكة العربية السعودية وتأثيرات طرق الاستخدام الخاطئة). وكان هناك مداخلة للدكتورة آمال بدر الدين طبيبة أطفال حيث قالت في مداخلتها أنها فوجئت بفاتوة الماء الخاصة بعيادتها بقيمة 14 ألف ريال بينما في المنزل بمبلغ ألف ريال فقط، فتساءلت ما سبب هذا؟ ثم أجابت بأن العيادة كانت تعاني من التسربات الداخلية وعندما حضر عامل السباكة تبين أنه لا يجيد عمله كسباك. إذاً فنحن نعاني من عدم وجود العمالة الماهرة في السباكة. وتعلق الدكتورة نورة المبارك بقولها: من هذا المنطلق قامت وزارة المياه والكهرباء بتوزيع حقيبة الترشيد التي تحتوي على أجهزة وأدوات تساعد في توفير المياه وكشف التسرب، وحيث أن العيادة يوجد بها تسرب فلو استعملت هذه الأدوات الترشيدية لأمكن توفير الماء وتوفير المبالغ التي تسدد لهذه الفواتير التي يضيع فيها الماء والجهد والمبالغ والتركيز على استقدام العمالة الجيدة في جميع احتياجاتهم، ثم كان هناك بعض الأسئلة. حيث طرحتُ كمحررة بجريدة (الجزيرة) هذا السؤال: تهدر كثير من المياه في المسابح وسقي الحدائق المنزلية وغسل الأحواش وغسل السيارات.. فيا حبذا لو تقوم وزارة المياه والكهرباء بتوصيل خطين للماء في كل منزل أحدهما للشرب والآخر للغسل؟ وقد أجابت الدكتورة نورة المبارك قائلة: لا شك أن كثيراً من الناس لا يقدر قيمة الماء فنجد أن السائقين يغسلون السيارات بمياه الشرب والبعض يسرف في ري الحدائق والمسابح، فالوزارة بصدد دراسة مشروع خطين للمياه أحدهما للشرب والآخر لري الحدائق والمستلزمات الأخرى. وأيضاً كان هناك مداخلة من إحدى الحاضرات باقتراحها أن يتم غسل الخضروات بالماء قبل جلبها للسوق. وقد أجابت الدكتورة بأنه إذا تم غسل الخضروات قبل جلبها فسوف يعمها الفساد قبل وصولها للسوق فهذه طريقة لا تساعد على الترشيد الاستهلاكي. ورداً على مداخلة من نورة الضويان أشارت الدكتورة نورة المبارك إلى أنه من الطرق التي تساعد على الترشيد الاستهلاكي للماء حفر الآبار في بعض المنازل ليخفف من العبء على وزارة المياه والكهرباء. لكن الأخت نورة الضويان علقت على هذا الرأي بأن حفر البئر ليس أمراً سهلاً، بل إنه يكلف الكثير من المال والجهد لصاحب المنزل. سيكولوجية الفرد في التعامل مع استهلاك المياه ورقة عمل أخرى في هذه الندوة قدمتها الأستاذة موضي الزهراني الاخصائية النفسية بمكتب الإشراف الاجتماعي بعنوان (سيكولوجية الفرد في التعامل مع إسهلاك المياه). وكانت هناك مداخلة للأستاذة فاطمة الحربي بقولها إن التوجه في هذه الندوة هو لقطاع المنزل (الأسرة) ولكن الخطوة الأهم هو إهدار القطاع الزراعي للمياه، والحل الأمثل كما تراه هو في رفع تسعيرة المياه لأنها شبه مجانية. وقد أجابت موضي الزهراني قائلة: إن رفع أسعار الماء ليس حلاً لأن هناك شريحة من المجتمع لا تستطيع دفع فواتير المياه لوجود كثير من الالتزامات، فتفاوت شرائح المجتمع يجعل من الصعب التعميم. رأي في الندوة لقد حققت الندوة النسائية نجاحاً منقطع النظير وحققت الهدف منها وذلك بفضل الله ثم بفضل مشاركة صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز وتفاعلها مع الندوة بالتوجيه السديد ثم رعايتها الكريمة للقاء الصحفي الإعلامي والرد على جميع الأسئلة بكل رحابة صدر ثم بمشاركة وزير المياه والكهرباء الاستاذ عبدالله بن عبدالرحمن الحصين بالكلمة الضافية التوضيحية لحقيقة المياه في بلدنا وما تعانيه.. وبفضل تقديم مجموعة من المحاضرات للنخبة من اللاتي أعطين صورة مشرفة لحملة التوعية وابعاد هذه الحملة والرد على الاستفسارات وهن الدكتورة نورة عبدالعزيز المبارك والأستاذة موضي الزهراني وما حظيت به الندوة من التنظيم النسائي الرائع والمكان المناسب وتهيئة الجو للإعلاميات والهدوء الذي كنا نفتقده في كثير من المناسبات. فالشكر موصول لجميع المنظمات والمساهمات وللحضور المتميز في هذه الندوة ونتمنى أن تتكرر هذه المشاركات وهذا التنظيم في مناسبات قادمة بعيداً عن كلمة (الرجاء الهدوء) والتي تمرر بين الحاضرات في كثير من المحافل الاجتماعية الأميرة عادلة ترأس اللقاء الإعلامي وترد على أسئلة الإعلاميات وفي نهاية الندوة ترأست صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز اللقاء الإعلامي للرد على أسئلة الصحفيات بالإضافة إلى الدكتورة نورة بنت عبدالعزيز المبارك والاستاذة موضي الزهراني، وقد أدارت اللقاء الأستاذة ناهد سعيد باشطح رئيسة مركز المرأة السعودية الإعلامي، وقد طرحت الزميلة هناء ركابي من التلفزيون السعودي سؤالاً حول ما لاحظت من ميل الطفل إلى برامج يحتوي على شخصيات كرتونية، فيا حبذا أن تكون هناك شخصيات كرتونية تقوم بالترشيد الاستهلاكي للماء بهذا الأسلوب. أجابت صاحبة السمو قائلة: فكرة جيدة ولا سيما أن الأطفال يعشقون هذا اللون من الشخصيات وتكون محببة لهم، حيث يكون الترشيد توعية كرتونية ورسوماً هادفة. ومن جريدة الوطن تساءلت إحدى الزميلات لماذا لا تكون التوعية للسيدات في المركز كمركز الأمير سلمان الاجتماعي حيث توجد شريحة كبيرة من السيدات؟ وقد أجابت سموها قائلة: الترشيد للمياه مسؤولية كل فرد فهذه نعم وثروات يجب علينا أن نحافظ عليها والأرقام والاحصائيات مروعة وعلينا أن نسعى إلى ترشيد أكبر شريحة في المجتمع لتفهم حقيقة ما هي عليه المياه من تناقص. وفي مداخلة لإحدى الزميلات اشارت إلى أن تآكل المواسير هي أحد العوامل الرئيسة في التسرب.. وقد علقت الأستاذة موضي الزهراني على ذلك قائلة: إن وضع المواسير التي تستعمل وتتآكل وبالتالي تسرب المياه في الأرض دون أن يشعر بها أحد مثلما أكدت ذلك الدكتورة نورة المبارك من أن بعض الناس يعتقد أن المياه توجد تحت الارض في منطقة قريبة بينما هذه المنطقة تعاني من التسربات وضياع المياه فيها بسبب المواسير القديمة. وقد وجهت إحدى الزميلات الصحفيات من إحدى الصحف سؤالاً قالت فيه: لماذا لا يدخل في المناهج الدراسية موضوعات عن الترشيد الاستهلاكي للماء؟ وقد أجابت صاحبة السمو الأميرة عادلة بنت عبدالله مشيرة إلى إحدى المسؤولات في المناهج بقطاع التعليم من إن وزارة التربية والتعليم أدخلت في بعض مناهجها موضوع المياه والترشيد. وسألت (الجزيرة) الأميرة عادلة عن رأيها بإنشاء جمعية للترشيد الاستهلاكي للكهرباء والماء تنطلق من المدارس الابتدائية حيث أن (الطالبات) يساهمن مساهمة فعالة في التوعية في المنزل؟ وقد أجابت سموها قائلة بأن فكرة إنشاء جمعية تحتاج إلى مبالغ وإلى شخصيات متفرغة تتابع هذه الأعمال ولكن فكرة الحملات النسائية التي تنطلق من وزارة المياه والكهرباء تناسب هذا التوجه نحو الترشيد في استخدام المياه لأن الأطفال يتقبلون النصح والتوجيه من وجوه لم يألفوها في المدرسة. وعلقت الدكتورة نورة بأن هناك حملات سوف تقوم بها الكلية لإرشاد الطالبات وورش عمل بهذه المناسبة. ثم طرحت زميلة أخرى سؤالاً حول المزراعين وضرورة الترشيد في استخدام المياه عن طريق ري مرزوعاتهم بالطرق الترشيدية؟ وقد أجابت الدكتورة نورة قائلة إن هناك عدة طرق لري المزارع بالتنقيط والتي تغطي مساحات واسعة من الأرض. ثم طرحت زميلة أخرى سؤالاً حول الوقت المحدد للندوة حيث قالت إن مثل هذا الوقت يعني الصباح حيث تكون ربات البيوت في منازلهن والموظفات في أعمالهن فلماذا لا تكون الندوة في وقت غير الصباح؟ وقد أجابت صاحبة السمو بأن الوقت يمكن تحديده بحيث تشمل الفائدة وتعم الجميع. وفي ختام اللقاء أكد الجميع على ضرورة الترشيد للماء في كل موقع سواء في المدرسة أم في البيت أم في مقر العمل وعلينا ان نحارب الجفاف والتصحر وننعم ببلد يعمه الخير والنماء.