أعلن الرئيس العاجي لوران غباغبو، في رسالة إلى الأمة، موافقته على ترشيح المعارض الحسن اوتارا إلى الانتخابات الرئاسية في ساحل العاج المقررة في تشرين الأول - أكتوبر المقبل. ويعتبر استبعاد اوتارا، المسلم المتحدِّر من الشمال، من الانتخابات الرئاسية في العام 2000م، بسبب (الشكوك المحيطة بجنسيته) السبب الأبرز للازمة السياسية - العسكرية المستمرة منذ أيلول - سبتمبر 2002م. وفي خطاب تلفزيوني طال انتظاره، حول المسألة الأساسية المتعلقة بالترشيحات إلى الانتخابات الرئاسية، قال غباغبو مساء الثلاثاء إنه أخذ (علماً) باتفاق السلام الموقع في السادس من نيسان - ابريل في بريتوريا بين جميع أطراف الأزمة في ساحل العاج، وأعلن أنه (سيطبق المادة 48) من الدستور التي تمنح رئيس الدولة صلاحيات استثنائية .. وتتيح هذه المادة لرئيس الجمهورية اتخاذ (التدابير الاستثنائية التي تفرضها الظروف). وقال غباغبو: (بموجب هذه المادة، ومنذ هذه اللحظة، وفي ما يخص الانتخابات الرئاسية في تشرين الأول - أكتوبر 2005م، أُقرر لمرة واحدة أن المرشحين الذين طرحتهم الأحزاب السياسية الموقعة اتفافات ماركوسي، مؤهلون لأن ينتخبوا، وتبعاً لذلك، يستطيع الحسن اوتارا إذا ما رغب في أن يقدم ترشيحه). وفي ماركوسي، بالضاحية الباريسية، وقّع أطراف النزاع في كانون الثاني - يناير 2003م، اتفاقاً لإحلال السلام في ساحل العاج. وبموافقته على ترشيح جميع موقعي هذا الاتفاق، لبى غباغبو المطلب الملح للرئيس الجنوب إفريقي ثابو مبيكي الذي يقوم بدور الوساطة في الأزمة والذي وافق غباغبو على أن يقوم بدور الحكم. ويفترض أن تشكل الموافقة على ترشيح اوتار، رئيس تجمُّع الجمهوريين (أحد أبرز أحزاب المعارضة) مرحلة مهمة في حلحلة الوضع السياسي. وأعلن الرئيس غباغبو أيضا أنه (أمر بموجب الصلاحيات الاستثنائية) المنصوص عنها في المادة 48 من الدستور، أن تُعد المؤسسة الوطنية للاحصاءات بطاقات الناخبين للانتخابات الرئاسية التي قد يعلن موعدها في الأيام القليلة المقبلة. وأضاف: إنه (ابتداءً من هذا اليوم، وحتى انتهاء الأزمة)، سيتخذ (بموجب الصلاحيات) التي تمنحه إياها المادة 48 (جميع التدابير التي يرى أن الظروف تفرض اتخاذها). وأشاد غباغبو بالرئيس الجنوب افريقي .. وقال (أصغى إلى الجميع ليفهم ويساعدنا على الفهم). ومنذ تشرين الثاني - نوفمبر، قام مبيكي بهذه الوساطة التي قادته حتى الآن أربع مرات إلى ساحل العاج. واستقبل أيضا في جنوب افريقيا كثيراً من الوفود عن جميع الأطراف العاجية قبل أن يتوصل إلى اتفاق السلام الجديد في السادس من نيسان - ابريل. وتمر ساحل العاج منذ أكثر من سنتين بأزمة بالغة الخطورة سياسية وعسكرية على إثر انقلاب فاشل قام به تمرد في أيلول - سبتمبر 2002 ضد نظام الرئيس غباغبو وأدى إلى تقسيم البلاد.