في مثل هذا اليوم من عام 1958م وقع أكثر من تسعة آلاف عالم من 43 دولة بما في ذلك الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفيتي على مناشدة للأمم المتحدة تطالب بحظر كافة التجارب النووية. وكان العالم قد أفاق على صدمة هائلة عندما فجرت الولاياتالمتحدة قنبلتيها النوويتين فوق هيروشيما وناجازاكي باليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية حيث بلغ عدد ضحايا الكابوس النووي مئات الآلاف من البشر. وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية دخل العالم حربا جديدة هي الحرب الباردة بين الولاياتالمتحدة ومعها المعسكر الغربي من جهة والاتحاد السوفيتي ومعه المعسكر الشرقي من جهة ثانية. وكان مجال الأسلحة النووية هو أكثر نشاطا بين مجالات سباق التسلح بين المعسكرين. فبعد أن كانت الولاياتالمتحدة وحدها هي التي تمتلك الرادع النووي عام 1945م أصبح الاتحاد السوفيتي ثم بريطانيا وفرنسا والصين أعضاء في النادي النووي. واستشعر العلماء خطورة المضي قدماً في سباق التسلح النووي ليس فقط من الناحية العسكرية ولكن أيضاً من الناحية الطبيعية وتأثيرات تلك التفجيرات النووية على بنية القشرة الأرضية وإمكانية تعريض الهواء والتربة والمياه للتلوث الإشعاعي. والحقيقة أن الدعوة إلى حظر التجارب النووية يعود إلى ما قبل عام 1958م ولكن رغبة القوى الكبرى في العالم في امتلاك الرادع النووي جعلها تذهب أدراج الرياح. ورغم ذلك شهدت السنوات التالية تحقيق إنجازات جزئية عندما اتفقت دول العالم الكبرى وبخاصة الاتحاد السوفيتي والولاياتالمتحدة على حظر التجارب النووية في الفضاء ثم تحت سطح الماء. ورغم كل المعاهدات الدولية التي سعت إلى تحجيم انتشار الأسلحة النووية فإن حلم امتلاك الرادع النووي ظل يراود الكثير من دول العالم فانضمت الهند وباكستان وكذلك كوريا الشمالية التي لم تنضم رسمياً رغم تأكيدات التقارير المخابراتية لامتلاكها الأسلحة النووية بالفعل.