وزير التجارة: 260 مليار ريال حجم متوقع للتجارة الإلكترونية في السعودية عام 2025    قمة السبع.. نقاشات حول الاقتصاد والسياسة والتغير المناخي    «الأخضر» في مواجهة أستراليا وفلسطين وأفغانستان وماكاو    بنك البلاد يطلق مبادرة "هدية الحاج " لخدمة ضيوف الرحمن    إلزام 10 مستثمرين ومستثمرة بدفع 101.7 مليون ريال وسجن أحدهم    دون اتفاق على إنهاء القتال.. لا يوم تالياً للحرب    الاجتماع التشاوري بشأن السودان يؤكد دعمه ل"منبر جدة" باعتباره مفتاحًا لحل الأزمة السودانية    أرامكو توقع اتفاقية مبدئية لشراء الغاز من منشأة أمريكية    شبكة مجموعة stc تسجل بنهاية اليوم السادس من ذي الحجة ارتفاعاً بنسبة 74% لعملاء التجوال الدولي وزيادة بنسبة 66% في استخدام البيانات    اسطول متنقل للحجاج المرضى    رئيس هيئة الأركان العامة يتفقد وحدات القوات المسلحة وقطاعات وزارة الدفاع المشاركة في مهمة الحج    تتويج الاتحاد بدوري الدرجة الأولى لكرة قدم الصالات    المملكة ترحب بالمستثمرين الدوليين بقطاع السياحة    "الداخلية" تصدر قرارات إدارية بحق (26) مخالفًا لأنظمة وتعليمات الحج لنقلهم (124) مخالفًا    إيقاف 12 محطة وقود وإغلاق نصف مضخات 185 أخرى    الصحة للحجاج: حرارة الجبال بالمشاعر المقدسة تصل إلى 72 درجة    صحفيو مكة يشيدون بمضامين ملتقى إعلام الحج    النفط يتراجع بعد الزيادة المفاجئة في المخزونات الأمريكية ووفرة إمدادات الخام    الربيعة يستعرض جهود مركز الملك سلمان للإغاثة في قطاع غزة    المملكة تستعد للمشاركة بمعرض سيئول الدولي للكتاب 2024    البسامي يتفقد جاهزية قوات أمن الحج    «حفل بذكرى زفاف أقصر زوجين    الأرصاد: لا يستبعد تكون السحب الرعدية الممطرة المصحوبة برياح نشطة على الرياض والشرقية    اعتماد مهبطي الطائرات العمودية في أبراج الساعة للإسعافات الجوية    وزير الحرس الوطني يطّلع على استعدادات القوات المشاركة بموسم الحج    تقرير: 4.5% وزن الأسهم السعودية في MSCI    كيف أُحبِطُ مَنْ حولي ؟    الذات والآخر    «قوات أمن الحج»: تسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي حفاظاً على سلامة الحجاج    مهمة سهلة للكبار في دور ال 32    «المهدرجة».. الطريق إلى أزمات القلب وسكتات الدماغ    فاطمة تنال الماجستير من جامعة المؤسس    مدير مدرسة هشام بن حكيم يكرم الكشافين المتميزين    آل الفرحان يحتفلون بزفاف 3 عرسان في ليلة واحدة    سطوة ريال مدريد    أشعة الرنين المغناطيسي تكشف تعرّض "العويس" للإصابة في العضلة الخلفية للفخذ    مركز الملك سلمان يواصل مساعداته.. وصول الطائرة السعودية ال 53 لإغاثة الشعب الفلسطيني    ولي العهد يعزي ولي عهد الكويت في ضحايا حريق المنقف    25 فعالية لمركز "إثراء" في عيد الأضحى    دورة تأهيلية لجامعي البيانات لموسم حج 1445ه    منتجات فريدة للإبل    العقيد الطلحي يتفقد مركز(911)    خدمات متكاملة لراحة ضيوف الرحمن    الأمين العام للأمم المتحدة: مستوى الدمار في غزة وأعداد الضحايا لم يسبق لها مثيل    القيادة تهنئ رئيسي روسيا والفلبين    فريق طبي ينجح في إزالة ورم من رحم مواطنة في مستشفى الولادة والأطفال بالدمام    كشفته دراسة عالمية شملت 356 مشاركًا.. إدمان «ألعاب الفيديو» يؤثر على جودة النوم    الهلال يفتقد البليهي في السوبر السعودي    المملكة تعزي في ضحايا حريق «المنقف» في الكويت    لا حج بلا تصريح    تجمع الشرقية الصحي يشارك في مبادرة "خدمتكم شرف "    دموع رونالدو والنصر    «البريكس» بديل عن نادي باريس !    «إش ذي الهيافة»    الطواف صلاة ولكن !    تحريف الحج عن مقاصده التعبّدية !    الرئيس الأوكراني يصل جدة وفي استقباله نائب أمير مكة    مركز 911 تلقى أكثر من مليون مكالمة في الحج الفائت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ملحمة حب لشقراء: عبدالرحمن العبدالكريم.. أنموذجاً!
عبدالرحمن بن محمد السدحان
نشر في الجزيرة يوم 22 - 12 - 2003

* تظل محافظة «شقراء»، بمدنها وقراها ونخيلها ورمالها وشعابها، ملءَ الخاطر، ملءَ السمع، وملءَ البصَر، ورغم أن صلتي بها، كما رَويتُ في حديث سابق، كانت وما برحت متعثَّرةً، لتقصيرٍ مني، لا لزُهدٍ فيها، فإن لها في النفس مكانةًً حميمة، لا ينالها نسيَان، لأنها تجاور القلبَ، وتتوسّدُ الوجدانَ!
***
* كيف لا تكون شقراء كذلك.. وهي التي أنْجبتْ العزيزَ من أهلي، بدْءاً بسيدي الوالد، مرُوراً بشقيقه، العم عبدالعزيز، طيَّب الله ثراهما، وانتهاء بالآخرين من الأهل والأحبة، الأحياءِ منهم والأموات.
***
* والحديثُ عن شقراء.. لا يمكن أن يتمَّ دون ذكْر ابن بارٍ من أبنائها، جنّد نفسَه لخدمتها.. بلا كَلَل ولا مَلَل قبل التقاعد من الوظيفة وبعده، بل لقد منحَه التقاعدُ منذ بضع سنين وقتاً أثْرى وصَدراً أرحبَ لتكثيف مسعاه الحميد دعْماً لجهود تنمية هذه المحافظة ومتابعته لها لدى أُولي الأمر المعنيين بها في قطاعاتٍ شتى، تعليماً وتدريباً وصحةً ومواصلاتٍ واتصالاتٍ، وغير ذلك كثير.. كثير!
***
* أتعلمُون مَنْ هو هذا «الجندي المجهول» الذي بات في تقديري، وفي عِلْم العديد من المسؤولين.. كبيرهم وأوسطِهم وأدناهم، «لوبي» شقراء المتحرّك في كل اتجاه، يكتب لهذا الوزير أو ذاك المسؤول.. «ينخاه» بالكلمة الرقيقة والقصيدة الأرقّ، طلباً لخدمة جديدة أو متابعة لها، أو نقداً لأداء خدمة قائمة ونحو ذلك، ثم يُتْبعُ الرسالةَ أو القصيدةَ بزيارةٍ للمسؤول في مكتبه، فإن تحقّق له المرادُ، وإلا اتبعَ القصيدةَ أخُرى، والخطابَ خطاباً، إنه الأستاذ عبدالرحمن العبدالكريم، وكُنيته «أبو عبدالمجيد»، وهو الشاعر الذي لا تعْجزه قافية، والناثر الذي لا تَتمرّد على طاعته كلمة، كان يعمل موظفاً في أحد الأجهزة الحكومية حتى بلغ المرتبة الخامسة عشرة، ثم تقاعد ليتفرَّغَ لمتابعة «ماراثون» الحب لصاحبته «شقراء»، على النحو الذي نوهتْ عنه بإيجاز السطور السابقة.
***
* أمامي الآن أمثلةٌ ثلاثة لمقطوعاتٍ شعرية قَصيرة وجهَها «أبو عبدالمجيد» خلال شهر شوال الحالي، إلى ثلاثة مسؤولين، وقد اخترت لكم من بينها مقطوعةً شعريةً رقيقةً يخاطبُ فيها الشاعرُ «أبو عبدالمجيد» معالي الصديق الدمث الخلق، الدكتور حمد المانع، وزير الصحة، يحثُّه من خلالها على دعم الخدَمات الصحّية في محافظة شقراء.
ومما جاء فيها:
جنابك سبَّاق بكل فضيلة
كسبق الرياح المعصرات السواجم
وكل مرادي يا أخا النبل لفتة
تطل على شقراء برأي موائم
فتُبْقي مصحاً داعما لرديفه
يشاطره في عبئه المتراكم
وعهدي بك ذا رأي سديد مقدم
وعقل ينمي فضليات المغانم
إلى أن يقول:
أجِزْلي طلابي واهتبلها فضيلة
تكنْ لك ذكراً حافلاً في المواسم
***
* وهناك بلا غلوّ عشَراتُ الشواهد الأخرى مما خطّه يراعُ أبي عبدالمجيد شعْراً ونثْراً بعَث بها إلى العديد من المسؤولين، وزراء ونوابِ وزراء ورؤساء ومدراء مصالح مستقلة يتابع من خلالها قضايا تتعلق بقطاعات تنموية تهمّ أهالي شقراء، حاضراً ومستقبلاً!
***
* وإن أعْجَبْ من شيءٍ من أمر هذا الرجل «المجاهد» في سبيل التنمية، فهو أنه لا يمكن أن يحنيَ رأسَه ملَلاً أو يأْساً أو نصَبَاً من متابعة موضوع بادر بالرفع عنه لمسؤول ما، عبر «عرائض» مخطوطة من الشعر والنثر يغْدقُها بسخاءٍ أدبي على هذا المسؤول أو ذاك حتى يبلغَ المرادَ أو جُزْءاً منه!
***
* أختم هذا الحديثٍ بتنويهٍ موجز عن رسالتين بعثتُ بهمَا مؤخراً إلى مسؤولينْ كريمين، اقتداء بالنهج الحميد الذي سنّه شيخنا عبدالرحمن العبدالكريم:
* 1) فقد وجَّهتُ الرسالة الأولى إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، الأمين العام للهيئة العليا للسياحة، أناشدُ فيها سموَّه الكريم إنقاذَ القصر الأثري في مدينة شقراء، المعروف ب«قصر السبيعي»، الذي أتَتْ الأمطار الأخيرة على جزء منه، وهو القصر المنيف الذي كان يقطنه مؤسس هذا الكيان الخالد طيب الله ثراه، كما أمَّ مدينة شقراء خلال أعوام التأسيس، وشَهدَ من الأحداث والأحاديث ما قد تعجّ به أسفار!
وقد تفاعل سموه الكريم مع هذا النداء، فأبلغني هاتفياً ان «ردّ الاعتبار» إلى ذلك القصر المهيب يحظى باهتمام ومتابعة سموه.
***
* 2) أما الرسالة الثانية فقد وجَّهتُها إلى معالي الصديق الدكتور علي الغفيص، محافظ المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني، أثني فيها بقوة على ما رفعه إلى معاليه «شعراً» الشيخ عبدالرحمن العبدالكريم لافتتاح كلية تقنية في المحافظة، كجزء من الجهد المبارك الذي وجه به سمو ولي العهد - أيده الله - لإنشاء عشرين كلية تقنية في أنحاء متفرقة من المملكة بتكلفة تتجاوز الثلاثة مليارات ريال، وهو طلب يسير ما أحسبُه على أولي العزم بعَسير!
***
* وبعد..،
* أفليسَ من البرّ لهذا الوطن.. أن يشادَ بذكر واحد من أبنائه نَذَر نفسَه ووقته لخدمة جزءٍ منه، بالصوت والقافية والقلم؟! ثم أليس من الوفاء لهذا الرجل.. أن يُشْهرَ فعلهُ الحميد ويشادُ به ليكون نموذجاً معَبراً للوطنية في أجمل معانيها؟!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.