في مثل هذا اليوم من عام 1913م اعتقل المحامي موهاناداس غاندي الزعيم الهندي المعروف بسبب تنظيمه مظاهرة للهنود الذين كانوا يقيمون في جنوب أفريقيا. ويعتبر هذا التاريخ بداية التبشير بالنظرية التي ابتدعها غاندي لمكافحة الاستعمار البريطاني في بلاده والتي سميت بنظرية (المقاومة السلبية), ولقبه مواطنوه فيما بعد بالمهاتما أي الرجل العظيم. ولد المهاتما غاندي في عام 1869م لأبوين من الهندوس في مدينة قوجارات الهندية التي شهدت مؤخراً اضطرابات بين الهنود والمسلمين في غرب الهند. وتزوج من كاستورابي ماكانجي عندما كان في عمر الثالثة عشرة. أرسلته أسرته إلى لندن لدراسة القانون، بعد إكمال دراسته ذهب للعمل في جنوب أفريقيا التي كانت تسكنها جالية كبيرة من الهنود وفي أثناء عمله حاول غاندي تحسين حقوق المهاجرين الهنود في ذلك البلد، وكان هناك مولد طريقته في المقاومة السلبية السلمية ضد الظلم الذي كان يلاقيه أبناء جلدته من قبل المستعمرين البيض. سجن غاندي عدة مرات وقبل أن يتم إرجاعه إلى الهند هو وزوجته وابنه كان قد أنجز الكثير من أهدافه في تغيير حياة الهنود في جنوب أفريقيا. لم تكن تلك نهاية المطاف لغاندي الذي سبقته شهرته إلى بلاده، حيث عمل وهو في الهند بمثل ما عمل في جنوب أفريقيا، وواصل النضال من أجل الاستقلال عن بريطانيا، ولم يتزحزح قيد أنملة عن منهجه في المقاومة السلبية وكان يصوم عن الأكل والشرب عندما تقع أحداث عنف بين المستعمر والهنود أو بين الطوائف الهندية المختلفة. عندما نالت الهند استقلالها عام 1947م لم يكن هذا بسبب العنف والمظاهرات والشغب إنما جاء الاستقلال كنصر للإرادة الإنسانية التي غرسها غاندي في الهنود. قبل شهرين من وفاته استشرى العنف في بلاده وقد صام غاندي حتى كاد الصوم أن يهلكه، ولكنه نجا من الموت جوعا ليلقى حتفه مقتولا بيد أحد مواطنيه، فقد مات المهاتما غاندي في يناير 1948 وعمره 79 عاما عندما قتله أحد المندسين الهنود وسط زحام كثيف من أنصاره في مدينة نيودلهي.
