المتابع الرياضي العادي يدرك أن منافساتنا الرياضية كانت أفضل قبل اقرار نظام الاحتراف السعودي، وكنا نرى آنذاك أن دورينا أفضل دوري عربي - وكنا على حق في ذلك - ولكن بعد اقرار هذا «الاحتراف» بدأت مستويات فرقنا ومنها «المنتخب الأول» بالانحدار التدريجي، وهذا شيء عكسي فما أردناه يطور مستوى فرقنا كان أحد الأسباب المباشرة لهبوط الكرة في ملاعبنا، ومن الأدلة على ذلك نتائج منتخبنا المشارك في كأس العالم، فالمتتبع لمسيرة الأخضر يلاحظ هبوطاً في خطه البياني، فقبل الاحتراف شاركنا في المونديال الذي أقيم في الولاياتالمتحدة عام 1994م وقد كانت مشاركة ناجحة بكل المقاييس حيث أبهر منتخبنا المتابعين وتأهل للدور الثاني بعد أن هُزم - بشق الأنفس - من هولندا وفاز على بلجيكا والمغرب، أما المشاركة الثانية فكانت في فرنسا عام 1998م وخرجنا منها بنقطة واحدة «عام 94 كانت ست نقاط»، والمشاركة الثانية هذه كانت في «عز الاحتراف».. وبعد أن ازدادت خبرتنا احترافاً شاركنا في مونديال 2002م - كوريا واليابان - ويا ليتنا لم نشارك حيث عدنا بثلاث هزائم وشباك متخمة بالأهداف، ولم يسجل المهاجمون أي هدف بل لم نهدد مرمى الخصوم بأي كرة في ثلاث مباريات، وأصبح الحديث عن هذه المشاركة كابوساً يزعجنا.هذا مثال واضح وبسيط يلخص ما آلت إليه كرة القدم السعودية، واختيار المنتخب كمثال لأنه يلقى العناية على مستوى الدولة وتصدر منه مواهب الأندية. لن نطيل الحديث في هذا المثال ولكن احدى الوصفات السحرية لتطور رياضتنا تتلخص بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم «أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه» وصدق الرسول الكريم، فتأخر صرف رواتب اللاعبين المحترفين هو من الأسباب الرئيسية ويكاد يكون «الرقم واحد» فيما تعانيه كرتنا من هبوط كان نتيجته أن المواطن يضع يده على قلبه في أي مشاركة لمنتخبنا في البطولات أو لأنديتنا في مبارياتها الخارجية ولسان حاله يقول «الله يستر». والأندية السعودية معذورة فهي لا تستطيع اجبار لاعب لم يتسلم مرتباته منذ خمسة أو ستة أشهر على العطاء أو عدم السهر أو... الخ واللاعب نفسه ولأسباب أسرية واجتماعية تتعلق بالرواتب لا يستطيع الابداع والعطاء المضاعف.. من نلوم في هذه الحالة.. اللوم لا يقع على اللاعب ولا على الأندية التي أقصى ما تستطيعه هو مخاطبة رعاية الشباب فقط لأنها مرجعها، إذن اللوم - كل اللوم - يقع على الرئاسة العامة لرعاية الشباب لأنها مرجع الأندية ولسانها والمطالبة بحقوق اللاعبين المالية وهي الوحيدة القادرة على مخاطبة الجهات المالية التي بيدها تسهيل اجراءات الصرف. أندية التفريخ أندية التفريخ لدينا يتصدرها نادي الشباب بلا منازع ثم يأتي بعده - على استحياء ناديا الاتفاق والنجمة، ولا يمكن لأحد أن يلوم هذه الأندية لأنها تعمل بالنظام، ونظام الاحتراف على العين والرأس وجملة نحن في عصر الاحتراف مفهومة لدى الجميع، ولكن أن يفرط النادي بأغلب مواهبة، ويقول مسيروه إننا نطمح بالمربع وأن منصات الذهب قاب قوسين أو أدنى من فريقنا فهذا أمر غير معقول ولا يمكن تصديقه، لأن أندية التفريخ لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تصل إلى الذهب أو أن تصعد منصات التتويج، وما يقوله إداريو أندية التفريخ عن بطولات المستقبل هو كلام للاستهلاك فقط وللضحك على ذقون مشجعيهم. يا أحبتي لا يتفق التفريخ مع الذهب لأن التفريخ «إعداد» فقط والذهب «حصاد» وشتان بين المعنيين، وتذكروا أنه لن يدخل مربع الأقوياء إلا الأندية التي تستقطب المواهب لا أن تبيعها ولن يحوز الذهب إلا النادي الذي يبذل ويدفع، أما الذي يفرِّخ للآخرين فمكسبه الوحيد أن «تستمر إدارته»، بما يجود به الآخرون عليها. الأدهم يجاور الأشهب ها هو الجبلين يحث خطاه إلى الدرجة الممتازة وبينه وبين تحقيق طموح محبيه خطوات قليلة، ولكنها مهمة وصعبة، فالحصاد في نهايته وأي خطأ قد يذهب به أدراج الرياح، فعلى مسيريه حشد الطاقات فلم يبق من الأمر كما مضى.وما يقدمه الجبلين من مستوى استطاع به أن يتصدر أندية الدرجة الأولى هو نتاج عمل إداري وفني متقن أوجد توازناً واستقراراً للفريق وأبعده عن الإعلام، فإداريو الجبلين ولاعبوه والمدرب هم أقل منسوبي الدرجة الأولى تصريحاً في الصحف فلم تغرهم الأضواء المركزة عليهم باعتبار جوادهم في مقدمة السباق، ولم ينجرفوا وراء تصريحات جوفاء لا يجنون منها سوى الندم، بل جعلوا نتائج الفريق هي التي تتحدث وموعدهم - إن شاء الله - عند اعلان الصعود فهي الفرحة التي يستطيعون من خلالها بكل فخر رفع أصواتهم «نحن هنا» عندها سيسمع الجميع صوت الطموح والاصرار قوياً وسيشاهدون اللون البني وقد ازداد توهجاً في جبال أجا وسلمى. والجبلين ليس غريباً على الدرجة الممتازة فإن عاد فقد عاد إلى موقعه الذي أبعدته عنه بعض الظروف التي لا تخفى على المتابعين، كما أن تاريخه الرياضي مجيد، فهو من أوائل الأندية الريفية التي حققت البطولات والكؤوس، والتاريخ لا يعتمد على الذاكرة - التي قد تخون - فهو يسجل كل شيء لذلك لا ينسى، فالجبلين حاز على أول بطولة للأندية الريفية وحق أن يطلق عليه آنذاك لقب «فارس الريف» عندما قابل بملعبه فريق النسور «الخليج» من سيهات، وكان شعار الجبلين حينها الأصفر والأخضر «شعار نادي الخليج حالياً» وقد شرف اللقاء سمو أمير منطقة حائل آنذاك الأمير عبدالعزيز بن مساعد - رحمه الله - والأمير خالد الفيصل «مدير عام رعاية الشباب» واستطاع الجبلين أن يفوز على النسور بنتيجة كبيرة قوامها ثلاثة أهداف نظيفة وبها حصل على أول بطولة للأندية الريفية ومن هذه البطولة انطلق الجبلين في مسيرته الحافلة بالعطاء والبطولات. غيض من فيض * إعانة النادي الواحد في دولة الإمارات العربية أربعة عشر مليون درهم، وإعانة الاحتراف للنادي السعودي مليونان ونصف المليون ريال. * نتساءل - بسذاجة - لماذا سرق دوري الإمارات المتعة والمشاهدين. * كيف تتطور كرتنا واللاعبون تمر عليهم عدة أشهر بدون مرتبات «لله يا محسنين». * أبعدوا هذا الحكم، أبعدوا المعلق الفلاني، هذا المحلل الرياضي من المرتزقة.. هل تحولت رياضتنا إلى برنامج «ما يطلبه المتعصبون».. هذا سبب غير مباشر لهبوط مستوى الكرة لدينا. * من الطرائف الرياضية التي ظهرت هذا الموسم «أنا سأهديك أهداف فريقي في مرمى فريقك وأنت تهديني أهداف فريقك في مرمى فريقي». * مقايضة عبيد الدوسري بعيسى المحياني فكرة قابلة للنقاش في أروقة الأهلي والوحدة. * الخط الناري «سيلسو - مناور» بالطائي انهار بذهاب مالدوفان. * نواف الدعجاني أنهى الدور الأول هدافاً فتلقى عروضاً للانتقال للاتحاد والأهلي ثم صام عن التهديف في الدور الثاني فتلقى عرضاً من الخليج بسيهات. * رئيس الهلال يشكو قلة المادة وان بعض أعضاء الشرف لم يوفوا بوعود الدعم، يا عزيزنا ما ضرك لو قبلت اعلاناً لاحدى الشركات على قمصان الفريق في مباريات العين، أو أقلها ضع شعار احدى شركات الوليد بن طلال الذي سيدعم ميزانية النادي بثمانية عشر مليون ريال. * نادي الاتفاق حصل على كأس مسابقة الأمير فيصل بن فهد، ونادي الحمادة حصل على نفس الكأس ولكن على مستوى أندية الدرجة الأولى، وها هما يصارعان من أجل البقاء كل في درجته، فما الأسباب التي تهوي بالفريق من القمة إلى القاع بسرعة.. إنها كرة القدم وهذا سرها. * وأخيراً: لا تنسوا: «أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه».