الزمن يمضي سريعا في تقلباته الرتيبة.. ولا ندري أهو يسير بنا أم نحن نسير به.. وفي كل عام نلمس جديدا.. والذكريات تتمدد مع الزمن وتتجدد على مر الايام والسنين، والانسان الذي يدرك معنى الحياة يبدع في معطياته وانجازاته الباهرات.. والعلم في كل يوم يسجِّل انتصارا اجد واروع يسحر الالباب ويأخذ بمجامع العقول الى حيث استطاع من تسابقه في الفضاء ان يصعد الى القمر الذي طالما اشتاقت له النفوس وتلوعت به الافئدة منذ القدم واخذ الشعراء يتغنون به في تشوق وتطلع وتشوف.. وانصهروا في بواتقه خيالا لماعا تتوالى اشراقاته المشعات في عوالم متعددة الجمال.. فتتفاوت الرؤى الجمالية والصور البيانية والتعابير الجياشة ويذهب الخيال في تجناحاته الى آماد لا تحصى.. ولا تدرك ابعادها الحواس البصرية المحدودة التي تصول وتجول تبعا لمدركات العقول والمشاعر والاحاسيس اليراعية التي تتباين تارة وتأتلف وتتحد مرة اخرى ثم تجسد مرئياتها في ابداعات هذا المخلوق.. يا لها من روائع.. تستجلب الاندهاش في مغذاها .. وفي اغداقها علينا بما يسعى الى سعادة الانسان.. بنتاجات ريانة ملؤها العلم وسدها العرفان. وما احيلاه ذياك الانسان الذي يعمل جاهدا.. وبكل طاقاته وامكاناته واضعا كل ثقله العلمي من اجل هناء البشرية.. وحق لنا ان نميس بجهوده في الفخر لأن خير الناس من ينفع الناس والشيء بالشيء يذكر.. وما اجمل ذكريات هذا الشهر الفضيل شهر الصوم المبارك.. الذي تنداح فيه الخواطر لتستنطق الصخر العصي وتسترعي الانتباه في المشاهد السامقة وتدلف النفوس لتلاوة كتاب الله وترتيل آياته البينات آناء الليل واطراف النهار وتنساق في تضرع وابتهال رافعة الاكف في دعاء وخشوع سائلة الله الرحمة والغفران. صور من الماضي اجمعها رمضان والايام تدّكر صور من الماضي اجمعها فتكاد تنطق في يد الصور واكاد المح في معاطفها كونا من الاشراق ينفطر اجل ان الذكريات والاماني تتوالى في المخيلات وتدور بخلدي صور جميلات تودع يباب الايام ويبس السوانح المتواريات في وخزاتها وتركلها في انحسار وراء الضباب الكثيف الذي يعتم الرؤية ولا تضيئه الا الاعمال الصالحة والخير والاحسان والانابة، ونشدان الثواب من الله وما اصدق قول الشاعر: دقات قلب المرء قائلة له