شكراً لك - يا مولاي - ونحن نعيش اليوم فرحة خاصة نبعت من معين ارتقائك العرش، بل من منابع مبايعتنا لك على قيادة المسيرة الخيّرة، التي اكتحلت بها عيون الوطن على مدى واحد وعشرين عاماً، تمثِّل في قلوبنا معنى النبض، وفي عيوننا قيمة الضياء، وفي عقولنا بهاء الحكمة، وفي تاريخنا زَهْوَ الكلمات. شكراً لك - يا مولاي - ونحن نحتفل بانتصاراتنا على كل التحديات، وبالتقائنا جميعاً تحت عباءة الوطن الموحَّد المزدهر على كافة الأصعدة، وبمضيِّنا قُدُماً من نصر إلى نصر تحت شموخ بيارقك، وفي ظل لمعان سيوفك. نمضي... وفي سواعدنا من العزيمة سنامُها، وفي خطواتنا من الثقة عاليها، وتحت سمائنا من الخير أعَمُّه. شكراً لك - يا مولاي - ونحن نزهو اليوم بعبورك بنا كل التحديات، الاقتصادية، والثقافية، والأمنية، وكل ما زرع الحاسدون والمارقون والسفهاء من الشوك في دروبنا، وكل ما كاده الكائدون من الحبائل أمامنا، فوطئتها أقدامنا، وتجاوزناها بعزيمتك إلى حيث الأمان والاطمئنان، ولم نلتفت وراءنا أبداً، لأنك علمتنا أن تظل عيوننا مفتوحة على الغد، وأن تبقى خطواتنا مُصَوَّبةً إلى الأمام. شكراً - يا مولاي - ونحن ننظر في جهات الوطن الأربع، فتمتلئ عيوننا عن آخرها بالإنجازات التي صاغتها قيادتك الحكيمة، وتمتلئ أحضاننا عن آخرها بدفء أبُوَّتِك الصادقة، وتَقطُرُ سواعدنا عزماً مستوحىً من عزيمتك الفريدة، وتزهو أجيالنا بغراسك الخضراء اليانعة، التي تزدان بها عناوين الوطن. شكراً لك - يا مولاي - وأنت تزرعنا في ذاكرة الأمتين العربية والاسلامية إخوة بررة، هبُّوا دائماً لنجدة إخوانهم، وعلّموا الدنيا كلها معنى الأَثَرَةِ، ورسموا في قواميسها أجمل مقاييس المودة والتسامح، وعلقوا على شُرُفات الآفاق أنقى صور الصدق والأمانة، وقرؤوا من على منابرها أسمى كلمات الحق والعدل، وأعْلَوا - حيثما ساروا، وأينما حلُّوا - ألوية التوحيد والإيمان. شكراً لك - يا خادم الحرمين الشريفين - وأنت ترانا اليوم: حناجر هادرة، وأيادي زارعة، وقلوباً مؤمنة، وعقولاً متفتحة، وأكفا ضارعة إلى العلي القدير أن يحفظك ويطيل في عمرك، وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان، وأن يعيننا كي نكون قادرين على الوفاء والتقدير والاعتزاز، إنه سميع مجيب.