إلى جنة الفردوس

في آخر لقاء جمعني بالفقيد ومعنا الصديق الأستاذ حمد الهلال - الشاعر وان لم يكتب شعراً- حدثني رحمه الله عن ولع ابنه الأكبر عبدالرحمن بالشعر وان له محاولات جيدة وانه لا يود ان يأخذه الشعر عن الدراسة ويحاول بشعور الأب الرحيم ألا يطغى ميله الى الشعر على اهتمامه بالعلم.
وبعد يومين من رحيله احال إلي الاستاذ خالد المالك قصيدة للابن عبدالرحمن السلوم واوصاني بالاهتمام بها فقرأتها ووجدت فيها بذرة الموهبة الأصيلة.. ومرارة الحزن وألم الفراق وعندما وصلت الى قوله:
يا رب تجعلني على قد حملين
وأوصّل المركب لحد المرافي
لم استطع حبس دموعي فبكيت وأنا أردد: «آمين.. آمين» وأرجو ان يون معي كل من قرأ هذه السطور وان يسأل الله لأبي عبدالرحمن بالرحمة والمغفرة.
واليكم قصيدة السلوم - الابن - الذي ادعو الله ان يجعله واخيه محمد خير خلف لخير سلف:
قالوا البكى ما ينفعه يا فهيمين
قلت البكى.. يبكي وكل القوافي
وشلون ما ابكي والدمع يرثي العين
لا صار ليلي حزن والنور طافي
فرقا عزيز النفس لو عاش بالطين
رجل الرجال اللي على الدين وافي
يا بوي رحت وقلبي اليوم نارين
نار الأمل.. مع نار فرقاً تشافي
مرحوم.. رحت وراح قبلك كثيرين
ياليتني قبلك.. وثوبك لحافي
ولا أشوف اليوم قلب الموازين
أمسٍ ضحوك.. ويومٍ اسود وجافي
مانيب قايلها كلام امتمنّين
لكن حلم سمعي لبشرى التشافي
يا وقت حتى الحلم في موقفه شين
يقول مات اليوم.. صدق اعترافي
ياالله عسى يابوي جمع المحبين
في جنة الفردوس خير الملافي
ارجي من اللي معتلي فوق الاثنين
يحيل امرك بين نونٍ وكافي
وهذا كلامك يا عميد المعزين
ما مات من خلّف عيالٍ خلافي
يا رب تجعلني على قد حملين
وأوصّل المركب لحد المرافي
وتقوي النفس الحزينة بصبرين
واظن قول الموت معناه كافي
المكلوم/ عبدالرحمن بن عبدالله السلوم