تهتم الشعوب والمجتمعات في كل مكان وتفتخر بأيامها الوطنية التي تعبر عن صادق المحبة والاخلاص لأوطانها من خلال ابراز فرحتها وسرورها عند الاعلان عن حلول اليوم الوطني. ولمناسبة احتفال المملكة العربية السعودية باليوم الوطني يسعدني ويشرفني اصالة عن نفسي ونيابة عن جميع زملائي منسوبي شركة الاتصالات السعودية أن أرفع آيات التهاني والتبريكات لمقام مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني والحكومة الرشيدة والشعب السعودي النبيل، ولابد ان يستشعر الانسان عند حلول اليوم الوطني حجم المنجزات والقفزات التنموية التي خطتها المملكة منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ورجاله الميامين والتي تمثل بصدق نقلة تنموية يندر مثيلها في بلاد العالم. تلك النقلة التي وضعت المجتمع السعودي في مصاف الدول المتحضرة في جميع القطاعات الاقتصادية والتعليمية والصحية وغيرها. ويأتي قطاع الاتصالات في مقدمة تلك القطاعات التي كان لها قصب السبق في تبوء المكانة اللائقة بها منذ عهد المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله عندما استعمل البرقية في فترة كانت المملكة بأمس الحاجة لأي وسيلة اتصال تمكن من الترابط والتواصل مع جميع مناطق المملكة وتقريب بعضها للبعض والعمل بسرعة لتنفيذ القرارات الملكية الصادرة في ذلك الوقت. ومن ثم تطور الأمر الى أن اصبحت وزارة البرق والبريد والهاتف وزارة قائمة بذاتها تنتشر فروعها في جميع مناطق المملكة لتقدم خدماتها في مجال الاتصالات لجميع المشتركين. ويأتي القرار السامي الكريم القاضي بتحويل قطاع البرق والهاتف الى شركة مساهمة ليعبر عن حرص الدولة - وفقها الله على النهوض بقطاع الاتصالات ويشير الى ان تخصيص هذا القطاع يعبر عن سياسة انتهجتها المملكة تؤكد على اشراك المواطن في عملية التنمية من خلال تخصيص بعض القطاعات العامة ليتحقق له مزيد من الفاعلية والانتماء لهذا البلد المعطاء. وخلال المرحلة الزمنية التي قضتها شركة الاتصالات السعودية منذ قرار تأسيسها في عام 1418ه حققت انجازات على مستوى البنية التحتية للاتصالات في المملكة ونوعية الخدمات وانتشارها، حيث تجاوز عدد خطوط الهاتف الثابت 3 ،3 ملايين خط هاتفي، كما فاق عدد خطوط الهاتف الجوال 1 ،4 ملايين خط، اضافة الي ما يزيد عن 550 ألف مشترك في خدمة الانترنت تخدم ما يناهز 5 ،1 مليون مستخدم. وعلى صعيد انتشار الخدمة الهاتفية فقد تم ايصالها الى أكثر من (500) قرية وهجرة في كافة مناطق المملكة فضلا عن طرح العديد من الخدمات المستجدة واصبحت شركة الاتصالات السعودية أكبر شركة في منطقة الشرق الأوسط وأكثرها تقنية وحداثة. وما كان ذلك ليتحقق لو لا الدعم المستمر الذي توليه حكومتنا الرشيدة لهذا القطاع الحيوي وسيشهد هذا القطاع بإذن الله خلال الفترة القصيرة المقبلة المزيد من الانجازات التي ستضاف الى رصيد المنجزات الوطنية وستكون محفزا لتحقيق التطلعات التنموية لكافة القطاعات الأخرى. وختاما ندعو الله أن يوفقنا لخدمة هذا الوطن المعطاء وأبنائه المخلصين لتحقيق ما يصبو إليه ولاة أمرنا حفظهم الله من رفعة للوطن ورفاه للمواطن.