حقيقة الوضع الاداري للاندية السعودية هو الذي دعاني لهذه الامنية، فلقد امضيت ما يقارب «العشرين» عاماً في هذا الوسط «الوسط الرياضي» والذي خلالها تعرفت على كثير من المشاكل التي تعاني منها الاندية. ولعل اهمها واكبرها وأعقدها «المشاكل الادارية» وبدون فكر اداري وعقلية ادارية ناضجة لن تحل المشاكل بل ان المشاكل المالية والتعاقدية والتدريبية والاعلامية هي نتائج طبيعية للمشكلة الأم وهي «الادارية». وحيث ان العالم المتقدم وخاصة في قارة آسيا لم ينهض بعد الحرب العالمية ولم يصل دولة «اليابان، او سنغافورا او الصين» لم تصل الى هذا المستوى إلا بعد تطبيق نظرية عالم مشهور وهو «ادوارد دمينغ» وهو الاب الروحي ان جاز لي التعبير التي ينادى بها وهي مبادئ الجودة الشاملة». هذا العالم الامريكي الذي رفضت افكاره امريكا وتوجه الى اليابان واحتضنته وطبقت نظرياته وفلسفته الادارية حتى وصلت الى هذا التقدم المخيف والكبير وفي اغلب مجالات الحياة، ولم تنس اليابان فضل هذا العالم «الاجنبي» عليها حتى انه العالم الوحيد «غير الياباني» الذي جعل له جائزة كبرى باسمه في اليابان، اما على المستوى العربي فان الدولتين العربيتين الاكثر تحمسا هما الامارات العربية والمملكة العربية السعودية. ولعل اللواء ضاحي بن خلفان القائد العام لشرطة دبي اصبح من كبار المحاضرين عن تجربة الامارات في تطبيق «الجولة الشاملة» في مجال الشرطة. بل انه في احد تصاريحه الصحفية قال مخاطبا بمن لم يبدأ في تطبيق «الجودة الشاملة» عليكم الاخذ بها لأنها تجربة وممارسة، وهي السبيل الوحيد الذي يمكننا من الارتقاء فعلا وليس قولاً بخدماتنا لأهلنا وبلدنا ومجتمعنا وبناء على ما لمسناه في الامارات من تطور في الخدمة وبأسهل الطرق وبأقل التكاليف، فإننا عازمون على انشاء «كلية الجودة الشاملة بدبي وبتخصصات مختلفة وجديدة جداً. انتهى تصريح اللواء خلفان. وسوف اطرح إن شاء الله في المقال القادم ابرز النقاط في الجولة الشاملة، وسأحاول توضيح كيفية تطبيقها.