يا كل َّ العمر.. لا أدري كم بقي لي منك لأعيشه ولا أدري كم بقي من أمل ثمة ما يفرض حضوره واقعاً وثمة ما يوجب شحذ العزائم استطالت المسافات وتفرقت الطرق فانهكت فكري.. واجترحت مدامعي وليس لي.. سوى رفيق دربي وشقيق حزني أكتمه السر فيخون الأوراق ويبوح لك تتزاحم السطور وتختنق الحروف فتهرب، لتبقى رموزاً ونقطة ثابتة وسؤال متوثب حائر: متى وأين؟ فهلا أرحتني برحيلك: ألا تعود؟ فلا أبدأ من أول السطر.. أكتب وأحكي وأنادي: يا كلَّ العمر وآخر العمر.. يحدث أحياناً أن أغمض عيني وأحلم.. استحيل لطائر يجول السحب بنهم. يعانق القوس ويحضن الأنجم ويسأل في لهف عن أمل شاخ ويحدث أن أسأل هل بقي الحلم حلماً؟ على خدي مدراراً؟ ويحدث ويحدث.. ويحدث أيضاً أن أمسح دمعي بهدوء وأضحك من نفسي ومن حلمي