الدكتور عبدالرحمن العشماوي التقيت به منذ ثلاثة عشر عاماً وقد كان شاباً يألف ويؤلف، وأنا من المعجبين بشعره وخاصة الإلقاء المتميز لديه، وكنت ألتقي به كلما زار مدينتنا بريدة. اقتنيت معظم دواوينه، وحفظت شيئاً من شعره زرته منذ عشر سنوات في بيته العامر في منطقة الباحة وبالتحديد على قمة ظبيان في قريته الوادعة «عراء» ووجدت منه كل حفاوة وتكريم في مجلسه الباحي الكبير حيث تتميز مجالس بيوت أهل الباحة والجنوب بسعتها كسعة صدور أهلها. ومنذ سنوات انشغل عنا أبو أسامة ربما بتجارته او مآرب أخر. قبل سنة ونصف السنة ألقى الدكتور عبدالرحمن أمسية شعرية في محافظة الرس والتي تبعد عن مدينتي بريدة بحوالي 90 كم وهما الرسوبريدة في منطقة واحدة «القصيم» وذهبت هناك إلى الرس وحضرت الأمسية واستمتعت بقصائد الشاعر وبعد الأمسية سلمت على الشاعر الدكتور عبدالرحمن بعدما ركب السيارة لكن سبحان الله كأنه ليس الدكتور الذي قابلته قبل عشرة أعوام كأنه لا يعرفني مع أنني عرفته باسمي وأهاتفه مراراً ويتعذر بانه مشغول مع أنه عندما سلمت عليه لأول مرة قبل أكثر من ثلاثة عشر عاماً سلم عليّ سلاماً حاراً وكأنني التقيت به مرات وكرات وكأنه يعرفني منذ أمد بعيد. أما عندما التقيته في المرة الأخيرة في الرس فالأمر مختلف!! وهناك في الرس لقد سلمتك يا دكتور مؤلفين لي هما صدى الحرف، وسورة النصر دراسة بلاغية ولأنك يا أبا أسامة دكتور وأستاذ في البلاغة انتظرت أن تطلع على الكتابين وتشجع وتدفع موهبتي الجديدة هاتفتك بعد عشرة أيام أو أكثر من استلامك للكتيبين لاسمع أو أقرأ ملحوظاتك وتوجيهاتك لكن اعتذرت بأنك مشغول، وإلى الآن لم يصلني شيء عنها، ألم اقل إنك انشغلت عنا يا أبا أسامة نفسي ألا تشغلك الكتابة النثرية والزاوية اليومية عنّا وعن محبيك وعن الشعر أكثر وأكثر!! إنني أسطر هذه الاحرف بعدما التزم الشاعر بكتابة زاوية يومية في هذه الصحيفة «الجزيرة» وإنني مشفق على الدكتور عبدالرحمن بعد هذه الخطوة وأنا ضد الزاوية اليومية لأنها تشغل الكاتب كثيراً، بينما أنا مع الزاوية الأسبوعية لأن الكاتب يقدم فيها عصارة فكره وجهوده ويجد الكاتب متسعاً لتدبيج وتنميق مقالته. لقد قرأت أخيراً مقالة العشماوي في زاوية «دفق قلم» بعنوان «بين حمد القاضي وابن السروات» المنشورة يوم الاحد 28/3/1423ه لقد استغربت كيف يتحدث العشماوي عن نفسه بهذا الشكل يقول: «ابن السروات فتى رحل به طموحه من مسقط رأسه الى( الرياض) بدأ منذ صغره مع الكتب». بهذا الاسلوب يتحدث العشماوي عن نفسه وكأنه يتحدث عن الجاحظ بدأ منذ صغره مع الكتب!! ثم يقول عن نفسه: «ألقى قصيدة في حفل أقيم في قاعة كلية الشريعة بالرياض فنالت إعجاب الحضور». نالت إعجاب الحضور!! كنت أتمنى أنك تتحدث عن غيرك يا دكتور أو أن غيرك يتحدث عنك. ولو كان من كتب ذلك عن نفس غير العشماوي لهان الأمر لكنها كبيرة أن تتحدث عن نفسك يا دكتور وبهذا القدر من التزكية..!! ربما تكون هذه من أول هفوات اليراع..!! يا دكتور كم قدمت لنا من قصيدة بعدما التزمت بزاوية يومية..؟! فهلا كانت أسبوعية؟ أنت شاعر، تطربك القصائد، وتطرب القصائد، وتطرب السامع والقارئ، ولقد اطربني البيت الذي كتبته في زاويتك التي تناولتها بهذه الحروف.. البيت هو: أعاني بالفراق أسى وأذكركم صباح مسا [email protected]