قد لا أبالغ إن قلت بأن خسارة الهلال لمباراة الذهاب على كأس السوبر الآسيوي في نسختها الأخيرة كانت متوقعة ربما لأشد المتفائلين من أنصار الزعيم.. عطفاً على الظروف الصعبة التي عانى منها الفريق قبيل السفر الى مدينة سوون الكورية لملاقاة سامسونج على أرضه وبين جماهيره والتي يعرفها أدنى الهلاليين معرفة عن أوضاع فريقه.. والتي برأيي أن المتسبب فيها في المقام الأول إدارة الهلال التي غاب عنها صانع القرار.. فكان شيمة أهل البيت البحث عن الأعذار والتسويف المضر والممل..! لكن لم يكن أكثر الهلاليين تشاؤماً يتوقع ان تنتهي المباراة وسط ذلك الحضور الجماهيري الكوري.. والنشوة الكورية في أعقاب المونديال.. والأجواء الماطرة الصعبة.. بهذه النتيجة «0/1» والتي اعتبرها في واقع الأمر أنها جيدة بل محفزة لتحقيق اللقب في الرياض.. فالفريق الكوري رغم فوزه وامتلاكه لثلاثة لاعبين أجانب واكتمال صفوفه وتواجد حارس المنتخب الكوري العملاق والبرازيلي المشاغب ساندرو والروسي الخطر ميتروفيتش إلا ان الهلال رغم نقصه تفوق عليه في أغلب فترات الشوط الثاني وهدد مرماه بفعالية خاصة بعد مشاركة عبدالله الجمعان.. على الرغم من السلبية المطلقة التي كان عليها المهاجم حسين العلي والذي أعتقد انه لعب أسوأ مبارياته على الاطلاق منذ انضمامه لصفوف الزعيم.. وكان حرياً بالمدرب ماتورانا استبداله بالجمعان مع الابقاء على الغامدي للعب الى جانب عزيز لمساندة الدفاع وتقديم فيصل الصالح للأمام أو الايعاز له بمساندة الهجمة على نحو أكبر مما شاهدناه لامكانياته الجيدة وتسديداته الخطرة. *** خلاصة القول.. إن مباراة الاياب لن تكون سهلة.. وليست بالصعبة على رجال الهلال إن هم أرادوا - كالعادة - اضافة انجاز جديد لسجل الكرة السعودية التي أصبحت بأمس الحاجة من أي وقت مضى الى استعادة الثقة بقدرتها وتفوقها، لكن ليتحقق هذا.. لابد من توافر عدة عناصر مهمة من وجهة نظري.. تتلخص في النقاط الآتية: - توفر الحافز المعنوي لدى اللاعبين وهذا ليس ببعيد المنال.. فلاعبو الهلال أصحاب تجربة وخبرة ميدانية وتاريخهم يشهد لهم في هذا الجانب.. لكن لابد من المؤازرة الادارية.. بمعنى يجب على الادارة الهلالية ان تضطلع بمسؤولياتها.. كما أن الجماهير الهلالية تقع عليها مسؤولية دعم اللاعبين ومؤازرتهم بالحضور الجماهيري المكثف لاستاد الملك فهد الدولي مساء الجمعة لشحذ همم اللاعبين وتوفير الدعم الايجابي والتأثير سلباً على تماسك لاعبي سامسونج. - تجهيز اللاعبين المصابين وأعتقد ان الوقت سيكون مناسباً لدعم صفوف الفريق خصوصاً في الهجوم والوسط. - يبقى عامل الانضباطية عنصرا فعَّالا في الأداء للفريق.. فاللاعبون مطالبون بالنتيجة المبكرة الايجابية لمباغته الخصم من وراء اللعب الهجومي الفعَّال وليس السلبي في الوقت الذي يجب فيه المحافظة على الشباك لمنع الكوريين من التسجيل.. من هنا تبرز أهمية الضغط على حامل الكرة وتضييق المساحات على الكوريين واللعب بعنف قانوني وفرض أسلوب وايقاع اللعب اللذين يبحث عنهما الهلال وزيادة المساندة الدفاعية للظهيرين مع تضييق الخناق على تحركات البرازيلي ساندرو.. الى جانب محاولة كسب الأخطاء المباشرة قبالة منطقة الجزاء الكورية للاستفادة من تسديدات الجمعان الذي أرى أهمية مشاركته منذ البداية لفعاليته والاستعانة ان لزم الأمر بالعلي في الشوط الثاني.. وتكثيف الضغط من الأطراف لضعفهما في الجانب الكوري.. مع منح أدوار هجومية أكبر لظهيري الجنب. *** نقاط - إن ما حدث تتحمله الادارة أولا وبنسبة كبيرة.. ثم المدرب الكولمبي ماتورانا.. لكن المجال الآن ليس قابلاً لفتح ملفات الماضي القريب وخاصة ان الأمل ما زال كبيراً في ملامسة الكأس.. فليكن التركيز على القادم بشكل أكبر لأنه الأهم. - خسارة لاعبين بحجم وثقل وخبرة «الأسد» الدعيع والقلب النابض الثنيان والمتألق الدوخي والجنرال شريدة.. تهز أركان منتخب وليس فريقا فحسب. - أرجو أن يعيد حسين العلي حساباته جيداً وألا ينام على وسادة الماضي.. فقد ظهر سلبياً وثقيلاً في حركته للغاية. - يجب علينا ألا نتوقع من حسن العتيبي أو نطلب منه أكثر مما شاهدناه.. فهذه امكاناته.. والهدف كما أنه يتحمل مسؤوليته فإنني يجب أن أشير الى أهمية وقوف لاعبين أو واحد على الأقل «طويل» في حائط الصد البشري.. كما أن تماسك أفراد حائط الصد ضروري أثناء تنفيذ الخطأ..!. - عزيز أثبت مقدرته الفائقة في اللعب كمحور ارتكاز وصدق بذلك «حدس» الامبراطور صالح النعيمة عندما قال «خالد عزيز أفضل من يعوض غياب خميس العويران». - ثقتي واعجابي تتزايدان بقدرات الموهوب فيصل الصالح منذ الوهلة الأولى التي شاهدته فيها الموسم الفائت بالدمام قبل اصابته.. فهو لاعب المستقبل فعلاً. - الصخرة عبدالله سليمان كالعادة كان صمان الأمان.. والصخرة العنيدة التي تتكسر عندها هجمات الخصوم فقد كان النجم الأول.. يليه نواف وعزيز والصالح والصويلح والجمعان. - كما فعلها الزعيم في النسخة الأخيرة من بطولة النخبة «السوبر» العربية.. سيفعلها نجومه في النسخة الأخيرة للسوبر الآسيوي.. فالختام المسك عادة هلالية أو ماركة مسجلة للزعيم. - الأمل كبير في جماهير الزعيم.. فالمسألة هنا أكبر من بطولة للهلال بل هي بحجم استعادة ثقة للكرة السعودية. [email protected]