قالت صحيفة واشنطن بوست أمس الأربعاء إن السياسة الجديدة للرئيس الامريكي جورج بوش في الشرق الأوسط ستدعو لقيام مبكر لدولة فلسطينية مؤقتة واستكمال المفاوضات بشأن الحدود الدائمة لهذه الدولة خلال ثلاث سنوات. ونقلت الصحيفة عن مصادر امريكية ودبلوماسية قولها ان بوش سيقترح الموافقة على هذه الخطة خلال مؤتمر سلام مقترح في الشرق الأوسط قد يعقد في سبتمبر أيلول بشرط تحقيق تقدم في إعادة تشكيل أجهزة الأمن الفلسطينية والحد من الهجمات الفلسطينية ضد الاسرائيليين. وقالت المصادر ان مهلة الثلاث سنوات المحددة لاستكمال المفاوضات والتوصل إلى تسوية لأصعب القضايا ومنها وضع القدس تعتمد على الخطوات الملموسة التي يحققها الجانبان. وقالت الصحيفة ان المصادر لم تكشف عما اذا كانت خطة بوش ستقبل بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات كشريك رئيسي في المفاوضات وهو ما ترفضه اسرائيل.وذكر التقرير انه كان من المقرر ان يكشف الرئيس الامريكي عن خطته أمس الأربعاء لكن خطابه الذي كان ينتظره الجميع تأجل بعد هجوم فدائي فلسطيني على حافلة في القدس أدى يوم الثلاثاء إلى مقتل 19 اسرائيليا. ونقلت الصحيفة عن المصادر قولها ان بوش سيلقي خطابه إما اليوم الخميس أو يوم الاثنين المقبل.وأبلغت كوندوليزا رايس مستشارة الأمن القومي الامريكي بوش بهجوم الثلاثاء خلال اتصال هاتفي سريع. وقال مصدر للصحيفة «الشعور العام هو انه بعد ما حدث لا يمكنك ان تخرج في اليوم التالي وكأنك تتريض في حديقة غناء». ونقلت الصحيفة عن المصدر قوله ان الادارة الامريكية تريد ايضا الانتظار حتى ترى الرد الاسرائيلي. وجاء الرد الاسرائيلي أمس وأعلنت الحكومة الاسرائيلية في بيان صدر في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء عن ان اسرائيل تعتزم إعادة الاستيلاء على أجزاء من الضفة الغربية والاحتفاظ بها ما دامت الهجمات الفلسطينية مستمرة.وصدر البيان بعد ساعات من اقتحام دبابات اسرائيلية بلدة جنين بالضفة الغربية . ولم يعلق البيت الأبيض على البيان الاسرائيلي على الفور. ومن المقرر ان يجتمع كبار المسؤولين الامريكيين في البيت الابيض «الأربعاء» لمناقشة خطاب بوش المنتظر. وذكرت تقارير إعلامية أخرى ان الرئيس الامريكي لن يصل في إعلانه المرتقب إلى حد عرض خطة سلام تفصيلية.وذكرت صحيفة «يو اس ايه توداي» أن بوش سيعلن عن شروطه للاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة والتي تشمل إدخال إصلاحات ديمقراطية واسعة النطاق على السلطة الفلسطينية التي يرأسها ياسر عرفات. ومن المتوقع ألا يصل بوش إلى حد طرح جدول زمني لاقامة دولة فلسطينية أو خطة سلام تعالج القضايا الحساسة من قبيل الحدود النهائية لدولة فلسطين في المستقبل وحق العودة للاجئين أو وضع القدس. ومن المتوقع أن يقوم الرئيس الامريكي أيضا بإرسال وزير خارجيته كولين باول إلى الشرق الأوسط الأسبوع المقبل للتمهيد لعقد مؤتمر إقليمي للسلام. وكانت مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى قد أيدت الأسبوع الماضي اقتراحا بعقد مثل هذا المؤتمر، ويبحث مندوبون اقليميون في هذا المؤتمر مبادرة السلام العربية والتي تعرض على إسرائيل السلام والاعتراف من جانب العالم العربي مقابل انسحاب اسرائيل من جميع الأراضي العربية إلى حدود ما قبل عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية. وذكرت صحيفة واشنطن بوست الواسعة الاطلاع أن السلطة الفلسطينية قدمت تنازلات بشأن مسألتي اللاجئين والقدس عبر خطة سلمها وزير التخطيط الفلسطيني نبيل شعث لباول يوم الجمعة الماضي. وقد التقت مستشارة الأمن القومي كوندليزا رايس بشعث ليل الثلاثاء الأربعاء. وكانت رايس قد اتهمت السلطة الفلسطينية بالفساد في تصريحات لاحدى الصحف الامريكية.. وزعمت الواشنطن بوست أن الخطة الفلسطينية تدعو إلى تعاون أمني من خلاله «تلعب قوي دولية دورا محوريا» ولكنها ولأول مرة لا تطالب بشكل محدد «بحق العودة» للاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم السابقة التي صارت الآن إسرائيل. كما تتضمن الخطة أن تكون القدسالشرقية عاصمة فلسطين بيد أن «الجانب الفلسطيني سينقل السيادة على الحي الشرقي والجزء الخاص بحائط المبكي من السور الغربي في القدسالشرقية إلى إسرائيل» وذلك حسبما ذكر التقرير الصحفي. وأعلن مسؤول اميركي كبير أمس الأول الثلاثاء ان الخطة التي يستعد الرئيس الاميركي جورج بوش لطرحها حول الشرق الأوسط ستستند بشكل كبير إلى «النتائج» التي يحققها الفلسطينيون في مجال إصلاح مؤسساتهم ووقف العمليات التي تستهدف الاسرائيليين. وقال مساعد وزير الخارجية الاميركي حول الشرق الأوسط ويليام بيرنز أمام لجنة فرعية في الكونغرس «أيا تكن المواقف المتخذة والأهداف المحددة فإن الخطة ستعلن، أنا متأكد من ذلك، على أساس النتائج» التي يحققها الفلسطينيون.وقد بقي بيرنز متحفظا حول ما يمكن ان يعلنه بوش في موعد قريب لكنه لم يتحدد بعد، قائلا ان الرئيس هو الذي يعلن عن الأفكار الاميركية. ورفض ان يحدد خصوصا ما اذا كان خيار الدولة الفلسطينية «الموقتة» الذي طرحه في الأيام الأخيرة وزير الخارجية كولن باول يمكن ان يتضمن «مراحل على طريق عملية سياسية وحل دائم قائم على وجود دولتين» دولة اسرائيل ودولة فلسطينية. لكن بيرنز شدد على ضرورة إجراء «إصلاح جدي» على الصعيد السياسي والأمني في اطار السلطة الفلسطينية. وحذر النواب الخمسة عشر الذين حضروا جلسة الاستماع هذه في اللجنة الفرعية بالاجماع تقريبا من إعلان دولة فلسطينية أيا يكن شكلها في الوضع الراهن. وقال رئيس اللجنة الفرعية الجمهوري بنجامين غيلمن ان «على الرئيس بوش ان يبلغ صراحة الرئيس عرفات والشعب الفلسطيني ان أي دولة لن تعلن سواء كانت موقتة أو غير ذلك، اذا لم تتوقف أعمال العنف».