طالعتنا الجزيرة في عددها «10733» بمقال للاستاذ عبد المحسن بن عبد الله الماضي وهو بعنوان : رسالة الى معالي د. صالح بن حميد رئيس مجلس الشورى وحيث ان المقال قد نشر علنا فمن حق القارئ للجزيرة ابداء ما يراه من وجهة نظر لذا أقول مستعينا بالله سائلا اياه الاخلاص والسداد. أولا: قال الكاتب «تذكرون في اول ايام الغارة على امريكا حينما اعلن الرئيس الامريكي عن نية سابقة لاعلان قرار يخص الحق الفلسطيني في قيام دولته المستقلة». فأقول: منذ متى والسلطات الصهيونية بقيادة شارون تدك منازل الفلسطينيين وتقتل أطفالهم وتعتقل شبابهم وتجرف منازلهم ومنظر محمد الدرة الذي تحركت له قلوب الكفار قبل المسلمين وندد باغتياله في منظر بشع عقلاء اللادينيين، منذ متى كان ذلك؟ منذ متى وسلطات اليهود المتعاقبة قبل شارون وبعده تذل اخواننا الفلسطينيين!؟ ابعد احداث 11 سبتمبر ام قبلها بعشرات السنين؟! ثم الا نعرف مواقف امريكا السابقة مع اليهود؟ أليست اف 16 الامريكية هي التي تقصف الفلسطينيين؟ أليست امريكا هي التي استخدمت حق النقض الفيتو عشرات المرات قبل 11 سبتمبر لتحمي اسرائيل من مجرد الادانة في اجراءاتها القمعية؟ ألا تعلم اخي ان مساعدة اليهود وحمايتهم من قبل امريكا يعتبر واجبا دينيا في معتقداتهم؟ الا تعلم اخي ان مجموعة ليست بالقليلة من مجلس الشيوخ الامريكي يهود؟ ألا تعلم أخي ان زوجة الرئيس الامريكي السابق «كلينتون» يهودية وعضو في مجلس الشيوخ الامريكي؟ ثم هل نحن اغبياء لدرجة ان يستخف بعقولنا نحن المسلمين ما زعمه الرئيس الامريكي عن نية سابقة؟ أليس العالم الاسلامي بأسره ادان الاحداث الاخيرة بما فيه حكومة فلسطين؟! بل حتى وان صح هذا الزعم فما علاقة الفلسطينيين بأحداث 11 سبتمبر؟ حتى وان كان المنفذون من المسلمين فما ذنب شعب فلسطين؟! ثانيا: قول الكاتب «ولكن حتى لا يؤخذ تنفيذ هذه النية على انها مكافأة للارهاب».. فيا سبحان الله! يوقف تنفيذ هذه النية «المزعومة» لاستبدال ارهاب حقيقي بها ضد مسلمي فلسطين؟ اي منطق يقبل هذا؟ لكن الحقيقة التي لابد ان ندركها جميعا هي ان امريكا استغلت ضعف المسلمين وصعوبة موقفهم من الاحداث لاطلاق يد شارون بحجة انشغالها في مكافحة الارهاب واسرائيل استطاعت وبكل جدارة استغلال الغضب الامريكي الذي بلغ الذروة عندما اعلن الرئيس الامريكي انها حرب صليبية! وكان ذلك ابشع استغلال، قتل وتشريد وهدم وجرف ومحاصرة واغتيال. ثالثا: قال الكاتب «وتعلمون ما حل بالفلسطينيين بعد ذلك مما جعلنا نحس بالمرارة والعجز وهذا هو شعور كل مطالب بالنظر في تجديد وتطوير مناهجنا واساليب تعليمنا».. فأقول ايضا: يا سبحان الله ما علاقة تراجع الرئيس الامريكي بمناهجنا واساليب تعليمنا؟ وحبذا لو حدد الكاتب الخلل الموجود في المناهج والاساليب المقترحة للتطوير والتحسين بدل هذا التعميم الغامض. أيريد الكاتب ان نستبعد من مناهجنا ما يوضح ويجلي عداوة اليهود والنصارى لنا؟ انها آيات في كتاب الله واحاديث في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو فرضنا ان مسلما يجهل ما في الكتاب والسنة من بيان عداوة اليهود والنصارى للمسلمين:{يّا أّيٍَهّا پَّذٌينّ آمّنٍوا إن تٍطٌيعٍوا فّرٌيقْا مٌَنّ پَّذٌينّ أٍوتٍوا پًكٌتّابّ يّرٍدٍَوكٍم بّعًدّ إيمّانٌكٍمً كّافٌرٌينّ} [آل عمران: 100] وقوله تعالى:{وّلّن تّرًضّى" عّنكّ پًيّهٍودٍ وّلا پنَّصّارّى" حّتَّى" تّتَّبٌعّ مٌلَّتّهٍمً} [البقرة: 120] لو فرضنا ذلك الا يرى ويسمع مآسي المسلمين في كل مكان على ايدي اليهود الصليبيين؟ الا يرى جهود الهيئات والمجالس الدولية في دعم النصارى شعوبا ودولا بل وأقليات؟ وأي عدالة لمطلب سعت الدول الغربية وعلى رأسها امريكا من خلال اجتماعات لجنة الاممالمتحدة لصياغة اتفاقية دولية لمكافحة الفساد «زعموا» سعت لتضمينه تلك الاتفاقية حيث دعت الى تغيير برامج التعليم والمناهج المدرسية «وقد تصدى وفد المملكة العربيةالسعودية برئاسة د. عبد الرحيم الغامدي بكل جرأة لكل المحاولات الرامية الى تضمين الاتفاقية اية بنود تمس الامور السيادية او تسهل التدخل في الشؤون الداخلية للدول او تتضارب مع اهداف الاسلام ومبادئ الشريعة الاسلامية» عكاظ 16/11/1422ه. رابعا: قال الكاتب «فقد قضي على هذه الرغبة رغم عدل المطلب واهميته حتى لا يقال انه استجابة لرغبة امريكا وبين مخافة بوش من مكافأة الارهاب وخوف القائمين على التربية والتعليم من الاستجابة لامريكا» فأقول: اما كونه استجابة لامريكا فقد ذكرت اعلاه ما كتبته عكاظ، واما خوف بوش من ان يتهم بمكافأة الارهاب فذاك زعم اللوبي اليهودي في مجلس الشيوخ وغيره اما نحن فنعتقد ان ما يقوم به الفلسطينيون فهو دفاع عن النفس مشروع، حتى في القانون الدولي الذي وضعه الغرب اساسا وكذلك ميثاق الاممالمتحدة الذي حددته الدول الغربية. فاذا كان الغرب يعتبر مقاومة الاحتلال الصهيوني لفلسطين ارهابا فماذا يسمى الاحتلال ذاته اذا؟ وهل نحن نؤيدهم على هذا الاتهام الذي بسببه عدل الرئيس الامريكي عن نيته «المزعومة»!! فنحن اذاً نتهم الفلسطينيين بالارهاب، اما خوف القائمين على التربية والتعليم من الاستجابة لامريكا فهذا لم يحدث اذ ان المناهج الرسمية لم يوافق عليها الابعد دراسات واستشارات تتوافق مع خصوصية هذه البلاد لا تحدد تغييرها او تساهم في تطويرها الاحداث العالمية كأحداث 11 سبتمبر مثلا، اما ما يستجد في المجالات العلمية والعلوم التطبيقية فالتطوير يسير منتظما مع ما يستجد في مجالاتها لا مع الاحداث السياسية. خامسا: قال الكاتب «فقد دفعتنا احداث 11 سبتمبر الى مرحلة جديدة ايضا وأصبحنا فيها نحن بالذات في حالة مواجهة «او التهديد بالمواجهة» مع القوة الاعظم في العالم حاليا» فأقول: اخي الكريم: ان من يجهل عقيدة اليهود والنصارى ربما ظن ان هذه المواجهة وليدة تلك الاحداث واما من جعل كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم له نبراسا وهاديا ودليلا فيعلم حقيقة العداوة وانها منذ بعث محمد صلى الله عليه وسلم الى يومنا هذا. وما تناقلته وسائل الاعلام من تصريحات لزعماء دول غربية ومسؤولين كبار توضح البغضاء التي يخفونها سابقا ويظهرون العدل والمحبة والصداقة، ولما حدث ما حدث ظهر شيء من الحقد قال تعالى:{قّدً بّدّتٌ پًبّغًضّاءٍ مٌنً أّفًوّاهٌهٌمً وّمّا تٍخًفٌي صٍدٍورٍهٍمً أّكًبّرٍ قّدً بّيَّنَّا لّكٍمٍ الآيّاتٌ إن كٍنتٍمً تّعًقٌلٍونّ} [آل عمران: 118] ولعلي انقل لاخي الكاتب وللقارىء الكريم بعضا من رسالتين متبادلتين بين الرئيس الامريكي ترومان والملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود وذلك عام 1948م، 1367ه بعد قرار تقسيم فلسطين الجائر والذي تتحمل وزره امريكا فمما قال ترومان في رسالته «فقد عن لي ان استنجد بكم باسم السلام العالمي وباسم الانسانية المعذبة، لتستخدموا نفوذكم العظيم في وضع حد للحرب الاهلية الناشبة بالأرض المقدسة بين اهلها العرب واليهود.. واخوف ما اخافه ان تضطر الدول المتحدة الى ارسال قوات مسلحة لتأديب هؤلاء الخارجين على قرار هيئتها وتنفيذه بالقوة، بما في ذلك ما فيه من تعريض ارواح الألوف من بني جنسكم للموت.. واني لا اكتمكم انني اخشى اذا تمادى هذا الحال ان يتكدر صفو العلاقات الطيبة بيننا، وتصاب مصالحنا المشتركة بأضرار بالغة لان شعب الولاياتالمتحدة شديد العطف على اليهود والمنكوبين.. ليسجل التاريخ في صفحاته ان الملك العربي عبد العزيز بن سعود قد استطاع بحكمته ونفوذه ان يقر السلام في الارض المقدسة فأنقذ بني جنسه العرب من وبال العقوبة العالمية وساهم في الترفيه عن شعب اسرائيل المعذب المضطهد..» هاري ترومان رئيس الولاياتالمتحدة القصر الابيض واشنطن 10 فبراير عام 1948م. اخي الكريم هذه اللهجة التهديدية قديمة قدم العداوة بين المسلمين واهل الكفر بشتى مللهم ونحلهم فماذا فعل العرب واهل فلسطين حتى يطلق ترومان تلك التهديدات التي لم تتوقف منذ ذلك اليوم الى اليوم تصريحا وتلميحا؟=واليك اخي الكريم بعض ما جاء في رد الامام الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود في رسالته القيمة التي لا يسع المنصف العادل فضلا عن المسلم المخلص الا ان يدرك ان موقف المملكة العربية السعودية المتمثل في جهود الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد بعد احداث 11 سبتمبر ماهو الا امتداد لموقف المؤسس رحمه الله في التصدي للمؤامرات التي تحمي العدو الغاصب وتظلم اهل الحق فمما قال «... وليست الحرب القائمة في فلسطين حربا اهلية كما ذكرتم ولكنها حرب بين العرب اصحابها الشرعيين وبين غزاة الصهيونيين الطارئين عليها من الآفاق على كره من اهلها وبمساعدة الدول التي تدعي حب السلام العالمي وهي تتلاعب به وما قرار التقسيم الذي كان لحكومتكم الوزر الاكبر في دفع الدول الى تأييده الا قرار جائر.. اما ما ذكرتم من المصالح الاقتصادية التي تربط بلدينا فاعلموا انها اهون في نظرنا من ان نبيع شبرا واحدا من ارض فلسطين.. ولقد صرحت للعالم مرارا انني مستعد ان اسير انا واولادي جميعا لنقاتل في فلسطين.. لقد كان في ممالأتكم السافرة لأعدائنا الصهيونيين وموقف حكومتكم العدائي نحو العرب ما يكفي ليحملنا على قطع الصلات الودية بين بلدينا وفسخ عقود الشركات الامريكية والغاء الامتيازات التي خولناها لها لولا اننا آثرنا الا نعجل باتخاذ مثل هذا الاجراء لعل حكومة الولاياتالمتحدة تراجع نفسها وتصحح موقفها من قضية فلسطين.. لاننا معشر العرب نؤثر ان ينتصر الحق بالحق لا كما يفعل اعداؤنا الصهيونيون الذين يحملون الحكومات والهيئات العالمية على تأييد باطلهم بالرشوة وبالضغط الاقتصادي وبالحرمان من اصواتهم في الانتخابات وهلم جرا.. وفي الختام نذكركم يا صاحب الفخامة بأن البضاعة التي قامت عليها صلاتنا الاقتصادية هي من البضائع التي يكثر طلابها ويقل عارضوها في اسواق العالم...» عبد العزيز بن سعود ملك المملكة العربية السعودية القصر الملكي الرياض 10 ربيع الآخر سنة 1367ه. وصدق الله اذ يقول: «{پَّذٌينّ قّالّ لّهٍمٍ پنَّاسٍ إنَّ پنَّاسّ قّدً جّمّعٍوا لّكٍمً فّاخًشّوًهٍمً فّزّادّهٍمً إيمّانْا وّقّالٍوا حّسًبٍنّا پلَّهٍ وّنٌعًمّ پًوّكٌيلٍ . فّانقّلّبٍوا بٌنٌعًمّةُ مٌَنّ پلَّهٌ وّفّضًلُ لَّمً يّمًسّسًهٍمً سٍوءِ وّاتَّبّعٍوا رٌضًوّانّ پلَّهٌ وّاللَّهٍ ذٍو فّضًلُ عّظٌيمُ . إنَّمّا ذّلٌكٍمٍ پشَّيًطّانٍ يٍخّوٌَفٍ أّوًلٌيّاءّهٍ فّلا تّخّافٍوهٍمً وّخّافٍونٌ إن كٍنتٍم مٍَؤًمٌنٌينّ} [آل عمران: 173 175] واني لأسأل الكاتب: هل نحن فعلا في حالة مواجهة «او تهديد بالمواجهة»؟ وان صح ذلك فما ذنبنا؟ ثم ما ذنب مناهجنا وهي موضوع المقال؟ ثم ماهو التطوير والتجديد الذي سيدفع عنا التهديد بالمواجهة؟ سادسا: قال الكاتب «كما ان حاجتنا للتطوير والتجديد ليس سعيا للأحسن والافضل فقط بل لدرء خطر قادم سوف يقودنا الى الأسوأ والمطلوب الاستعداد له بحيث لا نتراجع على الاقل». فأقول: لا ادري ما جوانب الخطورة القادمة التي يتضاءل عندها السعي للأحسن والافضل، ها نحن ولله الحمد نرى تعليمنا تتنوع اساليبه من حسن لاحسن وهاهي الوسائل المعينة والمساندة ترتقي للأفضل وهاهو التجديد في رفع قدرات الكفاءات الوطنية والعناية بالثقافة المهنية وتأصيل التربية الوطنية، ولكن لا يزال الخطر القادم، الا ان يكون الغزو الفكري غير واضح. اما الاختزال فهناك من العلوم الطبيعية ما يحتاج الى اختزال لغير فئة المتخصصين. سابعا: قال الكاتب «وماذا عن اتاحة الفرصة للمدارس الخاصة تطبق مناهجها واساليب تعليمها الخاصة بها، فالمدارس الخاصة تمثل اقل من 5% من اجمالي المدارس في المملكة وهي ملزمة بتطبيق المناهج الحكومية» فأقول: وما الذي يمنع هذه المدارس من تطبيق المناهج التي اقرتها السياسة العليا للتعليم؟ ولماذا نسعى لتدريس مناهج تختلف عن المناهج الحكومية في تلك المدارس؟ ان فتح الباب لتدريس اي منهج يقترحه اي مقترح امر خطير ولا سيما ونحن نرى سوء بعض المناهج والمراجع التي تدرس في بعض الكليات والتي يجتهد الدكتور او الاستاذ بمطالبة الطلاب او الطالبات بها، فكيف عندما يصبح الامر متروكا بالكلية لتلك المدارس لتدرس ما شاءت من مناهج ثم ان كان هناك مناهج يتطلب التقدم الحضاري والفرص الوظيفية ايجادها فَلِمَ لا تقترح ليستفيد منها جميع طلاب المدارس في بلادنا بدل استئثار طلاب المدارس الخاصة بها؟ ولتكن مساندة للمناهج التي تدرس في المدارس بنوعيها «حكومية واهلية خاصة». وكذلك الاساليب ما المانع ان تطبق اساليب تعليمية تواكب تقدم العلم وتنوع تقنيات التعليم وتقيم هذه الاساليب من قبل المشرفين التربويين والمشرفات التربويات في وزارة المعارف ورئاسة تعليم البنات لتعميمها على جميع المدارس مادامت لا تتعارض مع الاسس التعليمية والاحكام الشرعية في هذه البلاد المباركة. اما دعوى اتاحة الفرصة للمدارس الخاصة بتطبيق ما تريد من مناهج فتلك دعوى لايجاد ازدواجية في التعليم وتعارض في المناهج وبالتالي الاختلاف في الثقافة والافكار، ثم تطالب تلك المدارس بحرية الاختلاط واختيار الازياء ويصبح دور الجهات التعليمية في تلك المدارس دورا اشرافيا صوريا وفنيا غير ذي جدوى فيحدث في بلادنا ما قد حدث في بلاد عربية واسلامية افتتحت تلك المدارس لابناء الاغنياء وطلاب الوجاهة الاجتماعية فاختلفت المناهج وتعددت المفاهيم وتنوعت الولاءات وبرزت عادات وتقاليد وافدة تتعارض مع عقيدة المسلم واخلاقه. ثامنا: قال الكاتب «اما المدارس الاجنبية فلا يسمح للسعوديين بدخولها الا باذن خاص لماذا لا يترك لولي الامر القرار في ادخال ابنه فيما يراه هو لا غيره» فأقول: ان تلك المدارس فتحت لابناء الجاليات «وهذا هو المفترض» لأن مناهجها تختلف عن مناهج بلادنا بل وفيها ما يتعارض مع مناهجنا، بل انها من منذ زمن بعيد اقصد المدارس الاجنبية في العالم العربي اسست على غير نظام البلد الذي تفتتح فيه يقول عميد كلية اللغة العربية بجامعة الازهر د. سعد ظلام «ان المدارس الاجنبية نوع من الغزو الثقافي الخطير فهي تعمل على ايجاد شباب مغترب فاقد الانتماء لوطنه وعقيدته الى قوله .. إن الطالب لابد ان يدرس علومه باللغة العربية وفي مدرسة تنمي الشعور بالانتماء الى الدين والوطن والحضارة الاسلامية وهذا لا يتنافى مع تعلم اللغات الاجنبية لكن الخطر ان تحتل اللغة الاجنبية مكان اللغة العربية لان ذلك لا يؤثر بالسلب على اللغة العربية وحدها ولكن على مكونات الثقافة كلها فالعربية هي وعاء الثقافة الاسلامية واذا ضعفت صلة الطالب بها ضعفت صلته بالاسلام وقال د. مصطفى الشكعة عميد كلية الآداب في مصر سابقا «ان المدارس الاجنبية تضرب العقيدة في مقتل وتقتل الانتماء وتساهم في مسخ الشخصية فالطلاب الذين يتخرجون في هذه المدارس يكون ولاؤهم للدولة التي تتبعها المدرسة وتساهم تلك المدارس في تمييع الاخلاق والترويج لدعاوى الحرية الشخصية» ويقول محمد بدوي خبير سابق في المناهج بوزارة التربية والتعليم المصرية «ان الهدف الاساسي من وراء المدارس الاجنبية هو تقديم نموذج للحياة الغربية بحيث يعجب الطلبة المصريون بالحضارة والثقافة الاجنبيتين وينجذبون الى هذا النمط الاوروبي وبالتالي تنجح هذه المدارس في استقطاب الطبقة العليا ماديا واجتماعيا لتكون هذه الطبقة ركيزة ودعامة للدولة الاجنبية في مصر او البلاد العربية الاخرى» انتهى. الاقوال نقلا عن مجلة الاسرة العدد «59» ولا يخفى على مسلم عاقل ما اثمرته تلك المدارس في بلاد المسلمين فهل يستبشر بها او يطالب بها بعد ذلك من عرف خطورتها «انصح بقراءة عدد الاسرة المذكور وكتاب المدارس العالمية للشيخ بكر ابو زيد عضو اللجنة الدائمة للافتاء». تاسعا: مما سبق يتبين انها لا تضعف الوطنية فحسب بل تؤثر في طلابها عقديا وفكريا وثقافيا. وأما قول الكاتب «ان مقولة ان لنا خصوصية فخاطئة» فهذا غير صحيح لأن هناك دولا يجمعها الكفر «نصرانية او لا دينية او وثنية» ومع ذلك لكل منها خصوصية فهذه كندا تشكو غزو الثقافة الامريكية لشعبها فكيف لا يكون لنا خصوصية وبلادنا تختص بحكمها بالشريعة التي تجعل لتعليمها واعلامها وسياستها وغير ذلك خصوصية تنفرد بها عن غيرها. عاشرا: اما البعثات للخارج فلا شك ان لفئات من اصحابها اثرا سلبيا في المجتمع يزعم فيه الاصلاح ويطالب فيه بالانفتاح اللا منضبط والشواهد كثيرة. ختاما: هذا باختصار ما اردت توضيحه وارجو ان يتقبله الكاتب والله المستعان.