هل عرفت يا نفس لماذا أنت حائرة؟

يا نفس أين أنت؟ لماذا أنت صامتة وما الذي تريدينه؟ هل أنت تائهة أم حائرة أم شيء مجهول تحتاجينه ولكنك لم تعرفيه؟! يا نفس أن الإنسان هو الوحيد الذي يلازمك فإذا حزنت يحزن وإذا فرحت يفرح وإذا أمرت بشيء ما ليفعله فإنه يفعل.
يا نفس تعالي معي رافقيني إنني ذاهبة لرحلة تأمل وتفكّر في أبداع الخالق عز وجل. مارأيك «في عالم الفصول الأربعة وطبيعتها».
مارأيك في فصل الشتاء الغطاء الأبيض فصل مميز بأمطاره التي ترتوي منها جميع المخلوقات والتي تعبر عنه بالفرحة بالطريقة الخاصة به إن الامطار مرتبطة بالخير الذي يعم الأرض كما قال تعالى«{وّجّعّلًنّا مٌنّ پًمّاءٌ كٍلَّ شّيًءُ حّيَُ أّفّلا يٍؤًمٌنٍونّ (30)} [الأنبياء: 30] »الآية.
وما أجمل المنظر عندما يخرج الناس للتنزه برفقة الأطفال.. وإشعال الحطب للتدفئة، انظري يا نفس لتلك الصورة التي تضفي على الإنسان الفرحة والسرور. سبحان الخالق، وما رأيك بفصل الربيع الذي يزهو كأنه لوحة فنان، إنه إبداع الخالق عز وجل ذلك الفصل الذي يكون مليئا بالحيوية لجميع الخلائق يكسو أرضه الخضرة والنضارة ويزينه ألوان وأشكال الورود التي برائحتها الزكية تعطر المكان يجذبنا نحوه إلى درجة التعبير عن ذلك بالشعر أو برسم لوحة تشكيلية لوصف روعة الجمال الذي يسحرنا لون السماء والأرض والأشجار والورود والطيور المحلقة فوقنا سبحانه الذي أبدع في خلقه فالشكر لله كل الشكر وهذا يوجب علينا شكر الله على نعمه.
يا نفس إنك ترتاحين عندما ترين ذلك ويبهج نفسك ويجعلك سعيدة ما رأيك أن أدلك على ما كنت تريدينه وتحتاجينه. أنت يا نفس غافلة ولكن بعد هذه الرحلة التأملية انزاح الغطاء الذي فوقك وهو رجوعك لله عز وجل. إن ذكرك لله عز وجل دائماً هو سر السعادة الحقيقية والربيع الذي أسعدك قد يكون دائما وهو في الآخرة جنة النعيم. من منا لا يريده هناك أفعال يفعلها الانسان وهي بسيطة قد توصله لذلك النعيم الذي لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
يا نفس اجعلي غذاءك الروحي دائماً ذكر الله عز وجل وحمده وشكره على ما تفضَّل به علينا من نعم.. كوني دائماً مطمئنة بذكر لا إله إلا الله، يا نفس لا تكوني أمارة بالسوء وجهي ذلك الانسان للصواب والطريق الصحيح الذي ينوِّر دربه، ذكِّري الانسان بالموت والآخرة ودار البقاء.
إن الله لم يخلق شيئاً عبثاً، بل تذكرة لأولي الألباب فنحن والله محتاجون في حياتنا اليومية وقفات تذكرنا لما نغفل عنه.
فإن الدنيا زائلة لا محالة ولا يبقى سوى وجه ذي الجلال والإكرام.