قال الدكتور عبد الحكيم الطحاوي عميد معهد الدراسات والبحوث الآسيوية بالقاهرة إن موقف السعودية من الأحداث الجارية في مصر مشرف وواضح وليس بغريب على دولة شقيقة والتي طالما ساعدت مصر ووقفت إلى جوارها على مر التاريخ بداية من الملك المؤسس وإلى يومنا هذا. وثمن الدكتور الطحاوي في تصريح ل(الجزيرة)كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود وإعلانه دعم مصر ضد الإرهاب ورفضه لأي تدخل دولي في شئون مصر الداخلية. ووصف الطحاوي موقف المملكة بالتاريخي وأنه يأتي في وقت حرج تحتاج فيه مصر إلى مساندة كل الأشقاء العرب في حربها ضد الإرهاب. وأضاف الطحاوي أن السعودية دائماً تقف وتدعم مصر في وقت الشدة وعلى جميع الدول العربية أن تحذو حذوها قائلاً «إن موقف الملك عبد الله يعادل موقف الملك فيصل عام 1973 عندما انحازت المملكة شعباً وحكومة لمصر في حربها ضد إسرائيل». ومن جانبه نوه مصطفى بكري رئيس تحرير جريدة الأسبوع بكلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود والتي دعا فيها خادم الحرمين رجال مصر والأمتين العربية والإسلامية أن يقفوا في وجه من يحاول أن يزعزع دولة لها في تاريخ الأمة مكان الصدارة. وقال بكري في تصريح له أن الموقف السعودي ليس بموقف جديد على خادم الحرمين الشريفين والسعودية والتي أعلنت منذ اليوم الأول بنجاح ثورة 30 من يونيو ووقوفها ودعمها لثورة الشعب المصري وتأييدها للقيادة المصرية الجديدة ودعمها المادي والاقتصادي والسياسي في المجالات كافة. وأشار بكري أن كلمة الملك عبدالله أكدت على عدد من المعاني حيث اشتمل المعنى الأول أن المملكة العربية السعودية ترفض التدخل السافر في الشأن الداخلي المصري أو في شأن أي بلد، وهذا أمر مهم يجب التأكيد عليه في علاقات الدول بعضها ببعض. وأوضح بكري أن الأمر الثاني أن خادم الحرمين الشريفين حذر الأطراف كافة والتي تسعى إلى التدخل والتي تأجج الإرهاب بأنها ستكتوي يوماً ما بنار الإرهاب يوم لا ينفع الندم، وهذه رسالة واضحة للدول التي سعت وتسعى إلى معاقبة مصر وتسعى إلى التدخل السافر في شئون مصر وإلى دعم الإرهاب ودعم جماعات تمارس العنف في كل مكان بمصر بهدف إسقاط الدولة بسيادة الإرهاب. وأشار أن الأمر الثالث أن خادم الحرمين الشريفين يؤكد على تأييده وتأييد المملكة الكامل لمصر في موقفها رافضاً ما يجري على أرضها مؤكداً دعمه لسلطتها الشرعية وانحيازه للشعب المصري كلة وذلك يعطي مؤشراً على دور المملكة وثقلها الإقليمي والعربي والدولي، وأن المملكة مهمومة بالهم المصري ومتابعة لما يحدث في مصر. وقال البكري في ختام تصريحه أن موقف المملكة هو حجر الزاوية في الموقف العربي، وأن كل المصريين سعداء بموقف خادم الحرمين والذي يأتي في وقت بالغ الحساسية وبالغ الدقية وعندما يتخذ خادم الحرمين موقفاً بهذا الشكل لدعم مصر وشعبها فإننا نقول لخادم الحرمين إن الشعب المصري لن ينسى لك الموقف وأنك تؤكد بهذا الموقف على عروبيتك وعلى حبك للشعب المصري والذي يبادلك حباً بحب. وأشار البكري أن كلمة خادم الحرمين سيكون لها تأثير عربي وإقليمي ودولي في الأيام القادمة.
