أتاك الأهلي يختال!!

من القلب

المتعة والنشوة والطموح والأداء المدهش.. نثر شذاها إمبراطور الأندية السعودية عصر الخميس الماضي في ملز الرياض.. ففاح عبيرها مسكاً وعنبراً وشلالات فرح مغردة.. لوصول الإمبراطور للمركز الأول في الدوري عن جدارة واستحقاق.. رغم ان المشوار ما يزال طويلا على جميع المتنافسين على القمة.. مزاحما الزعيم والليث على تفردهما.. فبطولة الدوري لن تخرج عن هؤلاء الفرق الثلاثة مع كامل احترامنا لفارس الدهناء.
هذا الممتع المسمى ب(الأهلي) أمتعنا في فضاء الملز برشاقة أدائه وكأنه يبني قصائد المجد العائد.. فهو يقدم الدعوة لحياة راقية ونقية ودائمة ومبهجة.. وقوية أيضاً.. تتمثل في قول واحد لا غير هو (على قدر أهل العزم تأتي العزائم).
هناك ظاهرة لاحظتها في العقود الأربعة الأخيرة.. وهي تتعلق بقطبي جدة الأهلي والاتحاد.. فالفريق الذي يعلو كعبه على الآخر.. غالبا ما ينافس ويحقق البطولات.. بينما الفريق الآخر يدخل في دوامة مشاكل حقيقية.. إحداها ضرورة تغيير جلد الفريق والإعداد لجيل جديد.. وصراعات شرفية طاحنة.. فهل يستمر هذا التداول على البروز وتحقيق البطولات على حساب الآخر في عصر الاحتراف؟!!.. أم إنها حقبة الأهلي؟!! أجزم يقينا أنه دهر الأهلي.
النصر من جهته كان متماسكا خلال الشوط الأول وذلك راجع لفوزه في مباراتين على فريقين احدهما من متذيلي سلم الدوري مما انعكس على أداء لاعبي النصر إيجابيا.. فقدموا كل ما يملكون في الشوط الأول.. وليواجهوا إعصاراً مدمراً في الشوط الثاني لم يستطيعوا مقاومته.. فانهار الفريق الأصفر تماما.. رغم الادعاءات النصراوية المملة عن التحكيم وثقافة المؤامرة.
أخيرا نبارك لكل أهلاوي.. ولكل محب لمتعة كرة القدم على هذا الإمتاع متوجاً بالانضباط التكتيكي.. لتنبعث الغبطة والراحة والمتعة في نفوس جماهيره العريضة التي تحملت الكثير في فترات حالكة السواد.. بددها حصوله على كأس خادم الحرمين الشريفين للموسم الماضي.. والمستويات الخرافية التي تعزفها فرقة الرعب في بطولة الدوري الحالية.. مما أعطى نكهة جميلة لدوري زين الحالي.. وعودة الأهلي إلى موقعه الطبيعي هو بلا شك من مصلحة الكرة السعودية.. والله الموفق.
تعلموا من لاعبي يوفنتوس!!
سبق وأن تطرقت كثيرا إلى الاحتراف الحقيقي لدى اللاعب الأوروبي.. وأوضحت بأنه غير المطبق لدى لاعبينا.. فالمحترف الأوروبي يخرج من المباراة المنتهية وكل تركيزه على التمرين القادم.. فأداؤهم في المباريات والتمارين متساوٍ.. فاللاعب الذي يقصّر في التمرين.. يجد غيره وقد احتل موقعه.. فتقييم اللاعبين يتم من خلال أدائهم في المباريات وأدائهم أيضا في التمارين.. وكذلك في المباريات الودية والاحتفالية.. كما فعل لاعبو يوفنتوس في اعتزال الظاهرة الدعيع أمام مختلط الأندية عند بدء المباراة.. ثم أمام رديف الهلال.. حيث لعبوا بكل جدية.. ودون توان على الإطلاق حتى الدقيقة التسعين من زمن المباراة.. فهل يعي لاعبونا هذا الأمر المهم؟.. أم يستمرون ويستمرئون جني ملايين الأندية دون وجه حق.. ودون جهود حقيقية من قبلهم؟!!.. وأيضا دون رغبة في تطوير الذات؟!.. الجواب لدى مسؤولي أنديتنا قبل لاعبيها المبجلين.
نبضات!!
• وضح الفارق الهائل في التكوين البدني بين اللاعبين الأوروبيين ولاعبينا في مباراة اعتزال حارس القرن محمد الدعيع.. فلذلك تتفوق الفرق والمنتخبات الأفريقية على الفرق والمنتخبات الآسيوية بكل يسر وسهوله.. وبالتالي تتفوق الفرق والمنتخبات الأوروبية على الفرق والمنتخبات الأفريقية.. فلكل قارة تكوينها الجسماني.. والفكري والثقافي.. والله المستعان!!
• عدم تهيئة الفريق الهلالي فنيا قبيل مباراة فريق يوفنتس كان واضحا.. وكان العمل الفني للفريق عشوائيا وبدائيا منذ بدء المباراة إلى نهايتها.. لذا كانت النتيجة سبعة أهداف.. يتحملها بلا شك الجهاز الفني بقيادة الألماني دول الذي انكشف للجميع عدا الكابتن سامي الجابر - هداه الله-.. ثم ما المشكلة لو قدمت مباراة الشباب والهلال إلى يوم الثلاثاء ليلعب الهلال مرتاحا أمام اليوفي مساء الخميس؟!.. أم أن هناك أندية وطن تسهل لها كل العقبات لتظهر بالمظهر اللائق.. وأخرى أندية أوطان أخرى توضع عراقيل تلو العراقيل في مسيرتها؟!!
• المذيع في القناة الرياضية ماذا يريد من الهلال تحديدا؟.. فقد سمعت انه بارك آراء غوغائية لسبب كرهه الشديد للهلال عقب مباراة الهلال والاتحاد الدورية.. وشاهدت ابتسامته الصفراء المقززة بعد مباراة اعتزال الكابتن محمد الدعيع وكأني به يشمت.. فماذا يريد هذا الذي يصف نفسه ب(الصغير) من الهلال؟!!.. وهل أصبحت القناة (تكية) لرجيع قنواتart؟!.. ثم السؤال الذي يحيرني ويتداول كثيرا هذه الأيام في كل الأوساط هو: هل يشاهدون مهازل القنوات الرياضية؟!! أم أن الأمر خارج عن السيطرة والانضباط المهني؟!! هل يوجد في قنوات حكومية رسمية برامج (دردشة) و(كلام فارغ) تستمر حتى ساعات صباح اليوم التالي غير قنواتنا؟!! ألا يعلمون أنهم يهدرون أوقات شباب الوطن ويعودونهم على السهر والتغيب عن الدراسة في اليوم التالي لأن أكثر متابعيهم من الطلاب والتلاميذ؟!! الحقيقة لي رجعة مفصلة عن مهازل هذه القنوات التي تحارب بكل ما أوتيت من غل وحقد وأحقاد قهرية ناد أغلب الشعب السعودي يعشقه من أجل غل شخصي أفرز هذا الاستهداف الواضح والرخيص لناد سعودي دون وجه حق!!
• المعلق الرائع الدكتور نبيل نقشبندي علق على مباراتي الهلال والشباب والأهلي والنصر.. وكان نجما رائعا في كلتي المباراتين.. وهو قدوة صالحة لمعلقي الصياح والصراخ والانحياز ليقتدوا به.. برافو نقشبندي!!
• يقال: إن لجنة الانضباط كانت مشغولة بتتبع سلوكيات بعثة اليوفونتس خلال الأسبوع الماضي.. لذلك لم تسمع أو ترى التعليق الذي اتهم حكم مباراة عصر الخميس بالتواطؤ مع طرف دون الآخر جهارا نهارا!!
نبضة: قال تعالى: {وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ}.