الدمام - عيسى الخاطر - ناصر بن فهد يعتبر مركز الأميرة جواهر لمشاعل الخير بالدمام، إحدى ثمار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية وهو أحد مشاريع جمعية البر بالمنطقة الشرقية التي ترمي إلى تحقيق التنمية الاجتماعية والذي يسعى إلى تعزيز دور المرأة في عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمملكة حيث جمع المركز بين العمل الخيري والتدريب بكل ما يخدم المرأة. ولحاجة سوق العمل لكفاءات مدربة في العديد من المجالات وحاجة السوق المحليِّ لإنتاج بعض السلع المطلوبة فقد اضطَّلَعًتْ جمعية الِبرِّ بالمنطقة الشرقية بهذا الدور لتحويل جميع الأيدي القادرة على العمل من مستهلكة وطالبة للمساعدة إلى منتجة وفاعلة في المجتمعِ ولا يقتصر تقديم هذه الخدمات الاجتماعية على المحتاجين من المستفيدين من الجمعيات الخيريةِ بالمنطقة الشرقية بِل شملت كافة أفراد وشرائح المجتمعِ من خلال التدريب والتأهيل على العديد من مجالات العمل المختلفة المطلوبة بِهدف تحسين جودة أداء السواعد العاملة وصقلِها بالمهارات المختلفة في عدة نواحي, وعلى جميع الأصعدة. وحظي مركز الأميرة جواهر لمشاعل الخير بزيارة النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، للمركز حيث أشاد بخططه وأهدافه الإنسانية المتمثلة في «إيواء وتأهيل وتدريب وتوظيف فتيات الأسر المحتاجة، ورفع المستوى المعيشي، وزيادة فرص العمل المتاحة للعنصر النسائي في المنطقة الشرقية». وقد جاءت فكرة إنشاء مركز الأميرة جواهر لمشاعل الخير من أجل إيجاد بيئة مناسبة للنهوض بالمرأة والفتاة اقتصاديا ومهنيا والتغلب على ظاهرة البطالة والانتقال من مرحلة طلب العون إلى العمل والإنتاج. ومن أهم أهداف المركز تأهيل وتدريب وتوظيف الفتيات والنساء لرفع المستوى المعيشي لهن ولأسرهن وزيادة فرص العمل المتاحة للعنصر النسائي بالمنطقة الشرقية وإشراك المرأة في عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية وتعزيز دور القطاع الخاص في تفعيل الشراكة الاجتماعية. ويحظى المركز وأنشطته وبرامجه بمباركة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية رئيس مجلس إدارة جمعية البر بالمنطقة الشرقية ومن سمو نائبه صاحب السمو الأمير جلوي بن مساعد بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة الشرقية نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية. وبمتابعة حثيثة من صاحبة السمو الملكي الأميرة جواهر بنت نايف بن عبدالعزيز آل سعود رئيسة اللجنة النسائية بالمركز والتي أولته جل اهتمامها من خلال الوقوف على ما يقوم به من أعمال تعتبر مكسب لفتيات المنطقة وأثبت جدواه في تحقيق الهدف المنشود والذي من أجله أنشئ. وقد أنشأ مركز الأميرة جواهر لمشاعل الخير وهو أحد مشاريع جمعية البر بالمنطقة الشرقية بموافقة كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود عام 1416ه يعمل المركز تحت مظلة الجمعية المسجلة في وزارة الشؤون الاجتماعية، وتم تشغيل المركز فعلياً عام 1427ه وقد افتتح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود المركز عام 1429ه. وتتلخص أهم خدمات المركز في تحويل المساعدة إلى خدمة اجتماعية: من خلال التدريب والتأهيل وتقديم المنح المجانية للمستفيدات من خدمات الجمعيات الخيرية بالمنطقة الشرقية بحسب الرغبات والميول، والتسويق المنتجات الناتجة عن التدريب، وكذلك محاكاة سوق العمل والسوق المحلي، وتوفير الفرص الوظيفية المناسبة لطالبات العمل، بالإضافة إلى تمويل المشاريع الصغيرة. صندوق الأسر المنتجة من أهم المشاريع التنموية للمركز يقدم الصندوق بالتعاون مع شركاء إستراتيجيين التمويل للأسر التي تم تدريبها على بعض الحرف المصنعية واليدوية من خلال دعم المشاريع الصغيرة في مجالات (التفصيل والخياطة, التجميل, إنتاج السدو والخوص, إنتاج الوبريات, الأعمال الفنية والخشبية, إنتاج الجلود, والتصميم, التغذية والطهي, الحاسب الآلي وغيرها مما يستجد من برامج تخدم سوق العمل). مركز خدمة سيدات الأعمال ويقدم المركز خدمات متعددة لسيدات الأعمال الناشئات من جميع شرائح المجتمع بتسويق منتجاتهن وخدماتهن بتعدد واختلاف أنواعها. برنامج التوظيف يتم تحويل جميع طالبات العمل المستفيدات من جمعية البر إلى برنامج التوظيف بمركز الأميرة جواهر لمشاعل الخير وهنا تحظى كل متقدمة بعناية خاصة كل بحسب تخصصها وذلك من خلال عقد اتفاقيات مع القطاعين العام والخاص والغرفة التجارية لصناعية بالمنطقة الشرقية بهدف توفير فرص وظيفية مناسبة للمتقدمات وبعد ذلك يتم تحويل الحالات المستفيدة من الجمعية إلى صندوق الأميرة نوف بنت محمد لدعم المرأة العاملة التابع للمركز بحيث يدعم الصندوق راتبها بآلية معينة بحسب الرواتب المعمول بها في سوق العمل بشرط ألا يقل عن ألف وخمسمائة ريال للوظائف المهنية مع تقديم المتابعة المستمرة والتوعية والتثقيف للمرأة العاملة. الجدير بالذكر أن المركز منذ تشغيله قبل عامين وفر إلى الآن أكثر من ثلاثمائة فرصة عمل مختلفة. برنامج سدو مشروع حرفي يدعم النساء الحرفيات بعد تدريبهن على هذه المهنة للمحافظة على الموروث الشعبي وإحياء تراث المملكة العربية السعودية وتشارك الحرفيات في المهرجانات والمناسبات المختلفة داخل المملكة وخارجها من خلال إنتاجهن. توطين وسعودة المهن النسائية تنسجم أهداف المركز مع سياسة المملكة العربية السعودية في توطين وسعودة المهن النسائية مع توفير فرص وظيفية مناسبة في عدة مجالات على سبيل المثال لا الحصر (درة الضيافة, التفصيل والخياطة, الإنتاج المصنعي, التغذية والطهي, إنتاج السدو والخوص والتراثيات). مصنع إنتاج الزي الموحد يعتبر مصنع إنتاج الزي الموحد الفريد من نوعه في المملكة العربية السعودية باعتباره شامل لكل ما تحتاجه المصانع في العالم من قص وجودة وتشطيب وخياطة وتغليف وتوزيع ويعمل في المصنع حاليا أكثر من خمسين منتجة براتب شهري ونسبة على الإنتاج وجميعهن من الأسر المحتاجة. معهد مشاعل الخير العالي للتدريب النسائي تحتضن الأكاديمية بين جنباتها أكثر من أربعة عشر برنامجاً تدريبياً وتأهيلياً بالإضافة إلى الدورات ووش العمل التطويرية التي تستهدف جميع شرائح المجتمع مع توفير السكن للملتحقات من خارج مدينتي الدمام والخبر، ومن البرامج التي ينفذها المركز: التدريب المصنعي، التفصيل والخياطة، التغذية والطهي، التجميل الشامل للبشرة والشعر، الحاسب الآلي، اللغة الإنجليزية، الحرف اليدوية (السدو، الخوص، التراثيات) درة الضيافة، التصوير الفوتوغرافي، رياض الأطفال، الأعمال الفنية، الفن التشكيلي، نظم المعلومات الجغرافية GIS، التصميم الهندسي. وللمركز برامج تطويرية في التنمية البشرية وتطوير الذات منها: «دورة فن الاستقبال، دورة امرأة قوية وشابة من الطبيعة، دورة الإسعافات الأولية، دورة فن الاتكيت» برنامج الأميرة جواهر بنت نايف لرعاية المسنات بالمنطقة الشرقية ويستهدف فئة كبار السن من المستفيدات من جمعية البر ودار المسنين بالمنطقة الشرقية. وبلغ عددهن (200) مسنة، ومن الخدمات التي يقدما لهن ولأسرهن مساعدات مادية وعينية، دعم معنوي ونفسي من خلال الدورات والمحاضرات ووسائل التوعية المختلفة (معارض توعية) لأسرهن بشكل خاص وللمجتمع بشكل عام، برامج ترفيهية متنوعة (حفلات أعياد، فطور جماعي، لقاءات تعارف)... صندوق الأميرة نوف بنت محمد لدعم المرأة العاملة يدعم صندوق الأميرة نوف بنت محمد العاملات مسبقاً دون تدريب في وظائف متنوعة بالتعاون مع جهات العمل في القطاع الخاص برفع الرواتب إلى الحد المعمول به في سوق العمل بدءاً بالوظائف المهنية والحرفية وصولاً إلى الوظائف الإدارية وغير الإدارية (1500ريال الحد الأدنى - 2500 الحد الأعلى) وأضافتها إلى إعانتهن الشهرية من الجمعية لمدة ثلاث سنوات بالتدرج (75%، 50%، 25%) مع دراسة كيفية تطوير المهارات الوظيفية كل حالة على حدة (حاجة إلى دورات تدريبية أو إشغالها بوظيفة أفضل بسوق العمل) والتي تعتبر من ضروب التكافل والتراحم الاجتماعي، وكفالة يد عاملة عدد (10) سيدات بمهن متنوعة لمدة ثلاث سنوات، وعدد الأيدي العاملة التي تمت كفالتها من خلال الصندوق (13) امرأة عاملة. وأيضا إقامة الأنشطة التوعوية والتثقيفية في مقر المركز حول أهمية دور المرأة العاملة (بصفة خاصة الفئة المحتاجه)في بناء نفسها ومجتمعها وعمل لقاءات بين جهات العمل وطالبات العمل بمشاركة صندوق تنمية الموارد البشرية، عقد الندوات والمحاضرات ذات الصلة لتوعية المستفيدة والمجتمع على حد سواء بأهمية العمل في رفع شأن الإنسان وحفظ كرامته،وهي من أهم خطوات القضاء على المشاكل المادية لدى الفتاة المحتاجة. إنجازات المركز تمكن المركز من خلال مرحلة التشغيل التجريبي من تحقيق عدد من المنجزات من أهمها: المشاركة في ما يقارب (20) معرضا ومناسبة في كل من أرامكو السعودية والغرفة التجارية وقاعة سيف ومعارض الظهران الدولية وملتقى السعادة الخيري بمملكة البحرين وكلية الآداب بالدمام وكلية الأمير سلطان للعلوم والتقنية ولقاءات العضوية التابعة لجمعية البر بالمنطقة الشرقية. كما تم إنتاج عينات الزي الموحد لرياض الأطفال وهيئات التمريض لمستشفى سعد والمستشفى السعودي الألماني بغرض اعتماد المركز ممولا للزى المو حد الخاص بهذه الجهات التعاون مع قاعة الأندلس لعمل تلبيسات كراسي الضيافة. والاستمرار في إنتاج المريول المدرسي لجميع المراحل الدراسية وسيتم توزيعها العام المقبل عن طريق الجهات الخيرية لسد احتياج الأسر التابعة لها. ينظم المركز دورات تثقيفية وتربوية ودينية للطالبات كل يوم سبت لفترة ساعة ونصف. كما تم تخريج أربع دفعات وابتداء الدفعة الخامسة من ورشتي التفصيل والخياطة والتدريب الصناعي، وتسليم الخريجات مكائن خياطة وتطريز وتدريبهن على طريقة استخدامها، وكذلك إضافة فن الكروشية والنفاش وصباغة الأقمشة والرسم على الحرير كما بلغ عدد خريجات المركز إلى الآن أكثر من (100) خريجة. تطلعات مستقبلية من المؤمل أن يشكل هذا المركز نواة لأنشطة اجتماعية ومهنية نسائية وأن يفتح آفاقا جديدة لنساء المنطقة في سائر المجالات ويكون حافزا للمزيد من المشاركة في هذه الأنشطة من قبل أعداد أكبر منهن إضافة إلى الدور الهام المنتظر في تزويد فتيات الأسر المستفيدة من خدمات الجمعيات الخيرية بالمنطقة بالمهارات والخبرات العلمية في مختلف المهن المناسبة للمرأة، مما يمكنهن من الاعتماد على أنفسهن وإعالة أسرهن تحقيقا للتنمية الاجتماعية المنشودة لهذه الأسر، كما يؤمل أن يكون للمركز دور تنموي هام ضمن الدور الذي تتولاه مؤسسات العمل الخيري والاجتماعي في المملكة والذي يجيء مكملا للدور الذي تؤديه الدولة بمؤسساتها المختلفة لتنمية نساء هذا الوطن.
