شهدت بعض العواصم العربية أمس تحركات سريعة للبحث في نتائج جولة وزير الخارجية الأمريكي كولن باول في منطقة الشرق الأوسط ازاء عملية السلام والوضع في الأراضي المحتلة والموقف من العراق، والبحث في أرضية مشتركة بين القادة العرب قبيل انعقاد القمة العربية في عمان 27 مارس الجاري. وبدأ الرئيس المصري حسني مبارك والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في اجراء مباحثات منفصلة مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في القصر الملكي في عمان فور وصول الأول صباح أمس الى العاصمة الأردنية ، فيما جرت المباحثات الفلسطينية الأردنية مساء أمس. وأفادت المصادر الرسمية الأردنية ان العاهل الأردني اصطحب ضيفه المصري من المطار لبدء جلسة مباحثات تخللها غداء عمل عاد بعده الرئيس المصري الى القاهرة. ووفقا لوكالة الأنباء الفرنسية فان المصادر الرسمية الأردنية أكدت ان المباحثات بين القاهرةوعمان جاءت في اطار التنسيق بين البلدين والتمهيد للقمة المقررة الشهر الجاري ونتائج جولة الوزير الأمريكي للمنطقة التي طلب خلالها القادة العرب مساعدة واشنطن على احتواء نظام الرئيس العراقي صدام حسين و«الخطر» الذي يمثله لدول المنطقة. وكان العاهل الأردني قد شدد على ضرورة رفع الحصار عن العراق وانهاء معاناة شعبه واحترام سيادته على أراضيه ووحدتها فيما اعتبر الرئيس المصري حسني مبارك ان صدام حسين «لا يمثل تهديدا للعالم» وان العراق لا يملك أسلحة متطورة عابرة للقارات. وسعت الادارة الأمريكية الجديدة خلال زيارة وزير خارجيتها للمنطقة لحشد تأييد عربي لصيغة معدلة للعقوبات المفروضة على العراق فيما طالبت بعض العواصم العربية واشنطن توضيح الصورة التي ستكون عليها هذه العقوبات وبشكل كاف قبل انعقاد القمة العربية في عمان خاصة بعد اتساع نطاق التعاطف الشعبي العربي مع العراق بسبب الضربات العسكرية الأخيرة على العراق وممارسة اسرائيل هجماتها العسكرية الشرسة على المدنيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.وكانت مصادر مسؤولة في الديوان الملكي الأردني أعلنت عن مباحثات أردنية فلسطينية مماثلة جرت مساء أمس في عمان فور وصول الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات للأردن تناولت آخر التطورات على الساحة الفلسطينية. ويسعى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لضرورة مساندة الزعماء العرب خلال قمتهم المقبلة والخروج برسالة تحذيرية قوية الى اسرائيل بعد وصول اليهودي المتطرف أرييل شارون الى سدة الحكم خصوصا من عواقب تخليه عن مبدأ الأرض مقابل السلام واستئناف المفاوضات من حيث توقفت والالتزام الكامل بقرارات الشرعية الدولية.وكانت اسرائيل قد أثارت موجة جديدة من أعمال العنف في الأراضي المحتلة وقتلت ما لا يقل عن 333 فلسطينيا و13 من عرب اسرائيل اثر زيارة شارون للحرم القدسي الشريف. وأعلن أمس في اسرائيل عن مضي رئيس الوزراء المنتخب أرييل شارون في خططه لتشكيل حكومة ائتلاف وطني ذات قاعدة عريضة بعد ان صوت حزب العمل الذي يمثل تيار الوسط لصالح المشاركة في الحكومة الجديدة. وتعرضت اسرائيل لانتقادات صريحة من الولاياتالمتحدة لاستخدامها القوة المفرطة في التعامل مع الانتفاضة الفلسطينية منذ خمسة اشهر وذلك بعد مراجعة الخارجية الأمريكية لسجلات حقوق الانسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ورغم المناقشات الحامية التي خيمت على تصويت اللجنة المركزية لحزب العمل بشأن انضمامه لحكومة شارون وانضمام احزاب اخرى دينية وعينية متشددة الا ان شيمون بيريز رئيس الوزراء الأسبق أبدى تفاؤلا بشأن ان يعمل الائتلاف الحكومي الجديد على تحقيق السلام والأمن لكن بعضا من حزب العمل البارزين انتقدوا هذا التحالف.الى ذلك أفاد مصدر أمني اسرائيلي أمس الثلاثاء أن قوات الأمن اعتقلت هشام البرغوتي شقيق مروان البرغوتي زعيم حركة فتح الفلسطينية في الضفة الغربية، عند معبر للحدود مع الأردن بعد أن عثر معه على معدات مراقبة ليلية.وفي القاهرة كشف الدكتور عصمت عبدالمجيد الأمين العام لجامعة الدول العربية عن تحركات عربية ودولية لعقد اجتماع استثنائي للدول الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949م يبحث في الانتهاكات الاسرائيلية المتواصلة وجرائم الحرب التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، وتوفير حماية دولية له في أراضيه المحتلة.وقال عبدالمجيد الذي كان يتحدث للصحفيين أمس أنه عرض أبعاد التحرك على السفراء مندوبي الدول العربية لدى الجامعة، مؤكدا أن الجامعة تلقت خطابا من سويسرا دولة المقر من خلال سفيرها بالقاهرة، بموافقة 60 دولة حتى الآن لحضور الاجتماع الاستثنائي.