صحيح أن لعبة المصارعة تعود إلى قديم الزمان مع ارتباطها بوجود الإنسان وسعيه للبقاء والدفاع عن النفس من أي خطر قد يدهمه في العراء، لكن هذه الرياضة ومع تقدم الزمن تحولت إلى محط الأنظار، ليس في ما يتعلق بكونها رياضة فقط، بل تعدى ذلك إلى استحواذها على معجبين من كل الأعمار، الذين يتهاتفون على المباريات الخاصة بمصارعة المحترفين التي تشهد الكثير من التمثيل. لكن المصارعة تبقى رياضة تنافسية معتمدة، وهي انتزعت الحق بالاستمرار بالمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية المقررة في اليابان عام 2020 بحصولها على 49 من 95 صوتاً، متفوقة على البيسبول والإسكواش من أصوات أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية، علماً بأن المصارعة كانت مدرجة على جدول الرياضات الأولمبية، منذ بداية الألعاب الأولمبية الحديثة باستثناء دورة 1900. وتتنوع المصارعة بين «الحرة» و«الرومانية» التي يُمنع فيها نهائياً مسك المصارع المنافس من تحت حزام الوسط، وكذلك من استخدام الأرجل. ومما لا شك فيه أن القارة الآسيوية تعتبر رائدة على صعيد المصارعة، وهو ما أثبتته دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة التي أقيمت في لندن عام 2012، حين حصدت القارة الصفراء 9 ميداليات ذهبية من أصل 18 معتمدة في الدورة. وعلى رغم الحسرة التي تعتري رئيس الاتحاد الآسيوي للعبة الكوري الجنوبي كيم شانغ كيو، بسبب تراجع اللعبة على مستوى الجماهيرية في العالم، لكنه يبقى مصراً أن «المصارعة» ستبقى على رغم كل المعوقات والعراقيل التي تحد من انتشارها. ويقول كيو الذي حضر في الدوحة على هامش بطولة آسيا للعبة أن الآمال معقودة بقوة على الرباعين الآسيويين، لتحقيق نتائج جيدة في دورة الألعاب الأولمبية المقبلة في ريو دي جانيرو العام المقبل. ويضيف في حديث لوكالة «فرانس برس»: «المشاركة هذا العام في قطر اكتسبت رمزية مهمة، خصوصاً أنها شهدت مشاركة عدد قياسي وصل إلى 27 دولة، وهذا أمر ممتاز قياساً بالمشاركات السابقة». ويؤكد كيو أن الاتحاد الآسيوي يضم في جمعيته العمومية 37 دولة، وهو ما يضاعف العمل لتوفير المطلوب وتحقيق الانتشار اللازم على مستوى القارة الصفراء. ويقول كيم إن انضمام البحرين يشكل تطوراً كبيراً للعبة في منطقة الخليج، خصوصاً أن معظم الدول الخليجية غير موجودة في عضوية الاتحاد الآسيوي، لافتاً إلى أن الوقت حان لانضمام كل الدول في الاتحاد الآسيوي، لافتاً إلى أن المصارعة في منطقة الخليج تشهد قفزة كبيرة، خصوصاً في قطر، إضافة إلى العراق، منوهاً أيضاً بالتطور الكبير في الأردن وفلسطين. ويلفت كيو إلى أن بطولة العالم المقبلة في لاس فيغاس ستقام في أيلول (سبتمبر) المقبل، وهي خطوة من الخطوات للتأهل إلى الأولمبياد، لافتاً إلى أنه يتوقع أن تحافظ آسيا على حضورها، لكنه لم ينف في الوقت نفسه إمكان تفوق الرباعين الأوروبيين على خلفية المؤشرات التي ظهرت في المواسم السابقة.