اتهمت الحكومة البلغارية وبرنامج الأغدية العالمي أمس متمردي «الحركة الشعبية – الشمال» في ولاية جنوب كردفان المضطربة المتاخمة لدولة جنوب السودان باحتجاز 6 بلغاريين متعاقدين مع البرنامج منذ 3 أيام، بينما أكد المتمردون أن البلغاريين بصحة جيدة وسيُطلقون ولا يرغبون في استمرار احتجازهم. وأعلنت الخارجية البلغارية في بيان، أن المروحية التابعة لشركة «هيلي» تحركت من رومبيك في جنوب السودان الإثنين الماضي متجهةً إلى الخرطوم لإجراء مراجعة، عندما اضطرت للهبوط لسبب مجهول في ولاية جنوب كردفان. وذكرت أن أفراد الطاقم ال3 إضافة إلى 3 موظفين، وجميعهم بلغاريون، محتجَزون ويعملون لحساب الإدارة الجوية الإنسانية للأمم المتحدة التي تؤمن دعماً لوجستياً لبرنامج الغذاء العالمي ومنظمات غير حكومية. وقال الناطق باسم برنامج الأغذية العالمي في روما جين هاورد: «نعمل من أجل الإفراج عنهم، ووفق علمنا هم في حالة جيدة. لدينا أمل بالإفراج عنهم بسرعة». وقال مسؤول في «الحركة الشعبية» إنهم أجبروا المروحية على الهبوط قسرياً في منطقة تابعة لسيطرتهم، بعد أن شكوا بأنها تابعة للجيش السوداني. وأكد ل «الحياة» أن اتصالات تجري بينهم وبين الأممالمتحدة للإفراج عن طاقم الطائرة الموجود في منطقة يسيطرون عليها، مشيراً إلى أنهم بصحة جيدة. من جهة أخرى، تراجعت الخرطوم عن تهديدها بملاحقة زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي عبر الشرطة الدولية «الإنتربول» لتحالفه مع متمردي «الجبهة الثورية»، وتعهد نائب الرئيس السوداني حسبو محمد عبد الرحمن، بعدم توقيف المهدي حال عودته إلى البلاد، مؤكداً أن «الحزب الحاكم يدعم ويساند أي مبادرة تعيد المهدي إلى ممارسة نشاطه انطلاقاً من وطنه». وذكر عبد الرحمن في مؤتمر صحافي، أن الحكومة ترغب في الإتيان بكل حاملي السلاح للمشاركة في حوار وطني في الخرطوم. وأضاف: «من باب أولى أن نأتي بالمهدي الذي لا يحمل سلاحاً». ونفى نائب الرئيس بشدة أي اتجاه لتأجيل الانتخابات البرلمانية والرئاسية. على صعيد آخر، اعترف القائم بالأعمال الأميركي في الخرطوم جيمي لاينر بوجود توتر في علاقات بلاده مع السودان، راهناً رفع العقوبات الأميركية عنه بوقف الحرب في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق. وأعلن لاينر خلال لقاء مع قيادات دينية وشعبية في شرق العاصمة السودانية دعم واشنطن حواراً وطنياً شاملاً وجاداً وشفافاً، يستند إلى السلام والحرية السياسية والتخفيف من حدة الفقر. وفي سياق آخر، وصل إلى الخرطوم امس، الرئيس التشادي إدريس ديبي في زيارة تستغرق يومين، وأجرى محادثات مع البشير تركز على تطورات الأوضاع في دارفور، وتوسع نشاط حركة بوكو حرام النيجرية المتشددة ووصولها إلى الحدود بين تشاد ونيجريا والكاميرون، ما دفع ديبي إلى إرسال قوات إلى هناك لمحاربتها.