واصلت الليرة التركية تراجعها أمام الدولار واليورو أمس متأثرة بتأكيد تشديد السياسة النقدية الأميركية، على رغم معدلات الفائدة المرتفعة التي قررها مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي. وبلغ سعر الدولار في تركيا 2,2920 ليرة تركية، واليورو 3,1175 ليرة، في تراجع طفيف عن السعر المسجل قبل إعلان «المركزي» الأميركي ليل أول من أمس، عن خفض طفيف للتيسير النقدي، في قرار يمكن أن يؤدي إلى سحب مزيد من رؤوس الأموال من الدول الناشئة مثل تركيا. وكان «المركزي» التركي نجح أول من أمس في وقف تدهور الليرة التركية، موقتاً على الأقل، عبر رفع كبير لمعدلات الفائدة، على رغم معارضة الحكومة هذا الإجراء، ما عزز سعر صرف الليرة التركية إلى حوالى 2,20 ليرة للدولار وثلاث ليرات لليورو. ولكن هذا الانخفاض تباطأ تدريجاً ليبلغ سعر الليرة 2,25 للدولار و3,07 لليورو. وأشار رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى أنه اخذ علماً بقرار زيادة معدلات الفائدة. وقال في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام التركية: «سننتظر بعض الوقت بنية حسنة لنرى نتائج هذا القرار، وإذا تبين أن لا أثر له فلدينا خطط أخرى، وقد نستطيع إعلان شيء ما خلال الأسابيع المقبلة (...) ونأمل في أن يكون ذلك خارج المألوف». إلى ذلك تعرضت العملات المرتفعة العائد أمس، مثل الدولارين الأسترالي والنيوزيلندي، لضغوط أمام الدولار والين اللذين يعتبران ملاذاً آمناً، مع تأثر ثقة المستثمرين بعمليات البيع في أصول الأسواق الناشئة. وانخفضت المعنويات بدرجة أكبر بعد تراجع مؤشر القطاع الصناعي الصيني إلى أدنى مستوى في ستة أشهر هذا الشهر، ما أعطى المضاربين مبرراً جديداً لاستهداف الأصول العالية الأخطار مثل الأسهم والإقبال على السندات الأميركية والألمانية. وارتفع مؤشر الدولار 0.35 في المئة إلى 80.782، بينما ارتفع الين أمام اليورو والدولارين الأسترالي والنيوزيلندي. وصعد الدولار إلى 102.40 ين، ويُرجح أن يحقق مزيداً من المكاسب إذا جاءت بيانات النمو الأميركي التي كان منتظراً صدورها في وقت لاحق أمس، أفضل من التوقعات. وتراجع الدولار الأسترالي 0.1 في المئة إلى 0.8725 دولار، ونزل الدولار النيوزيلندي 0.8 في المئة إلى 0.8155 دولار. وتراجع اليورو 0.4 في المئة إلى 1.3620 دولار مع تأهب المستثمرين لبيانات التضخم الألماني في وقت لاحق أمس، والتي كان متوقعاً أن تكون ضعيفة، ما سيثير مسألة ما إذا كان على البنك المركزي الأوروبي تيسير السياسة النقدية بدرجة أكبر لدرء ضغوط انكماش الأسعار. وتحدد سعر الذهب في جلسة القطع الصباحية في لندن أمس عند 1254 دولاراً للأونصة، انخفاضاً من 1264 دولاراً في الجلسة السابقة، في حين سجل عند الإغلاق السابق في نيويورك 1267.79 دولار.
