تدشين فعاليات أسبوع البيئة بالقصيم    رئيس مجلس الوزراء العراقي يصل الرياض    آل حيدر: الخليج سيقدم كل شيء أمام النصر في الكأس    إلزام موظفي الحكومة بالزي الوطني    "واحة الإعلام".. ابتكار لتغطية المناسبات الكبرى    أمطار تؤدي لجريان السيول بعدد من المناطق    لرفع الوعي المجتمعي.. تدشين «أسبوع البيئة» اليوم    492 ألف برميل وفورات كفاءة الطاقة    الرياض.. عاصمة القمم ومَجْمَع الدبلوماسية العالمية    «هندوراس»: إعفاء المواطنين السعوديين من تأشيرة الدخول    "عصابات طائرة " تهاجم البريطانيين    كائن فضائي بمنزل أسرة أمريكية    وزير الدفاع يرعى تخريج الدفعة (82) حربية    وفاة الأمير منصور بن بدر بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود    أمير الرياض يؤدي الصلاة على منصور بن بدر بن سعود    إحالة الشكاوى الكيدية لأصحاب المركبات المتضررة للقضاء    القتل ل «الظفيري».. خان الوطن واستباح الدم والعرض    طابة .. قرية تاريخية على فوهة بركان    مركز الملك سلمان يواصل مساعداته الإنسانية.. استمرار الجسر الإغاثي السعودي إلى غزة    الرياض.. عاصمة الدبلوماسية العالمية    أرباح شركات التأمين تقفز %1211 في 2023    وزير الإعلام ووزير العمل الأرمني يبحثان أوجه التعاون في المجالات الإعلامية    فريق طبي سعودي يتفوق عالمياً في مسار السرطان    برعاية الملك.. وزير التعليم يفتتح مؤتمر «دور الجامعات في تعزيز الانتماء والتعايش»    العرض الإخباري التلفزيوني    وادي الفن    هيئة كبار العلماء تؤكد على الالتزام باستخراج تصريح الحج    كبار العلماء: لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح    مؤتمر دولي للطب المخبري في جدة    أخصائيان يكشفان ل«عكاظ».. عادات تؤدي لاضطراب النوم    4 مخاطر لاستعمال الأكياس البلاستيكية    وصمة عار حضارية    السجن لمسعف في قضية موت رجل أسود في الولايات المتحدة    ألمانيا: «استراتيجية صامتة» للبحث عن طفل توحدي مفقود    أمير الرياض يوجه بسرعة رفع نتائج الإجراءات حيال حالات التسمم الغذائي    الأرصاد تنذر مخالفي النظام ولوائحه    التشهير بالمتحرشين والمتحرشات    استقلال دولة فلسطين.. وعضويتها بالأمم المتحدة !    زلزال بقوة 6.1 درجات يضرب جزيرة جاوة الإندونيسية    64% شراء السلع والمنتجات عبر الإنترنت    تجربة سعودية نوعية    الأخضر 18 يخسر مواجهة تركيا بركلات الترجيح    الهلال.. ماذا بعد آسيا؟    تتويج طائرة الهلال في جدة اليوم.. وهبوط الهداية والوحدة    انطلاق بطولة الروبوت العربية    حكم و«فار» بين الشك والريبة !    فيتور: الحظ عاند رونالدو..والأخطاء ستصحح    الاتحاد يعاود تدريباته استعداداً لمواجهة الهلال في نصف النهائي بكأس الملك    (911) يتلقى 30 مليون مكالمة عام 2023    وزير الصناعة الإيطالي: إيطاليا تعتزم استثمار نحو 10 مليارات يورو في الرقائق الإلكترونية    سلامة موقع العمل شرط لتسليم المشروعات الحكومية    واشنطن: إرجاء قرار حظر سجائر المنثول    المسلسل    إطلاق برنامج للإرشاد السياحي البيئي بمحميتين ملكيتين    الأمر بالمعروف في الباحة تفعِّل حملة "اعتناء" في الشوارع والميادين العامة    الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: أصبحت مستهدفات الرؤية واقعًا ملموسًا يراه الجميع في شتى المجالات    «كبار العلماء» تؤكد ضرورة الإلتزام باستخراج تصاريح الحج    خادم الحرمين يوافق على ترميم قصر الملك فيصل وتحويله ل"متحف الفيصل"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هاشم عبده هاشم:ندمت أنني لم استقيل منذ 10 سنوات
نشر في الحياة يوم 07 - 04 - 2009

تمنى الدكتور هاشم عبده هاشم رئيس تحرير الزميلة صحيفة «عكاظ» سابقاً، أن تعطى الصحف مزيداً من الحركة والحيوية، فربما تصبح هي الأخرى في يوم من الأيام شركات، معتبراً أن «أنظمة حماية حقوق الملكية الفكرية هي أنظمة دولية تعارف عليها العالم سواء في الكلمة المطبوعة أم المسموعة أم المرئية أم مختلف وسائل الاتصال، وهذا الجانب كان مهملاً في الماضي، وما يشهده في الوقت الحالي من تطبيق وإصدار أنظمة هو تطور حضاري يلزم تقبله والتجاوب معه، وأن نفهمه وأن نساعد مختلف الأجهزة ذات العلاقة على تطبيق النظام حتى لا يكون هناك نوع من التعدي على حقوق الغير».
واستغرب في حوار مع «الحياة» كيف ينظر البعض إلى مثل هذه الأنظمة أنها معيقة أو معرقلة والعكس هو الصحيح، وتساءل: «ماذا لو اكتشفت أن كتابك أو لوحتك أو منتجك أصبح مباحاً ويوزع ويتعدى عليه ويتم تداوله ولا يوجد من يحميك»... وهنا نص الحوار:
ما زال خروج الدكتور هاشم من «عكاظ» غامضاً، ما حقيقة ذلك؟
- «عكاظ» هي صفحة مطوية، ولا أقول سوى انني أتمنى أن تحافظ «عكاظ» على مكتسباتها، وعلى ما حققته من نجاح أوصلها إلى الذروة بين زميلاتها ووصيفاتها من الصحف السعودية، والحقيقة أن ما وصلت اليه كان بسبب جهود أبنائها وكوادرها المميزين، وهم كوادر استطاعوا ان يثبتوا قدراتهم على تقديم صحيفة قوية وناجحة بالمستوى الذي وصلت اليه «عكاظ».
إذاً ما رأيكم في أوضاع «عكاظ» حالياً، وتوقعاتكم لها مستقبلاً؟
- «عكاظ» صحيفة قوية وقائمة على أسس ومنهج وسياسات وقواعد راسخة، وأنا متأكد ان هذه القواعد ستستمر ما استمرت الكوادر المميزة، التي أوصلتها الى ما وصلت إليه، ولا اعتقد أن الأسس التي تركتها عليها قابلة للاهتزاز ما لم تطرأ ظروف أخرى خارجية.
وأتمنى ل «عكاظ» أن تكون في المقدمة، والمقدمة أيضاً متاحة ومتوافرة لغيرها من الصحف، واعتقد ان الساحة الصحافية لدينا واسعة، وتستوعب نجاحات مختلفة، المهم أن تكون هناك هوية للصحيفة، وان تكون لها شخصية، وأن تحافظ على احترام القارئ لها، وان تكون سباقة في الخبر الجديد والمعلومة والتحقيق المميز، وأن تعيش حياة الناس.
ودائماً ما اردد أن الصحيفة المميزة هي التي تصنع يومياً ولا تصدر، وهناك فرق بين صحيفة تصنع، ويمكن أن تصدر الصحف بأية مادة وبأي شكل وبأية صورة وبأي مضمون وبأي شكل إخراجي.
ولكن الصناعة اليومية هي التي تبدأ من الساعة الثامنة صباحاً الى آخر لحظة الى إصدار الطبعة المتأخرة بين الواحدة والثانية صباحاً، وحتى تظهر الصحيفة للناس، تفكير متواصل وهذا التفكير يشترك فيه جميع أفراد الجهاز في أية صحيفة، وان لم تكن هناك مشاركة في التفكير، وشراكة في التخطيط وفي التنفيذ، فالصحيفة هي صحيفة عادية آنذاك.
أنا والندم والديكتاتورية
هل ندم الدكتور هاشم على قرار اتخذه يوماً ما؟
- لا أتذكر أن هناك قرارات ندمت عليها في السابق، وربما كان أفضل قرار اتخذته هو أن ارتاح، وأن أتوقف عن الاستمرار، بل بالعكس بعد أن تركت «عكاظ»، شعرت بأنني تأخرت بعض الوقت لأن الإنسان لم يكن يستمتع بهذه الحياة، ولم يكن ليتعرف على الكثير من الأمور والأشياء والمنتديات والملتقيات.
والآن هناك متسع من الوقت أمامي للالتقاء بالإخوان والأصدقاء، والمشاركة في عدد من الأنشطة، التي كانت الصحيفة تحرمني منها، ولو قدر لي العودة واتخاذ قرار، لاتخذت هذا القرار منذ 10 سنوات إن لم يكن أكثر، لو كنت أدرك أن في الحياة ما هو أجمل من العمل الصحافي المضني.
هناك من اتهم الدكتور هاشم خلال عمله الإعلامي بالديكتاتورية، ما رأيك في ذلك؟
- أولاً أقدر وجهة النظر هذه واحترمها، ولا استغرب أن يكون هناك من يشكو أو يتذمر، فأنا إنسان أحب الانضباط ودقيق وأعطي مهاماً ومسؤوليات، وانتظر من الزميل، أو الطرف الذي توكل إليه تلك المهام والمسؤولية أن ينهض بها كاملة في فترة زمنية معينة، فإما أن أضاعف هذه المهام والمسؤوليات في إطار الثقة ان التزم، أو ان تضطر الى سحب تلك المهام، وتوكلها الى إنسان آخر، قد اختلف مع شخص ينظر الى العمل الصحافي من منظار آخر، وهذا حق من حقوقي.
أنا نظرتي أن العمل الصحافي يفترض من الإنسان مستوى من الأمانة، ومستوى من الالتزام والتفكير المتجدد الدائم المستمر، وروح المبادرة والقدرة على احترام النفس، وعدم الخلط بين الأشياء، فالعمل الصحافي عمل دقيق وحساس، وإذا لم يدر بهذا المقياس، فانه يفقد كثيراً من خصائصه.
وكنت اختلف مع بعض الإخوان والزملاء، حين يختل شرط من هذه الشروط، أو قاعدة من هذه القواعد، والناس طبائع متنوعة، فما أؤمن به ان العمل الصحافي مسؤولية والتزام، والآخرون قد يفهمون ذلك على نحو آخر، فلماذا الاستغراب من تباين وجهات النظر بين إنسان جاد وآخر يرى الأمور بمقاييس مختلفة أخرى!
لماذا لم تصدر كتباً مع أن «اشراقة» تستحق أن تصدر في كتاب؟
- كان لي كتابان صدرا في أوقات مبكرة منذ 20 عاماً تقريباً، ومع هذا هناك كم كبير من هذه الاشراقات ذات الطبيعة الإنسانية، وأنا الآن في صدد إصدار بعض الكتب التي لها علاقة بتجربتي، سواء في مجلس الشورى أو في الجامعة أو في صحيفة «عكاظ»، وفي مختلف المجالات الإعلامية التي مارست العمل فيها، كالإذاعة والتلفزيون، والى جانب هذا أفكر في اختيار من الاشراقات بعض الذي أراه مناسباً ومتفقاً مع طبيعة المرحلة الحالية، التي نعيشها لطرحه في كتاب، وسيكون ذلك في هذا العام بإذن الله.
هناك من يدعي أن «اشراقة» ليست من بنات أفكار الدكتور هاشم؟
- إذا لم تكن من بنات أفكار هذا الإنسان الذي يكتبها فمن أين ستأتي؟ أنا اعتقد ان «اشراقة» أخذت مسارين مسار جاد ومسار له طبيعته الإنسانية، الآن أنا اكتب بصورة يومية في صحيفة الرياض واخترت ان يكون المسار جاد صبغة أيام الأسبوع الرسمية ابتداء من السبت وحتى الأربعاء ويوم الخميس أخصصه للشأن الإنساني.
هذا اليوم اعتقد انه ما يثير اللغط وهو الذي يطالب به بعض القراء وأنا اشكرهم، وأنا اعتقد انه بحكم مواضيعه قابل للتأويل والتفسير، وأنا شخصياً أعاني كثيراً من هذا الجانب لان الكثير من القراء يذهب الى ما هو ابعد مما أفكر فيه وما لم أفكر فيه، ولا اعتقد أنني كنت اقصده أو أريده لكنها تفسيرات واجتهادات تعود لأصحابها وأنا لا ألومهم على ذلك ولكني أشفق على نفسي من بعض هذه التفسيرات التي تذهب الى مناحٍ بعيدة لا اقصدها ولا أريدها.
«اشراقة» تناول إنساني بسيط يصور تجارب العديد من الناس المحيطين بي أو الذين يتصلون أو الذين يشكون لي أو هي نتيجة قراءات وليست هي شأن خاص أو تعبير عن حالة خاصة أعيشها أنا شخصياً في تصوير لأكثر من حياة ولذلك يختلف الكثيرون في تفسيرها.
الكتابة بعد عكاظ
ولماذا لم تستمر «اشراقة» في عكاظ؟ وما سر انقطاع أي كاتب عن الصحيفة التي يغادرها في رأيكم؟
- بالنسبة لي شخصياً لم انقطع عن عكاظ فهي في دمي، و28 عاماً ليست زمناً سهلاً حتى ابتعد عنها وما زلت عضواً في المؤسسة وأعتز بتجربتي فيها بدءاً برئاسة التحرير ومروراً بين الجمع بين مسؤوليتي الإدارة والتحرير وانتهاء بالفترة التي انتهت بنهاية عام 2007 وبداية عام 2008.
لكن عندما بدأت أفكر في الكتابة كان أمامي عرض الإخوان في صحيفة الوطن، ولم تكن هناك عروض أخرى في ذلك الوقت من عكاظ تحديداً وإلا فهي الصحيفة التي تركت فيها شيئاً من الأثر، وأتمنى ان تظل سيرتي فيها.
واستمررت مع صحيفة الوطن لفترة طويلة اكتب مرة كل أسبوع، والكتابة كما يعلم الجميع هي عادة ورغبة واستعداد، وأنا كان لدي الوقت الكافي للعودة للكتابة اليومية التي تعودت عليها في عكاظ، وفي تلك الفترة تحدث معي أخي وصديقي تركي السديري، والحقيقة كان تحدث معي في وقت سابق ولكن نظراً لإلحاح الدكتور عثمان الصيني آنذاك ووجدت أن ظروفي مناسبة ورغبت في التعاون معه ولم يخطر ببالي شيء آخر حينها.
ومع إبداء تركي السديري الرغبة في الكتابة اليومية وتوافق طلبه مع ميلي ورغبتي رجوت الإخوان في صحيفة الوطن أن يعفوني من الاستمرار وكان الأخ جمال خاشقجي كريماً لأبعد الحدود وتفهم الموقف وانتظمت في صحيفة الرياض، والحقيقة الرياض صحيفة كبيرة يعتز الإنسان بالمشاركة فيها زميلاً وكاتباً لأنها تملك رصيداً هائلاً وكبيراً.
اتهمتم بمحاباة أبناء جازان وخصهم بما لا يخص به غيرهم، ما رأيك؟
- سمعت بمثل هذا الكلام وأجبت عليه في أكثر من مرة، وقلت على أي أخ أو زميل أو سائل أو متهم ان يزور صحيفة عكاظ وأن ينظر الى عناصر العمل الموجودين هناك، نعم هناك عدد من أبناء منطقة جازان ولكن هناك الكثير من أبناء بقية المناطق السعودية جميعها.
وإذا كان أبناء جازان اثبتوا مقدرتهم على الأداء المميز، فأعتقد أن من حقهم أو حق غيرهم أن يكون في هذه المواقع وإذا نظرت الى القيادات التي كانت في عكاظ فستجد أنها من مختلف المناطق ولا أريد تسمية أشخاص بعينهم وأنتم تعرفون الجميع.
وأنا اعتقد أن في هذا الاتهام لي ظلم لأبناء جازان الذين أثبتوا جدارتهم بهذا الاتهام فهم شركاء متواجدون بكفاءاتهم وقدراتهم وتميزهم وما زال الكثير منهم موجوداً في عكاظ حتى الآن وأعتقد أن كفاءتهم هي التي فرضتهم لا أنا.
جازان والصحافة
تردد أنكم بصدد صحيفة تحمل مسمى جازان وتخدم المنطقة نفسها، ما حقيقة ذلك؟
- نحن هنا كمكتب إعلامي مؤسسة الإسراء للدراسات والاستشارات الإعلامية كان لنا دور في هذا الموضوع بحكم طبيعة المهمة التي أوكلت إلينا وهي إعداد الدراسات التي تسهم في إصدار مؤسسة صحفية في منطقة جازان تجاوباً مع طلب من أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز الذي اهتم كثيراً بهذا الموضوع وكلف المؤسسة بهذه المهمة، والحمد لله انهينا المهمة سواء في الجانب الإعلامي أو الجوانب المتعلقة بالجدوى الاقتصادية المطلوبة وفي تحديد قائمة بالعناصر والشركاء، وهي الآن بين يدي الأمير محمد والمختصين.
وهناك لجنة فنية مسؤولة عن هذا المشروع، ولكن أن أكون رئيساً للتحرير أو مجلس الإدارة أو غيره، أنا ومنذ البداية كنت حريصاً على ألا يكون لي دور تنفيذي في الصحيفة، فقط دوري تخطيطي يرتبط بالدراسة وتهيئة الظروف المناسبة لتحقيق النجاح المأمول لهذه المؤسسة الصحافية وأتمنى لهم التوفيق في هذا المشروع الذي تحتاج إليه المنطقة كما تحتاج إليه السعودية.
وبالمناسبة فالمؤسسة والصحيفة لم تكن صحيفة إقليم أو منطقة أو مدينة كل السياسات والدراسات التي وضعناها، ركزت على أن تكون الصحيفة لكل الوطن وإذا ركزت الصحيفة في جزء من عملها ومادتها على منطقة جازان فلا بأس في ذلك، لأن وجود صحيفة في المنطقة يبرز ما يقدمه الإنسان فيها من جهود بناءة تستحق الإبراز، وما تقدمه الدولة أيضاً من مشاريع ومدن اقتصادية وعناصر تنمية شاملة في المنطقة.
كيف ترى التوجه إلى الخصخصة في مؤسسات الإعلام؟
- أعتقد أن التوجه إلى الخصخصة هو توجه حكيم وسليم لأن العملية الإعلامية أصبحت عملية مفتوحة وهي عملية شاملة ولا تنسى أن المسؤولية مزدوجة حالياً ثقافة وإعلام وكل منهما مرتبط بالآخر، وكل ذلك يقوم في مختلف أنحاء العالم على المؤسساتية بما توفره من مرونة ورؤى متجددة واستقطاب لرأس مال ضخم، لأن العملية الإعلامية مكلفة وتحتاج إلى إنفاق دائم.
والإنفاق الدائم يحتاج الى أن يدار بعقلية تجمع بين الرسالة الإعلامية والثقافية وبين الجدوى الاقتصادية، وأتصور أنه بالإمكان الجمع بين الرؤيتين، والاتجاه الذي تتجه إليه الدولة لا شك أنه حكيم وسليم، والوزير عبدالعزيز خوجة يتابع شخصياً هذا الجانب وأعتقد أن هناك إرادة حقيقية للارتقاء بقطاعات الإعلام بشكل كامل إلى المؤسساتية، سواء الإذاعة أم التلفزيون.
وأن تعطى الصحف مزيداً من الحركة والحيوية وربما أيضاً تصبح هي الأخرى في يوم من الأيام شركات، وإن كان هناك وجهات نظر في هذا الجانب فهناك من يرى أن تحويل المؤسسات الصحافية إلى شركات سيخلق مشكلة توجيه رأي عام، لأنها لا تعتبر منتجاً تجارياً حتى يدار بمنهجية اقتصادية بحتة يحسب فيها حساب الجدوى الاقتصادية.
فهناك رأي عام وهناك فكر وهناك قرار وموقف قد يكون سياسياً وقد يكون دينياً وقد يكون اجتماعياً، ولكن بالتأكيد لن يعدم المسؤولين الوصول إلى صيغة مقبولة تحقق نقلة حقيقية واسعة لوسائل الإعلام في الوقت القريب.
هل هناك مقترحات من قبلكم؟
- المقترحات كثيرة ومتعددة ولكن لا يمكن بهذه الصورة أن تأخذ حقها، لأنها قائمة في العادة على دراسات علمية منهجية وعلى استطلاعات رأي وقياس تجارب في دول العالم الأخرى. وأعتقد أن الجهات ذات العلاقة وفي مقدمها وزارة الثقافة والإعلام كانت جادة منذ فترة طويلة في بلورة هذه المشاريع والنهوض بها، وأنا شخصياً أقف في جانب المؤسساتية لأنها تغطي الجوانب الحيوية والمطلوبة للعملية الإعلامية.
ومن المعلوم أن السعودية اليوم لم تعد تلك الدولة النامية محدودة الاتصال، فهي اليوم موجودة في المقدمة في عموم المحافل الدولية وعلى كل المستويات، ولها مساهمتها الضخمة سواء في الاقتصاد العالمي أم القرار السياسي العالمي، ولا بد من أن يكون الإعلام السعودي في هذا المستوى، وأن يرتقي إلى مستوى القيمة السياسية والقيمة الأمنية والقيمة الحضارية التي وصلت لها السعودية. واتجاه خادم الحرمين الشريفين نحو شراكة دولية على المستوى الاقتصادي أو الشراكة الدولية في التفكير والتعايش على المستوى الفكري والديني والثقافي وعلى مستوى الشراكة الدولية في تحمل المسؤولية الأمنية في مواجهة الإرهاب كما هو في الوقت الحالي، ونحن موجودون في المقدمة ما يتطلب إعلاماً قوياً يليق بذلك التواجد وبالمبادرات التي نقدمها والتي أصبح العالم يستجيب لها ويتفاعل معها.
جديد أنظمة الصحافة
ما الذي يبهج في الأنظمة الجديدة بمهنة الصحافة؟
- أنظمة حماية حقوق الملكية الفكرية هي أنظمة دولية تعارف عليها العالم سواء في الكلمة المطبوعة أم المسموعة أم المرئية أم مختلف وسائل الاتصال، وهذا الجانب كان مهملاً في الماضي، وما يشهده في الوقت الحالي من تطبيق وإصدار أنظمة هو تطور حضاري يلزم تقبله والتجاوب معه، وأن نفهمه وأن نساعد مختلف الأجهزة ذات العلاقة على تطبيق النظام حتى لا يكون هناك نوع من التعدي على حقوق الغير.
وأستغرب كيف ينظر البعض إلى مثل هذه الأنظمة أنها معيقة أو معرقلة والعكس هو الصحيح، وماذا لو اكتشفت أن كتابك أو لوحتك أو منتجك أصبح مباحاً ويوزع ويتعدى عليه ويتم تداوله ولا يوجد من يحميك.
أين موقع الصحافة السعودية في الوقت الراهن؟
لا نستطيع المبالغة بالقول أن الصحافة السعودية أصبحت عالمية وباتت تتصدر صحافة المنطقة، لكننا متأكدين أن لدينا صحافة جيدة لها رسالتها ومضمونها الذي يقوم على أسس أخلاقية ومهنية ويزواج بين الاثنين بشكل جيد.
ولكن نحن كوسائل إعلام سعودية مطالبين بأن نصل إلى المستوى والموقع الذي وصلت إليه السعودية كدولة وهو ما لم يتحقق بعد في الصحافة السعودية ويتطلب من المؤسسات الصحافية والإعلامية عموماً أن تعيد النظر في كثير من أولوياتها وأنظمتها وأوجه إنفاقها وان تركز جميع ذلك في خدمة المنتجات الإعلامية وعندها نستطيع أن نبحث في موقع الصحافة السعودية ونستطيع أن نقول أن لدينا إعلاماً قوياً وأعتقد أن البداية الطبيعية تبدأ من العنصر البشري والاهتمام به وإعطائه حقوقه وأن نفتح أمامه آفاق اكتساب الخبرات بالسفر والاطلاع على تجارب الغير وعندها نقوّم صحافتنا.
السلطة والمثقف
ماذا عن السلطة والمثقف؟
- لدي مأخذ على نمط التفكير السائد في بعض المجتمعات التي ترى أن هناك سلطة وأن هناك مثقف وأنت لا تجد في دول العالم المتقدم تصنيفات السلطة والمثقف وإنسان عادي ويفترض أن الجميع يعملون في إطار منظومة واحدة تهدف إلى الارتقاء بمستوى الحياة، ولماذا يكون رجل السلطة مذموماً في رأي المثقف ولماذا ينظر رجل السلطة إلى المثقف على أنه يعيش في برج عاجي ولا يتفاعل مع معطيات الحياة والمجتمع في نفسيهما وقضاياهما ومشكلاتهما وينسيان الإنسان الفقير المحتاج.
أنا أرى هذه التصنيفات ضارة بالأمة ضارة بالمجتمع وتقود إلى طحن وإلى ظهور أنواع من الرؤى التصادمية نتيجة لوجود مثل تلك التصنيفات فمن هو المثقف إن لم يعش أوضاع مجتمعه وهمومه وان يعالجها وان يتصدى لها وان يكون شريكاً لرجل المسؤولية.
لماذا التصادمية والعزلة ولماذا الإقصاء ان كان رجل السلطة في أي موقع من مواقع المسؤولية يفكر بأن هذا المثقف يشكل خطراً عليه أو على السلطة ولماذا لا يعمل الكل للنهوض بالمجتمع أنا أحذر من هذه التصنيفات وأرى أن أمام المثقفين دوراً كبيراً ومن الضروري سماع الرأي والرأي الآخر لنشكل من كل تلك الآراء مصلحة لبلد يتطلع إلى استثمار الجميع.
هناك قول عن إجحاف بحقوق الإعلامي في مختلف المؤسسات الموجودة؟
- اعتقد أن عناصر العمل في الصحافة المحلية تحتاج إلى نظرة جادة وبحسب علمي فإن هيئة الصحافيين بقيادة الأخ الزميل تركي السديري وبقية الأعضاء تدرس هذا الموضوع بشكل جدي للوقوف إلى جانب حقوق العاملين في الحقل الصحافي، ووزارة الإعلام لديها برنامج قوي مماثل بحسب تصريحات وزير الإعلام، وعندي شعور بالتفاؤل تجاه كثير من التجاوزات التي كانت وما زالت بالنسبة إلى حقوق الصحافيين وحقهم في العمل أو حقهم في النشر أو حقهم في الإنتاج.
أنا أعتقد أن كل تلك الأمور أصبحت محل اهتمام، ولكن لا شك أن الكفاءات البشرية الموجودة في الصحف تحتاج إلى عناية ورعاية وإعطاء أولوية، لأنه لولا هؤلاء الناس لما كانت هناك صحف ولما تحققت هذه الدخول الكبيرة التي تحرزها أكثر المؤسسات الصحافية نجاحاً، والإعلان لا يأتي إلا بوجود مادة مميزة، والتوزيع الجيد لا يمكن تحقيقه ما لم يكن هناك عمل صحافي جيد، والحقيقة هناك في صحفنا كفاءات يعتز بها وشيء من الاهتمام بهم سيتيح للصحف المحلية النماء والعطاء مضاعفاً.
الصحافة الإلكترونية
إقصاء الصحافة الإلكترونية للورقية يتردد كثيراً في هذه الفترة... هل يمكن حدوث ذلك؟
- بالنسبة إلى الصحافة الإلكترونية أنا لا اعتقد ولا أرى أبداً أنها ستؤثر في الصحافة الورقية أو ستقصيها، ولو كان هذا صحيحاً لما كانت هناك «الواشنطن بوست» ولا «الديلي تلغراف» ولا «التايمز» ولا غيرها، وسيظل القارئ متعلقاً بالصحيفة لأن علاقتهما قائمة على التماس، إذا ما أخذت هذه الصحيفة وقرأتها لن تشعر بالمتعة وانتقلت من جزء إلى آخر أو تابعت تحليلاً أو تقريراً، ولا شك أن هناك تطوراً في الصحافة الإلكترونية، وهناك فرص لزيادة انتشارها لاسيما أنها تتيح لك المعلومة فوراً سواء الخبر أم القصة، بينما الصحيفة تنقل لك الخبر في اليوم التالي.
لكن مع هذا تظل هناك حاجة للصحيفة الورقية المطبوعة، وهو ما يرتب على الصحيفة المطبوعة أن تبتكر المضامين والسياسات الإعلامية والبدائل التي تثبت بها قدرتها على تلبية حاجة القارئ حتى في اليوم الثاني وبعد 24 ساعة من الخبر ولا ينبغي أن تلهث وراء الخبر فقط.
بل يجب أن تبحث عن المتميز وعما لا تستطيعه الصحيفة الإلكترونية ولا القناة الفضائية وهو ما تصنعه مهنية الصحافي الذي يعيش في المجتمع ويعرف حاجاته ومتطلباته، وما وراء الحدث مجال خصب لذلك، وهو ما ينتج التنافس، ما سيؤدي إلى نجاح الصحافة وتقدمها وربما انتشارها بشكل أكبر وليس العكس، والمهم هو التفكير عن القارئ واختيار ما سيقدّم له.
ما هي حال الدكتور هاشم مع العمل الخيري في الوقت الراهن؟
- أنا في الوقت الراهن عضو في مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين ورئيس اللجنة الإعلامية لجمعية الرياض وأيضاً رئيس الاتصال وتنمية الموارد في مركز الملك عبدالله للأطفال المعوقين في جدة، وهذه اللجنة تسعى إلى دعم المركز وتنمية موارده واستثمار علاقاتها مع مختلف فئات المجتمع، والعمل الخيري لا شك أنه عمل مطلوب في إطار المسؤولية الاجتماعية المترتبة على جميع الشركات والمؤسسات والبنوك، وهناك إحساس متنامٍ بهذه المسؤولية، ولكن يلزمنا التركيز من وسائل الإعلام على هذه المسألة حتى يصبح المجتمع كل المجتمع مساهماً في خدمة القضايا الإنسانية.
وهناك مؤسسات تحتاج إلى التطوع والدعم والإسهام بشكل أو بآخر وتنتظر منا ذلك سواء الخاصة بأمراض الكلى أم أمراض القلب أم المعوقين وغير ذلك، والناس لدينا ميالة بطبيعتها إلى حب الخير فقط تحتاج إلى نوع من التذكير والدعم الإعلامي القوي وإلى الحركة من الرجال الخيّرين.
ونحمد الله أن الجمعية بقيادة الأمير سلطان بن سلمان حققت الكثير من النجاحات، ويكفيها شرفاً أنها حظيت بدعم خادم الحرمين الشريفين، وذلك من خلال اللقاء الذي أتيح لنا الشهر الماضي، وقدمت الجمعية الجائزة الكبرى للعمل الإنساني لخادم الحرمين لأن ما قدمه ويقدمه لخدمة هذه الفئة شيء كبير ولنا فيه قدوة كبيرة، وأتمنى أن يكون رئيس مجلس إدارة شركة أو مؤسسة أو قطاع عنده الامتنان نفسه، وفي النهاية هؤلاء أبناؤنا وهم بحاجة إلى دعمنا سواء بالعمل التطوعي أم الدعم المادي، وأنا أرى أن من يتسم بنظرة إنسانية وحضارية هو الذي يتوسع في هذا النوع من الخدمات الخيرية، وهو الذي يشعر به الإنسان طفلاً كان أو شيخاً أو شاباً أو امرأة. ولدينا في السعودية الكثير من الجمعيات الخيرية، وأذكر أن طفلة أتتنا في الجمعية وتبرعت بمصروفها اليومي (ريال واحد) لإخوانها من المعوقين، وهذه الروح ومثلها هي ما يجب تغذية الجميع بها ليكونوا مثلها، ولا يتم ذلك إلا عبر وسائل الإعلام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.