دعت جماعة "أنصار الشريعة" الاسلامية المتشددة الموالية لتنظيم القاعدة الى التظاهر الجمعة القادم في مدينة القيروان (وسط غرب) أمام مقر حركة النهضة الاسلامية الحاكمة للمطالبة، باطلاق سراح الناطق الرسمي باسم الجماعة نصر الدين الرايس الموقوف منذ الأحد. وقالت الجماعة على صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك "دعوة عامة لكافة المسلمين، وقفة احتجاجية نصرة للشيخ سيف الدين الرايس بعد صلاة الجمعة امام مقر حركة النهضة قرب باب الجلادين (في القيروان)". وأوقفت الشرطة نصر الدين الرايس الاحد في مدينة القيروان حيث كان مقررا ان تعقد جماعة انصار الشريعة مؤتمرها السنوي الثالث الذي منعته السلطات. وقالت وسائل اعلام محلية ان "الشرطة حجزت لدى الرايس بطاقات شحن هواتف نقالة بقيمة 2000 دينار (1000 يورو). والاربعاء اعلن سيف الدين الرايس الناطق الرسمي باسم "انصار الشريعة" في مؤتمر صحفي ان "الجماعة ستعقد مؤتمرها السنوي في القيروان وانها لن تطلب ترخيصا من وزارة الداخلية، وذلك في تحد للسلطات". وحمل الرايس الحكومة التي تقودها حركة النهضة الاسلامية الحاكمة مسؤولية "أي قطرة دم قد تراق" الأحد في القيروان. والاحد جرت مواجهات عنيفة في حي التضامن الشعبي وسط العاصمة بين الشرطة ومئات من السلفيين المحتجين على منع مؤتمر جماعة انصار الشريعة. وأسفرت المواجهات عن مقتل متظاهر واصابة 6 آخرين وجرح 21 رجل امن احدهم في حالة خطيرة، حسبما اعلن الاثنين محمد علي العروي الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية، في مؤتمر صحفي. ولا تعترف "انصار الشريعة" التي تاسست في 2011 بالدولة وبالقوانين الوضعية وتطالب باقامة دولة خلافة اسلامية تطبق فيها الشريعة الاسلامية. وزعيم الجماعة سيف الله بن حسين المعروف باسم ابو عياض (48 عاما) والهارب من الشرطة منذ اشهر، متهم بالضلوع في هجوم نفذه سلفيون في 14 ايلول/سبتمبر 2011 على مقر السفارة الاميركية بالعاصمة تونس خلال احتجاجات على فيلم مسيء للاسلام أنتج في الولاياتالمتحدة. وفي شباط/فبراير 2012 وجه القضاء التونسي الى ابو عياض تهمة "الانضمام الى تنظيم ارهابي داخل وخارج تراب الجمهورية، وانتداب او تدريب اشخاص قصد ارتكاب عمل ارهابي، واستعمال تراب الجمهورية قصد ارتكاب عمل ارهابي ضد بلد اخر ومواطنيه والمشاركة في ذلك". وقاتل ابو عياض ضد القوات الأميركية في أفغانستان مع تنظيم القاعدة والتقى سنة 2000 في قندهار الزعيم الراحل للتنظيم أسامة بن لادن. وفي عام 2003 اعتقل ابو عياض في تركيا وتم تسليمه الى تونس حيث حكم عليه بالسجن لفترات وصلت الى 68 عاما بموجب قانون "مكافحة الارهاب".