منذ أعوام وسكان حي الرمال يعانون أشد المعاناة من روائح أحواش الإبل والأغنام المجاورة للحي، تزداد هذه الروائح عندما تهطل الأمطار وتكون الأرض رطبة، وأيضاً عندما يهب الهواء من الشمال، وهو كذلك معظم أيام العام. لو كانت تلك الأحواش تقع في منطقة سوق الإبل في الجنادرية، أو على الأقل امتداداً لها، لكان الأمر أخف وطأة، مع أن أمانة الرياض قررت أخيراً نقل تلك السوق إلى مكان بعيد عن الأحياء السكنية، إلا أن الأمر غير ذلك، فهي أحواش عشوائية تقع وسط مخططات سكنية آهلة بالسكان أو بالقرب منها. بل إن هناك أحواشاً تقع بالقرب من الدوار الواقع بين مخططي المزيني والخنيني في حي الرمال، أي أنها تقع على جانبي امتداد طريق الشيخ جابر الأحمد الصباح. منازل اشتراها أصحابها بعد أن دفعوا فيها تعب أعوام طويلة، وبعضهم كبل نفسه بأقساط مصرفية من أجل أن ينعم بالراحة والاستقرار، وفي الأخير يفاجأون بأغنام وإبل تجاورهم وتزكم أنوفهم روائحها، أليس ذلك قمة الغبن؟ إن لم يتدخل المسؤولون في أمانة الرياض والبلديات في مثل تلك الحالة فمتى يتدخلون؟ الناس تغض أبصارها عن سوء الخدمات الصحية والتربوية، بل إنهم يفتقدونها في حي الرمال والأحياء المجاورة له، ولكن الأمر وصل إلى مرحلة لم يعد من المناسب السكوت عليها. هناك نقطة ينبغي التنبه لها، وهي أن تلك الأحواش يقوم عليها وافدون لا يعلم السكان هل هم نظاميون أم لا، ولا يعلم السكان أيضاً عن سلوكهم شيئاً وأين ينامون، هذا الأمر ننتظر من الجهات الحكومية ذات الصلة الالتفات إليه، خصوصاً وزارة العمل وإدارة الجوازات.