كانت آسيا القارة الحافلة بالأساطير والرقصات، النموذج الدعائي الذي قدمته ليلة الإعلانات في حفلتها لعام 2009، على مسرح معرض دمشق الدولي القديم، مساء أول من أمس، والتي نظمتها المجموعة المتحدة للنشر والإعلان والتسويق، وبالتعاون مع «event box magic». قدّم في الحفلة السنوية 60 إعلاناً عالمياً خلال 85 دقيقة، من قارات مختلفة (آسيا، وإفريقيا، وأوروبا، وأميركا الجنوبية)، إضافة إلى بعض الإعلانات التي أنتجتها دول مثل روسيا، والهند، ومنغوليا. بطاقة الدعوة للمصممة ريتا زهار (مديرة القسم الفني في المجموعة المتحدة) احتفت بالخط الصيني، وألصقت منحوتة خشبية لدمية آسيوية كنوع من الإيحاء بما هو قادم في الحفلة. وامتلأ الممر المؤدي الى المسرح بصور فوتوغرافية لمعالم آسيوية كسور الصين العظيم، أو للكائن الأسطوري «التنين». وسيطرت الأجواء الصينية على الحدث منذ لحظة دخول المدعوين، فقد استقبلتهم فتيات بزي تقليدي صيني. أما هندسة الصوت والإضاءة على المسرح فقد أشرف عليها جوني كوموفيتش. وتقول مديرة العلاقات العامة والتسويق في «المجموعة المتحدة» رانيا كمركجي ل «الحياة»: «للمرة الثالثة بعد عامي 2005 و 2006 تقام مثل هذه التظاهرة في سورية، كمحاولة لعرض نماذج من الإعلانات العالمية التي تناسب المجتمع السوري، وتوصل رسالة نبيلة إلى المتلقين، في محاولة للارتقاء بمستوى الإعلان والإعلام». وتوضح أن ليلة الإعلانات التي نظمت سابقاً في عدد من العواصم العربية ومنها بيروت ودبي، ستكون ابتداء من العام المقبل مهرجاناً سورياً سنوياً، على رغم توقفها كحدث العامين الماضيين. واعتبرت أن ليلة الإعلانات فرصة حقيقية للنظر من زاوية أخرى لمستوى الإعلان السوري: «دعونا شخصيات مهتمة، ليروا كيف يمكن الفيلم الإعلاني أن يصل إلى مصاف العالمية، ويتعرفوا إلى تطوراته». رقصات من ماليزيا والصين واليابان، قدمتها أيضاً فرقة «إنانا» السورية للمسرح الراقص، في فقرة من عشر دقائق. ويرى جهاد مفلح مدير الفرقة أن اللوحات الراقصة غريبة بعض الشيء عما اعتادت «إنانا» على أدائه من رقص شرقي. في حين نفذت مصممة الرقصات ألبينا بيلوفا، حركات مبتكرة، لرقصات تقليدية من دول آسيوية، محاولة فرض شعور آخر أمام الجمهور، وهو كيف يؤدي راقص عربي رقصاً لحضارات أخرى، وفق رؤيته الخاصة؟ موضحة معرفة الفرقة واطلاعها على التراث الصيني من خلال زيارتها لأكاديمية الرقص في بكين. المواضيع التي تناولتها الإعلانات، خرجت من فكرتها التسويقية لتتجه نحو قضايا ملحّة، ومنها التأمين على صحة الإنسان وحياته، أو لتوعيته الاجتماعية، لكنها ترفعت أيضاً عن المباشرة، في اقتراب من الفكرة الذكية المضيئة.