كثّفت إيران من ردود أفعالها في شأن الائتلاف الدولي لمواجهة تنظيم «داعش» واعتبرت عودة الجيش الأميركي إلى المنطقة بمثابة «لعب بمستودع للبارود». وقال رئيس مجلس الشوري الإيراني علي لاريجاني إن نمو الإرهاب في المنطقة يرتبط بسلوك الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط، متسائلاً عن أسباب «استعراض العضلات للمسؤولين الأميركيين خلال الأيام الماضية في تركيا والسعودية، ولماذا هم قلقون إلى هذه الدرجة؟ هل بسبب وجود عدد من الأوروبيين في صفوف «داعش»؟ هل كانوا يجهلون ذلك؟ لكن الأكيد أنهم وقعوا في أتون تيار التطرف الذي كسر الهيبة الأميركية». ورأي أن المنطقة شهدت في القرن الأخير الكثير من الحروب والجرائم والاغتيالات والقتل الجماعي، علي رغم تقدم العلوم والتقنيات، قائلاً: «إن الاستفادة من العقل مهم للوقوف أمام مثل هذه الجرائم، لكن المنطقة تشهد تيارات من التطرف التي أوجدها السلوك الأميركي في العراق وأفغانستان». وأضاف: «ألم تعلم الدول الغربية ماذا حدث في سورية خلال الأعوام الثلاثة الماضية؟ وإذا كانوا لا تعلم، فهذا يبعث علي الأسف لأنها تدّعي إدارة العالم، لكن الواقع يثبت أن الأميركيين لا يعرفون الكثير عن منطقة الشرق الأوسط». ورأي لاريجاني أن الولاياتالمتحدة تعاطت مع الإرهاب والتطرف في شكل تكتيكي، وأغمضت عينيها لمرحلة معينة، لكنها الآن تشاهد توسعاً واستغلالاً للجماعات الإرهابية «وربما يريدون (إدارة أوباما الديموقراطية) استعراض عضلاتهم لمواجهة ضغوط الجمهوريين لكن، من المستبعد أن يفقدوا صوابهم بدق طبول الحرب في المنطقة من أجل تسوية قضايا داخلية». واعتبر أن تشكيل تحالف دولي لمواجهة «داعش» خارج إطار مجلس الأمن الدولي ومنظمة الأممالمتحدة عمل لا يتسم بالعقلانية في إدارة العالم، قائلاً: «إن الولاياتالمتحدة لا تريد القيام بعمل جماعي منظم بمقدار ما تريد إجماعاً للهجوم علي سورية، لأنها تعلم أنها لا تستطيع ذلك في إطار مجلس الأمن والأممالمتحدة». ورأي أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني أن واشنطن تتذرع بمكافحة الإرهاب لمواصلة سياساتها الانفرادية في «انتهاك سيادة دول العالم». ووصف شمخاني الذي تحدث أمس أمام ندوة لطلاب العلوم الدينية في مدينة قم، مساعي الولاياتالمتحدة لتشكيل تحالف دولي لمواجهة «داعش» بأنها «مشبوهة».