شيئاً فشيئاً بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها في منطقة انفجار ناقلة غاز الخميس الماضي. وأعلن أمس أن الجسر الذي تسبب اصطدام الناقلة به في الانفجار سيزال نهائياً، بعدما انتهى تقويم هندسي إلى ضرورة إزالته، وسيتم تصميم جسر بديل منه في غضون شهر. وقال أمير الرياض بالإنابة الأمير محمد بن سعد بن عبدالعزيز، في مؤتمر صحافي أول من أمس بمقر الإمارة في الرياض شارك فيه مدير شرطة الرياض اللواء سعود الهلال ومدير الطرق والنقل بالرياض المهندس عبدالعزيز العبدالجبار ومدير شركة الغاز والتصنيع الأهلية المهندس محمد الشبنان، إن تمديد شبكات توصيل الغاز إلى المنازل عبر الأنابيب سينفذ قريباً. وأعلن الأمير محمد أن 54 مصاباً في الانفجار لا يزالون في المستشفيات، منهم 20 سعودياً. وأوضح أن العدد النهائي للوفيات (22 وفاة) يشمل 8 سعوديين و8 مقيمين و6 لم تعرف هوياتهم بعد. وأكد انتهاء البحث في أنقاض شركة الزاهد، وأن جثث الضحايا سيتم دفنها بعد الانتهاء من التحقيقات. غير أن شرطة منطقة الرياض أعلنت أمس أنها تعرفت الى هوية 12 جثة من ضحايا الحادثة، وهي لأربعة سعوديين و8 وافدين، وتوقعت تحديد هويات ثلاث جثث «خلال ساعات»، فيما لا تزال سبع جثث غير معروفة الهوية. وعزت الشرطة حادثة الانفجار إلى السرعة العالية للناقلة المنكوبة. وقالت لجنة الأمن والسلامة التابعة لإدارة التربية والتعليم بمنطقة الرياض أمس إن 11 مدرسة تضررت من انفجار الخميس، فتهشمت نوافذها وانسلت إطارات مكيفاتها. لكنها شددت على أنه تم إصلاح الضرر واستأنفت المدارس عملها كالمعتاد السبت. وأكد مدير قسم الحماية المدنية في إدارة الدفاع المدني في منطقة الرياض الرئيس المكلف للجنة حصر الأضرار العقيد بندر بن نايف الجبلي ل «الحياة» أن ما يقدم إلى المتضررين في انفجار محتوى ناقلة الغاز الخميس الماضي «إعانة من الدولة وليس تعويضاً». وذكر أن الإعانة مخصصة للمتضررين السعوديين، ولا تشمل الأجانب. وأضاف أن أكثر الأضرار التي تقدم طلبات عنها إلى اللجنة تخصّ الممتلكات في المنازل، مثل الشبابيك والسقوف المستعارة والواجهات الرخامية لبعض «الفلل»، وأن بعض المنازل التي تضررت، وهي بعيدة عن مكان الانفجار، يعزى تضررها إلى ضعف البناء أصلاً، وربما لعمر المبنى. وأوضحت شركة الغاز والتصنيع الأهلية المالكة لناقلة الغاز التي تسببت في الحادثة الخميس الماضي أنها تلتزم المواصفات السعودية للشاحنات وحمولتها ولوائح وزارة النقل ومتطلبات التشغيل اللازمة طبقاً لنوعية الشحنات. وأكدت أنها تطبق أعلى المواصفات المطلوبة لهذه الناقلات بإشراف وتدقيق من الهيئة العليا للأمن الصناعي والدفاع المدني واشتراطات شركة «أرامكو السعودية» التي تدقق في شهادات الشاحنة ومستويات الأمان فيها، بما في ذلك الإطارات والتجهيزات الكهربائية. وأشارت في بيان أمس إلى أن هذه الحادثة لن يكون لها أي أثر في خدمات توفير الغاز في محطات الشركة في الوقت الحاضر. وذكرت أن البحث لا يزال جارياً لمعرفة أسباب الحادثة من الجهات المختصة. وأشار مدير شرطة منطقة الرياض اللواء سعود الهلال أمس إلى أن مراكز الشرطة لم تتلق أي بلاغ سرقة في موقع الحادثة كما تردد، وأن هناك عدداً من ضعاف النفوس لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة تم تحديد صورهم، تمهيداً للقبض عليهم، وأن عدداً من ضعاف النفوس «وهم قلة ضبطوا بالجرم المشهود وجار التحقيق معهم». ولفت إلى أن التحقيقات المبدئية مع سائق ناقلة الغاز المنكوبة كشفت أنه كان يقود ناقلته بسرعة عالية جداً، وحين حاول الالتفاف فقد السيطرة على الناقلة، ما أدى إلى انقلابها، مؤكداً أن التحقيقات مستمرة معه، وسيتم إجراء التحاليل المخبرية للسائق لإثبات سلامة تصرفاته، وعدم تناوله المنبهات أو الكحول. وعلى صعيد آخر، تولت فرق الدفاع المدني في مدينة الرياض منذ فجر السبت معالجة حادثة تسرب غاز وانفجار «لحظي»، بملحق خارجي في فيلا في حي الصحافة (شمال العاصمة). وأوضح الناطق الرسمي باسم الدفاع المدني بالرياض النقيب محمد الحمادي أنه لم تحدث وفيات ولا إصابات من جراء الحادثة.