شُغل الدكتور عادل صبحي العقّاد الأستاذ بقسم الحشرات - كلية العلوم في جامعة عين شمس، بقضية تجريف الأراضي الزراعية بهدف تحويل التربة حجارة بناء، وهي من أخطر الظواهر التي ظهرت في المجتمع المصري في السنوات العشرين الماضية. إذ تزايد التجريف نتيجة عوامل أهمها الإقبال الشديد على البناء وارتفاع أسعاره وأرباحه، ما أدى إلى تسابق كبير في إنشاء مصانع حجارة من نوع «الطوب الأحمر» الذي يصنع من التربة الزراعية. وخسرت مصر في العقود الثلاثة التي تلت ثورة 23 تموز(يوليو) 150 ألف فدّان من الأراضي الخصبة، ما يهدد بفقدان الرقعة الزراعية التى تشكل ثروة قوميّة. وابتكر العقّاد طريقة لصناعة ذلك «الطوب» من النفايات (أكياس بلاستيك، ال «فوم» الأبيض والأصفر، نشارة الخشب...) والقمامة ومخلّفات البناء والهدم (كسر الرخام والسيراميك) وأوراق الشجر وغيرها. وتمزج المواد السابقة الذكر بمادة ابتكرها العقّاد وسمّاها «سيلوكاد»، وهي بديلة للإسمنت ولا تستلزم حرارة عالية، مع الإشارة إلى إمكان استعمالها في صنع 10 أنواع مختلفة من «الطوب»، منها ما هو عازل للحرارة ومضاد للحريق. «يفترض أن تساهم تلك الطريقة في الحدّ من ظاهرة تجريف الأراضي الزراعية، كما تخفض الحاجة إلى الأفران العالية الحرارة التي تستعمل في صنع «الطوب» وهي تستهلك أيضاً كميات كبيرة من المازوت فتنفث دخاناً كثيفاً يتسبب فى تلوّث البيئة»، وفق كلمات العقّاد. ويرى العقّاد أنه من المستطاع تقسيم القمامة إلى مواد صلبة يجري استخدامها في صنع «الطوب»، وأخرى ليّنة يمكن الاستفادة منها فى إنتاج غاز ال «ميثان». إذ تخلط مخلّفات المواد الغذائيّة مع الماء ثم يضاف إليها نوع من البكتيريا تساعد على سرعة تحلّلها كي تنتج غاز ال «ميثان». طواحين لهوائي التلفزيون ونظراً لظاهرة انقطاع التيار الكهربائي، انشغل العقّاد بإعداد مشروع عن توليد الطاقة الكهربائية من الرياح. وتقليديّاً، يجري الأمر باستخدام طواحين الهواء التي تستلزم مساحات واسعة وتيارات هوائيّة متدفّقة. في المقابل، يبيّن العقّاد أن ابتكاره يتيح استخدام طواحين الهواء فى أماكن ضيّقة كأن تكون أسطح العمارات، بل يمكن توليد كهرباء عبر استخدام الهوائي اللاقط في التلفزيون، عبر تثبيت مراوح عليها بطريقة تتيح تحويل طاقة الهواء إلى كهرباء. الحشرة نموذجاً عن عوالم واسعة حاز العقّاد درجة الدكتوارة في علم الحشرات (1985). ويملك 39 ابتكاراً منها: مواد يتم اضافة المياه اليها تُعطينا درجة حرارة تفوق درجة الغليان كثيراً، ومواد تبرد إلى ما دون الصفر عند مزجها مع الماء! وصنع العقّاد أيضاً مواد لاصقة رخيصة يمكن استعمالها في لصق الأقمشة والكرتون والخشب وغيرها. ويلفت العقّاد إلى أنه صنع نوعاً من الدهانات غير قابلة للحريق، لكنه لم يلق تشجيعاً على استكمال مشروعه. ويشير العقّاد إلى أن تخصّصه في علوم الحشرات جعله على دراية بعلوم كثيرة تتصل بتلك الكائنات. ويبيّن أنه صنع مواد تساعد على إبعاد الحشرات المضرّة بالصحة العامة كالناموس والذباب والصراصير والنمل، عن الناس. وكذلك صنع مواد تجذب الحشرات عينها، وتنفع لصنع مصائد لها! ومن المواقف الطريفة التي واجهها العقّاد أنه دهن دواخل سيارته بالمادة المضادة للحريق، ثم باعها بعد أن أثبت للمشتري قدرتها على مقاومة الحرائق. «كانت دهشة المشتري شديدة لأن المادة شفّافة وليس لها آثار جانبية، ولا تؤثّر في الأخشاب والكرتون، وتستمر حمايتها لعام كامل قبل معاودة طلائها. وتتمتّع المادة بلزوجة متوسطة تعطيها القدرة على التغلغل والانتشار بين الأسطح المختلفة. وكذلك لا يستلزم أمرها سوى تغطية الأمكنة بسمك ملليمتر. وعند حدوث حريق تتمدّد تلك المادة وتنتفخ، ويتكوّن عليها مجموعة من الأحماض التي تعمل على عدم انبعاث الغازات المساعدة على انتشار الحريق»، وفق كلمات العقّاد.