قتل 35 مسلحاً على الأقل ينتمون إلى تنظيم «القاعدة» وجماعة «أنصار الشريعة»، ذراعه العسكرية، في محافظة أبين بجنوب اليمن، بينهم 12 سقطوا أمس بغارتين شنتهما طائرة أميركية من دون طيار على منزلين في منطقة المحفد شمال شرقي مدينة زنجبار، عاصمة المحافظة، أثناء وجود عدد من عناصر «القاعدة» فيهما، في حين قتل 23 آخرون في مواجهات مع وحدات الجيش اليمني يومي الخميس والجمعة في ضواحي منطقة الحرور، ومواقع هاجمها الجيش غرب مدينة جعار. وأكدت مصادر عسكرية ومحلية في أبين أن القوات الحكومية التي تشن منذ 12 أيار (مايو) حملة لطرد مسلحي «القاعدة» من أبين والمناطق المجاورة لها، أرجأت خطة اقتحام زنجبار وجعار لإدخال تعديلات عليها، كونها تتطلب حرب شوارع مع المسلحين المتشددين، ومعدات خاصة لإزالة الألغام التي زرعها هؤلاء منذ استولوا على المدينة قبل أكثر من عام، وقالت إن وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد زار مواقع القوات الحكومية في أبين، وبحث مع قيادة العمليات في المنطقة الجنوبية سير المعارك والتقدم الذي أحرزه الجيش. وذكرت مصادر محلية ل «الحياة» أن بين قتلى وجرحى «القاعدة» في المحفد عناصر من جنسيات أجنبية (عربية) لم تتمكن من تحديدها. وقالت إن الطائرات الأميركية تواصل تحليقها الكثيف فوق أبين في شكل غير مسبوق. وكان وزير الدفاع أعلن الخميس مقتل 23 إرهابياً وجرح العشرات في أبين، وقال إن المسلحين لاذوا بالفرار تاركين وراءهم كميات من الأسلحة والذخائر، مشيداً بالانتصارات التي حققها الجيش واللجان الشعبية المؤيدة له، خلال المواجهات التي خاضوها الخميس مع بقايا الإرهابيين في جبهة الحرور. وفي سياق متصل، أطلقت «أنصار الشريعة» في مدينة عزّان بمحافظة شبوة (جنوب شرق) سراح 27 جندياً يمنياً قالت إنها أسرتهم في غزوة «وإن عدتم عدنا» الشهر الماضي «بعد أن تابوا وتعهدوا بعدم العمل في صفوف جيش صنعاء مرة أخرى». وعلى صعيد آخر، نجحت لجنة الاتصال مع أطراف مؤتمر الحوار الوطني التي شكلها الرئيس عبد ربه منصور هادي قبل نحو أسبوعين برئاسة الدكتور عبد الكريم الإرياني في إقناع زعيم «الحوثيين» في محافظة صعدة (شمال غرب) عبد الملك الحوثي، بالمشاركة في الحوار باعتباره مخرجاً وطنياً لليمن من أزماته الراهنة. وأعلن مكتب «الحوثي» أن اللقاء الذي جمع رئيس وأعضاء لجنة الاتصال مع الحوثي الخميس في صعدة كان مثمراً، وأن الحوثي وافق على المشاركة في مؤتمر الحوار بما يحقق لليمنيين أهداف ثورتهم. وقال نائب رئيس لجنة الاتصال الرئاسية الدكتور ياسين سعيد نعمان، إن اللقاء «كان مثمراً وعلى درجة عالية من الأهمية». وأضاف إن «وجاهة ما طرحه الحوثيون من أفكار يكمن في حرصهم على نجاح الحوار، وأستطيع القول بعد لقائنا بالأخوة الحوثيين أنني بت أكثر تمسكاً بالحوار لحل مشاكل اليمن، فاللقاءات والحوارات بين الناس تفتح آفاقاً للتفاهم وتنهي العزلة وما تخلفه من سيكولوجيا الإقصاء والاستبعاد ونفي الآخر».
