في عصر التقنية ما زالت الجامعات السعودية توفر التخصصات النظرية، في مقابل ندرة واضحة للتخصصات التي تتطلبها سوق العمل، إذ تظهر إحصاءات وزارة التعليم العالي تفوقاً واضحاً لعدد الطلبة الملتحقين ببرامج الدراسات الإسلامية والإنسانية والإدارية بثلاثة أضعاف التخصصات المعلوماتية والفيزيائية والرياضيات، فيما حل تخصص الإعلام والفنون في ذيل اهتمامات الطلاب، وفي السياق ذاته، تسيدت جامعة الإمام محمد بن سعود الجامعات لمنح الفرصة لنحو 15 ألف طالب للحصول على درجات الدراسات العليا. وأوضح إحصاء وزارة التعليم العالي الأخير (اطلعت «الحياة» على نسخة منه) أن الملتحقين ببرامج الدراسات الإسلامية 220666 طالباً، تخرج منهم العام الماضي 18694، في حين احتلت التخصصات النظرية في التجارة والإدارة الوجهة الأولى ل331 ألف طالب، تلتها الدراسات الإنسانية ب275 ألف طالب، يشمل الإحصاء المستجدين والمقيدين أو من تخرج في العام الماضي. وطبقاً لإحصاء الوزارة توجّه 117 ألف طالب في الجامعات السعودية إلى التخصصات المعلوماتية، ويقل العدد إلى 77 ألفاً تخصصوا في العلوم الفيزيائية، فيما تخصص 34 ألف طالب في الرياضيات والإحصاء. وكشف إحصاء «التعليم العالي» عن إقبال ضعيف جداً في تخصص الإعلام والفنون والطب البيطري وحماية البيئة، إذ قدّر عدد الملتحقين بتخصص الإعلام والصحافة وخريجي العام الماضي ب26 ألف طالب، ولم ويتجاوز طلبة الفنون 9700 طالب معظمهم من الذكور، فيما لم يتجاوز الملتحقون بالطب البيطري وتخصص حماية البيئة معاً 5 آلاف. وأشار الإحصاء إلى تسيد جامعة الإمام محمد بن سعود في منح درجات الدراسات العليا، إذ منحت 14665 شهادة، تخرّج منهم العام الماضي 999، وحلت جامعة الملك سعود ثانياً ب11480 شهادة عليا، تخرج منهم 1328 العام الماضي. وخلت سبع جامعات حكومية من طلاب الدراسات العليا للجنسين، فيما سجلت «جامعة نورة» 91 طالبة مستجدة في الدراسات العليا، إضافة إلى 398 مقيدة حالياً. وأوضح الإحصاء أن 26933 من أعضاء هيئة التدريس غير سعوديين، في مقابل 37756 سعودياً، كانت جامعة الملك عبدالعزيز الأكثر توظيفاً ب7072 على جميع درجات التدريس، تلتها جامعة الملك سعود ب6322، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ب3426. ولم يمثل التعليم الجامعي الأهلي رقماً كبيراً مقارنة بالحكومي، إذ لم يتجاوز أعضاء هيئة التدريس في 28 جامعة أهلية 3500 عضو، ثلثاهم أجانب.