شدد رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النيابي ميشال عون على ان قانون النسبية «من مصلحة المسيحيين، وفي كل المحافظات وخصوصا إذا كان لبنان دائرة واحدة»، معتبراً انه «إذا كان لبنان دائرة واحدة فلا أحد يستطيع أن يؤلف لوائحه إلا بالتفاهم مع المسيحيين». وأكد ان «نظام الحزبين الأسلم، ولكن الرأي العام لم يفهم بعد أن لكل طائفة الحق في تعيين مرشحيها، وليس الطوائف الأقوى. أستطيع أن أؤكد أن الأرجحية ستكون للمسيحيين لأنهم يشكلون 64 نائبا فيما جميع الطوائف الأخرى تشكل مجتمعة 64 نائبا. وبذلك، حيث تكون الأرجحية المسيحية تكون الأرجحية البرلمانية». مواقف عون جاءت خلال حوار مع طلاب كلية الفلسفة واللاهوت في دير البولسية في حريصا ليل اول من امس، استعاد فيه عودته «من فرنسا بعد 15 سنة من الغياب»، وقال: «لم أجد الحواجز الترابية إنما وجدت حواجز نفسية كثيرة»، معتبراً ان «الاتفاق مع حزب الله لم يكن بهدف المسايرة، أنا أؤيد المقاومة، فمنذ الثالثة عشرة من عمري وأنا شاهد على النزوح الفلسطيني. يومها حملت مع أبناء منطقتي البطانيات والشوادر والطعام للفلسطينيين، ومبادرتنا منعت الاصطدام بين نازحين من الجنوب الى مناطق مسيحية، واتهمنا بعضهم بإقامة تحالف شيعي - ماروني ضد السنة، وهذا التحالف ليس طائفياً». ورأى عون «أن مناطق الشمال تعيش حالة قلق أكثر من غيرها بسبب ظهور السلفية الإسلامية». وتحدث عن «كبت سياسي» في سورية، وقال: «أتت الثورة بعد ذلك، فلم نقف مع النظام ضد الديموقراطية، بل قلنا إن الشعب السوري بحاجة للاصلاحات السياسية والانتقال من مرحلة إلى أخرى بطريقة سليمة. لو كان الصراع في سورية ديموقراطياً، لما تدخلنا، ولكن عندما يكون البديل هو على شاكلة تونس أو مصر أو ليبيا أو العراق، لا يمكن أن يناسبنا. اتصلنا بكل من أمكننا في الفاتيكان، وفي الانتشار اللبناني لكي نساعد سورية، على رغم أن كثيرين هددونا طالبين منا الابتعاد عن هذا الخطاب. الحمد لله أن نظرتنا كانت صائبة، إذ لم تتوسع الحرب في سورية ولم تصل الينا، وهي حالياً على شفير الانتهاء». وتوقف عند «الفساد في لبنان كجزء من بنية الدولة بكاملها، الديون كذبة كبيرة، فهي مجموعة سرقات، وأقدر أن ينتهي الموضوع بوضع رجالات كبار في السجن، أو بفرارهم من لبنان». وكشف انه «في بداية الأحداث في سورية، قال لي مطران السريان الأورثوذكس في حلب يوحنا ابراهيم إن الأتراك اتصلوا به وقالوا له إن المسيحيين بخطر ويجب أن يغادروا سورية. ثم ذهب إلى تركيا والتقى (رئيس الوزراء التركي رجب طيب) أردوغان وفي طريق عودته عرج على لبنان واجتمعت به فسألني: ما العمل؟، قلت له بعد تفكير معمق: إياكم ومن ثم إياكم أن تتركوا وتذهبوا إلى تركيا، لأنكم ستزرعون الذعر في سورية وستساهمون في إسقاط النظام. كان خائفاً وكان خوفه مبرراً. وكان يجب أن ندافع عن القلعة الأخيرة المتبقية وإلا فلا يبقى أمامنا خيار سوى البحر، ونحن كنا نتطلع شرقاً».