شدد أقطاب هيئة الحوار الوطني اللبناني، برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان أمس، على التوجه الى صناديق الاقتراع الأحد المقبل بكل هدوء وعلى تقبل النتائج بصورة حضارية، وذلك في الاجتماع الاخير الذي تعقده الهيئة قبل الاقتراع في 7 حزيران (يونيو) الجاري، وجددت التزام ميثاق الشرف الذي توافق عليه أطرافها في 2 آذار (مارس) 2005 ووقف الحملات المتبادلة بدءاً من صباح السبت 6 حزيران. وأكد بيان للهيئة التي عُقدت بغياب زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون بسبب الإرهاق جراء مشاركته في المهرجانات الانتخابية اول من أمس، والنائب غسان تويني بداعي المرض، على استمرارها وطلب الأقطاب الى سليمان «إعداد ما هو متوجب لتأمين» ذلك، «وبذل المساعي لبث النواحي المتعلقة بشكلها ومضمونها». ومع تشديد الرئيس سليمان، لدى افتتاحه اجتماع الهيئة، على وجوب «تأمين المناخ المناسب لمواكبة الاستحقاق الانتخابي والتقيد بحدود اللياقات وأصول التخاطب في التصريحات والإعلانات»، فإن المواقف الانتخابية استمرت نارية وأبرزها المهرجان الخطابي الذي نظمته لائحة «الإنقاذ المتنية» في دائرة المتن الشمالي التي ينتظر ان تشهد ما اصطُلح على تسميته «أم المعارك الانتخابية» بفعل المنافسة الشديدة التي ستجرى بين هذه اللائحة التي تضم المستقلين الذين يتصدرهم نائب رئيس الحكومة السابقة النائب ميشال المر، والكتائب و «القوات اللبنانية» وقوى 14 آذار، وبين اللائحة التي يدعمها عون، الذي كان خاض انتخابات عام 2005 بالتحالف مع المر وحزب «الطاشناق». وشن المر هجوماً على عون من دون ان يسميه ورد على قوله سابقاً انه سيدعو الى محاسبة رؤساء البلديات والمخاتير الذين يعملون لمصلحة فريق انتخابي، بالقول: «سنقطع اليد التي ستمتد على البلديات والمخاتير». وقال المر عن اللائحة المنافسة: «انهم تجاوزوا الحدود الأخلاقية في كلامهم»، واتهم عون «بتدمير المناطق المسيحية وقتل الأبرياء»... وأضاف المر: «شعارهم الدائم أنا أو لا أحد حتى لو خرب البلد... وأحدثوا فراغاً في رئاسة الجمهورية واعتمدوا سياسة المقاطعة والتعطيل. أما إذا لا سمح الله عادوا فعلى لبنان السلام نهائياً». وإذ قدم المر جردة بما قام به العماد عون ودعا الناخبين «الى محاسبتهم»، فإنه اتهم عون بعقد اتفاقات سرية مع نظام صدام حسين في آخر الثمانينات. وتحدث خلال المهرجان منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب المرشح على اللائحة سامي الجميل فقال: «السلاح يبرر السلاح ولن نرتاح إلا إذا انتهينا من كل السلاح الفلسطيني داخل المخيمات وخارجها ومن أي سلاح مهما كان دينه أو طائفته». وطالب بتحييد لبنان عن الصراعات وإقفال جبهة الجنوب. وهاجم مرشح «القوات اللبنانية» إدي ابي اللمع شعارات العماد عون وحملته على رئيس حزب القوات سمير جعجع. وقال انه بعد الانتخابات «نمد يدنا الى حزب الله كمواطنين متساوين في الحقوق والواجبات وكمواطنين غير مسلحين والدولة التي تحمينا تحميكم ومعاً نقوي الدولة بأجهزتها الأمنية والعسكرية». واعتبر رئيس «اللقاء الديموقراطي» وليد جنبلاط ان الأحد المقبل هو «يوم الفصل بامتياز، واللبنانيون مدعوون لأن يختاروا عبر الانتخابات بين مشروعين وسياستين وتوجهين ومنطقين. إنه يوم الفصل بين منطق الدولة التي تعبر عن هواجس كل الأطراف وتبدد مخاوفهم وبين منطق الازدواجية الموقتة – الدائمة بين الدولة وشبه الدولة». وقال جنبلاط: «انه يوم الفصل بين احترام التنوع والنظام الديموقراطي بكل مرتكزاته التي أرساها اتفاق الطائف وبين أطروحات ملتبسة لا تراعي التوازن الدقيق الذي أرساه الطائف لا سيما لناحية المناصفة وصيغة المشاركة في السلطة، ويوم الفصل بين من يريد ان يكون للجمهورية رئيس يملك القدرة على حسم الصراعات وحل الأزمات، وبين رئيس مشلولة إمكاناته ويقتصر عمله على إدارة الأزمات من دون ايجاد الحلول، وبين من يريد إعلاء شأن المؤسسات الدستورية كموقع وحيد لمناقشة القضايا الخلافية وبين من يعرقل هذا الخيار». وكان رئيس كتلة نواب «حزب الله» النيابية محمد رعد قال ان التنافس في الانتخابات يقتصر على 22 أو 25 مقعداً «وأن الضغط كله موجه الآن حتى يفكوا تحالف العماد عون مع حزب الله تحت عنوان ان العماد عون لا يمثل المسيحيين. والبائن انه كلما هوجم ارتفعت شعبيته وازداد التأييد المسيحي لتحالفه وسياسته والسحر ينقلب على الساحر». وأشار الى ان «التنافس هو في بيروت الأولى والمتن وزحلة وكسروان وجبيل والضغط على العماد عون لأنه الشريك المسيحي للمقاومة». واتهم اميركا بالتدخل في الانتخابات لمصلحة قوى 14 آذار. وفي السياق نفسه، قال النائب عن «حزب الله» حسن فضل الله ان الانتخابات ستفرز اما حكومة شراكة فيها للمعارضة الأرجحية العددية أو حكومة تشكلها المعارضة إذا رفض الفريق الآخر المشاركة فيها لأن النتائج لن تعيد الموالاة الى الاستفراد بالسلطة. وكان زعيم تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري قال بعد انتهاء اجتماع هيئة الحوار ان تياره سيقدم رسالة اعتراض الى السفارة السورية في بيروت أو عبر وزارة الخارجية تتضمن «احتجاجاً على توقيف 10 مواطنين من البقاع في سورية». على صعيد آخر، قطع متظاهرون مساء امس بالدواليب المحروقة طريق المطار القديمة احتجاجاً على جرح احد الاشخاص خلال عملية دهم قامت بها قوى الامن الداخلي اول من امس لمعالجة احدى المخالفات.