دار الحياة - كُشف في اسرائيل عن علاقة عسكرية غير مسبوقة مع باكستان تضمن من خلالها اسرائيل تزويد الجيش الباكستاني بشاحنات لتزويد الوقود للطائرات الحربية. وتبين أن هذه الشاحنات التي تنطلق من ميناء أشدود ، جنوب اسرائيل، تصل الى الدولة الإسلامية باكستان عبر المياه الإقليمية التركية. وعلى رغم أن هذا النشاط يتم بشكل سري إلا أن القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي تمكنت من الكشف عنه عبر مكالمة هاتفية وصلت من مجهول قال فيها" أن عدداً من الشاحنات العسكرية في طريقها من المصنع العسكري في منطقة الناصرة الى أشدود لنقلها الى مكان غير معروف له. وفي تعقب طاقم القناة مسار الشاحنات تبين أن 11 شاحنة مخصصة لتزويد الطائرات المقاتلة بالوقود وتناسب القيادة في باكستان (المقود في جهة اليمين على عكس ما هو في اسرائيل) وألوانها الخارجية مطابقة للجيش الباكستاني، وصلت الى ميناء أشدود على أن تصل الى تركيا ومن هناك الى الباكستان. وبثت القناة صوراً للشاحنات قبل وصولها الى ميناء أشدود وفي حديث مع أحد العمال قال أنهم يقومون في المصنع بصناعة خزانات الوقود وتركيبها على الشاحنات. بين إسرائيل و باكستان علاقة حب و كراهية بدأت المحاولات الأولى لإنشاء علاقة ديبلوماسية بين إسرائيل و باكستان في 1947 حين أرسل رئيس الوزراء الإسرائيلي دايفيد بن غوريون برقية الى محمد علي جناح مؤسس الدولة الباكستانية الذي لم يرد بدوره. واستمرت باكستان في موقفها الرافض بإنشاء أي نوع من العلاقات مع الحركة الصهيونية، وإنعكس هذا الموقف خصوصاً حين رفضت الحكومة الباكستانية في 1949 السماح لمجموعة من اليهود المهاجرين قسراً من أفغانستان إلى إسرائيل بالمرور من اراضيها، ما دفع الدولة العبرية بتأمين مخرجٍ أخر عبر الحدود الإيرانية. وفي 1952 تحولت العلاقة بين باكستان وإسرائيل إلى علاقة متوترة بعد أن إتخذ وزير الخارجية الباكستاني الأسبق ظفر الله خان سياسة معادية تجاه إسرائيل عبر سعيه إلى تمتين العلاقة الإستراتيجية مع الدول العربية التي عكست رغبة خان بإقامة وحدةٍ بين الدول العربية. التوتر في العلاقة لم ينعكس فقط على المستوى الديبلوماسي، فخلال الحروب العربية الإسرائيلية كافة ساهمت باكستان بتزويد البلدان العربية بالعتاد و الأسلحة الحربية . ففي الحرب العربية الإسرائيلية الأولى (1947-1949)، طلقت البعثة الديبلوماسية الإسرائيلية في واشنطن معلوماتٍ، عن تزويد الحكومة الباكستانية مساعداتٍ عسكرية تمثلت بشراء 250 ألف بندقية كلاشينكوف من تشكوسلوفاكيا ارسلت إلى الدول العربية المحاربة. وفي حرب النكسة (1967) والعبور (1973)، اتهمت إسرائيل باكستان بإرسال عددٍ من طياريها إلى كل من الأردن وسورية الذين ساهموا في إسقاط عددٍ من الطائرات الحربية الإسرائيلية. و أنثاء إجتياح بيروت في 1982, ألقت إسرائيل القبض على مجموعة من المتطوعين الباكستانيين في صفوف منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت قد عقد إتفاقاً مع باكستان بعد حرب العبور، بتدريب فدائييها في معسكراتٍ بباكستان. وبقيت العلاقة بين البلدين على توترها، إلى أن التقت المصالح، أثناء الغزو السوفياتي لأفغانستان. وبدأ التعاون الأول بين البلدين على المستوى الإستخباراتي، حين نفذ كل من جهاز ال(سي أي أي)، و ال(أم أي 5) ، الموساد و جهاز الإستخبارات الباكستانية، مهمتان سرية أطلق عليه إسم "الإعصار" لإخراج القوات السوفياتية من أفغانستان. وإستمر التعاون بين البلدين في إطاره الإستخباراتي حتى 2003 في عهد الرئيس السابق برويز مشرف، حين أعلن إحتمال إقامة علاقة ديبلوماسية مع إسرائيل. إلا أن التنسيق لم يبدأ حتى 2005 حين إجتمع وزيرا خارجية البلدين بشكل رسمي لأول مرة منذ قيام الدولتين. إلا أن مشرف أعلن بعد الإجتماع أن باكستان لن تعترف بدولة إسرائيل حتى إعلان دولة فلسطينية مستقلة.