وإذا اكتشف سكان الأرض ان قمراً آخر يسبح فوق رؤوسهم؟! السؤال ليس مجرد سيناريو علمي، فعلى رغم ان الانسانية تحدق في السماء منذ ملايين السنين ولم تكتشف قمراً آخر غير الذي تعرفه، الا ان فلكياً اميركياً هاوياً يدعى بيل يونغ زرع الشك عندما أكد أمام المركز الفلكي في كامبردج وجود شيء غامض في مدار الأرض طوله 15 متراً، أي أصغر بكثير جداً من القمر، إلا أنه يدور حول الأرض دورة كاملة خلال 48 يوماً وعلى مسافة 800 ألف كلم، أي ما يعادل ضعفي المسافة بين الأرض والقمر. ولم يصدق علماء مركز كامبردج، بادئ الأمر، هذا الافتراض، معتبرين ان هذا الشيء الغامض لا يعدو ان يكون مجرد نيزك مثل النيازك التي تشبه الحجارة الكبيرة والدائرة في الفلك الكوني. لكنهم لم يستطيعوا تفسير عدم استطاعة أي فلكي رصد هذا "الشيء" حتى الآن. ومع تحديد مكان "النجم الجديد" اتجهت التلسكوبات الكبرى نحو الفضاء لترصد هذا القادم حديثاً الى مدار الأرض. وكان لأحد علماء مختبرات "ناسا" قصب السبق في اعلان هوية "المولود القمري الجديد"، بتأكيده انه أصغر مما يعتقد وأقل لمعاناً، الأمر الذي يجعله في منزلة أدنى من القمر، والأرجح انه من بقايا مركبة فضائية. لكن مواصفاته لا تنطبق على أي مركبة فضائية حديثة. غير ان الحسابات أظهرت ان هذا "الشيء" اقترب من الأرض في نهاية الستينات واوائل السبعينات عندما كان برنامج "أبولو" الاميركي في أوج نشاطه، من هنا ترجيح العلماء ان يكون من بقايا الطبقة الثالثة من مركبة زحل الخامسة التي أطلقت في 14 تشرين الثاني نوفمبر 1969 وعلى متنها ثلاثة رواد ضمن برنامج أبولو 12. إلا ان جميع الاحتمالات تظل في نطاقها الافتراضي، مع ترجيح تحطم "الشيء" على سطح القمر بنسبة 20 في المئة في العام 2003. اما نسبة احتمال ارتطامه بالأرض فتبلغ 3 في المئة من دون ان يشكل ذلك أي خطر، لأنه بمجرد دخوله الفضاء الخارجي سيتفتت.