بات ممكناً مشاهدة شريط مصور على الشاشة على ارصفة حقل تتجاوز مساحته بضعة امتار وتظهر فيه التضاريس كافة من دون الحاجة الى استخدام النظارات الخاصة باستعراض الصور بالابعاد الثلاثة، لان التصوير في هذه التقنية يتم بشكل مباشر. صاحب هذا الاختراع فرنسي يبلغ من العمر 49 عاماً ويدعى بيار اكيو وقد امضى خمسة عشر عاماً عمل خلالها بمعدل 80 ساعة اسبوعياً قبل ان يضع اللمسات الاخيرة على هذه التقنية التي تحاول شركات عدة تقليدها في صناعة السينما والتصوير الطبي والاعلانات المتحركة من دون فائدة تذكر. واجمع كبار اخصائيي التصوير على ان هذه التقنية المنسوبة الى مخترعها هي الافضل والامثل من حيث نوعية الصورة وسهولة تطبيقها. ويكمن سر تصنيع هذه التقنية في اجزائها ومكوناتها البصرية بحيث تشابه آلية عملها آلية عمل العين لدى مشاهدتها الاشياء بحجمها الاصلي في الفراغ. بمعنى آخر عندما نرى قطعة ما بالابعاد الثلاثة في الطبيعة يجب ان تتلقى العين اليمين الصورة بفارق زمني ضئيل جداً مقارنة بالعين اليسري لها ثم تتطابق الصورتان على شبكتي العينين والدماغ الذي يقوم بتفسير الصورة واظهارها بحجمها الكامل في الفراغ. ولتقليد هذه العملية نفسها اصطناعياً نستخدم نظارات خاصة ونشاهد صوراً مشطورة ومتباعدة زمنياً بشكل مسبق، وبما ان زجاج النظارات من لونين مختلفين كالاحمر والازرق مثلاً فان العدسة الحمراء لا تسمح بمرور الصورة الزرقاء والعكس صحيح بالنسبة الى العدسة الزرقاء. ونلجأ في هذه الحالة الى تقليد عمل العين غير ان ادخال التلفزيون بثلاثة ابعاد الى المنازل يجب ان يقوم من دون شك على التخلص من النظارات الخاصة اذا اريد لهذا الجيل من اجهزة التلفزة ان تحقق رواجاً واسعاً، تمر هذه التقنية بالطريق التي فتحها ليبمان عام 1908 في حقل التصوير وحسنها بعد ثلاثين عاماً موريس بونيه واتخذت هذه التقنية منذ ذلك الحين اسم التصوير المجسامي المجسم الذي يقوم على التقاط صور عدة من زوايا مختلفة للغرض المطلوب تصويره وترتيبها فوق بعضها البعض بفوارق ضئيلة ووضعها فوق شبكة عدسية الشكل مكونة من عدسات دقيقة اسطوانية الشكل عمودية جامعة وموحدة الاتجاه في حين تقوم المناظير الدقيقة بإرسال نظرة الى العين اليمنى واخرى الى العين اليسرى، وهكذا يتم التوصل الى رؤية صورة بالابعاد الثلاثة. لقد عمل آليو في مختبره الى تجريب المناظير والصورة حتى توصل الى ايجاد الاسس التي تقوم عليها الشبكة العدسية لكنه يرفض الدخول في تفاصيل هذه التقنية خوفاً من وقوعها في ايدي المنافسين. لقد استطاع المخترع ابتكار التضاريس والتعاريج لرسم جداري ايطالي يعود الى القرن الخامس عشر بواسطة 60 لقطة، اي بتصوير القطعة ستين مرة اي بفوارق بسيطة وراء كل عدسة وكانت النتيجة ان المنظر السطحي تحول الى ما يشبه كتاب الاطفال العامر بسلسلة من المناظر السهلية والتعاريج المتناغمة. وانطلاقاً من مزايا الصور الرقمية المتمثلة بالمرونة وامكان تحريض البيكسل، قرر آليو التقاط الصور بواسطة كاميرا جيدة مجهزة بمجموعة بصرية قادرة على اخذ اربع لقطات معدلة هندسياً او مشوهة بآن واحد. ثم قام بمزج ما تحت البيكسل للقطات المختلفة كي يتم التوصل بعد تمريرها عبر عدسة دقيقة، الى عرضها امام الشاشة بشكل يتناسب مع كل عين للمشاهد. وتنطوي الخطوة المقبلة على بيع شاشة تتناسب وشبكة العدسة البصرية المترافقة ببرنامج معلوماتي، ان مثل هذه الشاشات متوافر حالياً في الاسواق تحت اسم Alioscopy . غير ان ثمن الوحدة منها يبلغ حوالى ثلاثة اضعاف سعر الشاشة العادية المسطحة. وتنوي شركة فيليبس قريباً تسويق شبكتها العدسية البصرية مع اللوغاريتمات الخاصة بها والمستوحاة من تقنية آليو. وللمضي قدماً في هذه التقنية لضمان انتشارها لا بد من تطوير خارطة للعمق في ارضية او خلفية الصورة من دون الحاجة الى نقاط علامة باستثناء الصورة التي تصلح لكل انواع الافلام. لهذا فان افلام الدعاية سيستمتع بها الجمهور قريباً بثلاثة ابعاد، اما الافلام الطويلة فمحكوم عليها بالانتظار على المدى المنظور على الاقل